على رغم فظاعة الوضع الصحي والاقتصادي الذي تعيشه الهند، التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة؛ فإن الشارع الهندي الذي يئن تحت وطأة تفشي فايروس كورونا الجديد لن يعدم أهل الخير. فقد كرّس الدبلوماسي الهندي السابق فيريندرا غوبتا وزوجته فينا، وهي مغنية وجدّة، جهودهما لانتشال أطفال الأحياء العشوائية في العاصمة الهندية، الذين لا يزالون محرومين من التعليم، منذ قرار الحكومة إغلاق المدارس في مارس 2020 بسبب جائحة كورونا. واختار الزوجان شجرة ظليلة على رصيف، على شارع هادئ بنيودلهي، لتكون فصلاً لتعليم أطفال الأكواخ النائية، ليعضوا ما فقدوه بإغلاق المدارس. وقالت فينا إنه لولا مبادرتهما لتعليم هؤلاء الأطفال، فإن كثيرين منهم قد ينحرفون، لأنهم يجلسون في أكواخهم الفقيرة بلا عمل. وأضافت أن هؤلاء الأطفال لا يملكون إمكان الوصول إلى شبكة الإنترنت. وأشارت إلى أنها وزوجها اشتريا المقررات التعليمية من المكتبات، والأقلام، والدفاتر، وسبورة متوسطة الحجم لتدريس التلاميذ في الهواء الطلق، تحت ظل شجرة البانيان (التين البنغالي) الظليلة. وتحولت معظم المدارس الخاصة في الهند للتعليم عن بعد. لكن كثيرا من فقراء الهند لا يملكون هواتف ذكية، ولا قدرة مالية على توصيل الإنترنت. وقال أحد أطفال فصل فينا وزوجها إن عائلته كلها تملك هاتفاً ذكياً وحيداً، يستخدمه رب الأسرة. وبعد انتشار خبر فصل شجرة البانيان، زاد تدفق الأطفال المحرومين. واضطرت فينا وزوجها إلى تقسيم التلاميذ إلى ثلاث مجموعات، تتعاقب على ظل الشجرة صباحاً وعصراً، ثلاث مرات أسبوعياً. وقال فاريندرا إنه خدم الهند سفيراً لها لدى جنوب أفريقيا ودول أخرى. وأكدت زوجته أن نجاحهما الحالي سيدفعهما إلى تجنيد مزيد من المتطوعين لتعليم عدد أكبر من الأطفال الفقراء، الذين حرمهم وباء كوفيد-19 من التعليم.