بعيدا عن مشاعر الحزن التي تعتري الشخص وهو يشاهد ذاكرة أحد والديه أو أقاربه تتآكل، فإن معاناة المريض نفسه تبقى الأكثر وجعاً وألماً. لك أن تتخيل كيف تتناثر أمامك ذكريات الطفولة لتمحو من ذاكرتك كل التفاصيل التي عشتها وتلك التي لا زلت تعيشها.
لا تتذكر عنوان بيتك، ولا عدد أطفالك، حتى أسماءهم، تكتشف أن الأيام تمر عليك بطعم واحد وبلون واحد، وأن من هم حولك غرباء، فلا الذاكرة تسعفك لتعرفهم ولا الأسئلة المكررة التي تلقيها عليهم تبقى بين جنباتها،
تشير أحدث إحصاءات الجمعية السعودية لمكافحة الزهايمر إلى أن عدد المصابين بالمرض بلغ أكثر من ١٣٠ ألف مصاب. وتقول الدراسات المسحية إن عدد كبار السن من السعوديين بلغ ما نسبته ٤.١٩٪ من إجمالي عدد السكان، أكثرهم مهددون بخطر الزهايمر أو الخرف المبكر. كما تشير الإحصاءات إلى أن نحو ٩.٩ مليون حالة خرف يومية تصيب السكان حول العالم، أي بمعدل حالة واحدة في كل ٣.٣ ثانية.
تعرف على العلامات المبكرة
يعرّف مرض الزهايمر بأنه انحلال في الدماغ يتعذر إصلاحه، ما يسبب اضطرابات متعددة في الذاكرة والإدراك وغيرهما من الوظائف، الأمر الذي يقود في النهاية إلى الوفاة بسبب القصور الكلي الذي يصيب الدماغ.
ويرى الاختصاصي في المخ والأعصاب الدكتور محمد بدران أن الزهايمر اضطراب يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ ويسبب انخفاضا مستمرا في التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية، وهو سبب رئيسي للخرف.
ويستطرد الدكتور بدران أن نسيان الأحداث التي تمر على الإنسان أو المحادثات التي يقوم بها هي علامات مبكرة للمرض، كما يجد المريض في البداية صعوبة في تذكر الأشياء والأسماء، وتنظيم الأفكار، ويلاحظ تفاقم المشكلة عند المريض مع مرور الوقت. والطب الحديث لم يتوصل حتى الآن إلى سبب المرض، وذهب بعض الباحثين إلى أن الوراثة تلعب دورا فيه، وذهب آخرون إلى أن نمط الحياة والبيئة المحيطة سبب رئيسي لحدوثه.
هل نسيت مكان مفتاحك؟.. الحالة عارضة
يشير الدكتور بدران إلى أن الزهايمر مرض فعلي حقيقي يصيب الدماغ ويسبب تآكل خلاياه، وليس للأمر صلة بما يتعرض له الفرد أحيانا من نسيان بعض الأمور البسيطة كمكان وضع مفاتيحك أو اسم شخص معين، بل إن الأمر يتجاوز ذلك ويصل إلى ما هو أبعد منه، وينسى المريض المحادثات والمواعيد ويكرر الأسئلة في وقت قصير مرارا وتكرارا، وقد يضيع في مكان مألوف ويجد صعوبة في العودة إلى منزله أو في التعرف على معالم الطريق المؤدية إليه، بل وحتى نسيان أسماء الأبناء وأفراد الأسرة والأقارب.
ويقسم المختصون المرض إلى 3 مراحل تتدرج من المرحلة المبكرة إلى المتوسطة حتى تصل إلى مرحلة متأخرة تصبح معها حالة المريض حرجة وتحتاج إلى رعاية طبية مكثفة على الدوام. وعن العلاج يقول الدكتور بدران إن الطب الحديث لا يزال في طور البحث عن علاج ناجع، فكل الأدوية الموجودة حاليا فقط تبطئ من انتشاره في الدماغ وتخفف من أعراضه.
«وفاء» تأسى على والدتها التي نسيت اسمها !
تروي «وفاء» ابنة مريضة بالزهايمر حكايتها لـ«عكاظ» وتقول: «اكتشفت الأسرة مرض الوالدة قبل نحو خمس سنوات، وبدأت الحالة تتطور شيئا فشيئا وأضحت لا تعي ما يدور حولها وفي محيطها على الرغم من صحتها البدنية الجيدة التي تساعدها على قضاء حوائجها بنفسها مع ضرورة وجود مرافق لها على الدوام». وتضيف أنها تعاني كثيرا بسبب حالة والدتها وانعكس ذلك سلبا على عملها لأنها تقضي الليل بأكمله ترعى والدتها وتحرص على ألا تغادر المنزل في غفلة، إذ إنها لا تعي شيئا عما يدور حولها وقد تخرج ثم لا تعود. وتبدي وفاء أساها وحزنها الشديدين على حال والدتها حين تسألها عن اسمها مرارا، بل وتسألها عن زواجها وكم أنجبت من الأبناء ومن هي والدتها، وهو الأمر الذي يجعلها تذرف الدموع كل مرة وهي تشاهد والدتها بهذه الحال.
لا تتذكر عنوان بيتك، ولا عدد أطفالك، حتى أسماءهم، تكتشف أن الأيام تمر عليك بطعم واحد وبلون واحد، وأن من هم حولك غرباء، فلا الذاكرة تسعفك لتعرفهم ولا الأسئلة المكررة التي تلقيها عليهم تبقى بين جنباتها،
تشير أحدث إحصاءات الجمعية السعودية لمكافحة الزهايمر إلى أن عدد المصابين بالمرض بلغ أكثر من ١٣٠ ألف مصاب. وتقول الدراسات المسحية إن عدد كبار السن من السعوديين بلغ ما نسبته ٤.١٩٪ من إجمالي عدد السكان، أكثرهم مهددون بخطر الزهايمر أو الخرف المبكر. كما تشير الإحصاءات إلى أن نحو ٩.٩ مليون حالة خرف يومية تصيب السكان حول العالم، أي بمعدل حالة واحدة في كل ٣.٣ ثانية.
تعرف على العلامات المبكرة
يعرّف مرض الزهايمر بأنه انحلال في الدماغ يتعذر إصلاحه، ما يسبب اضطرابات متعددة في الذاكرة والإدراك وغيرهما من الوظائف، الأمر الذي يقود في النهاية إلى الوفاة بسبب القصور الكلي الذي يصيب الدماغ.
ويرى الاختصاصي في المخ والأعصاب الدكتور محمد بدران أن الزهايمر اضطراب يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ ويسبب انخفاضا مستمرا في التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية، وهو سبب رئيسي للخرف.
ويستطرد الدكتور بدران أن نسيان الأحداث التي تمر على الإنسان أو المحادثات التي يقوم بها هي علامات مبكرة للمرض، كما يجد المريض في البداية صعوبة في تذكر الأشياء والأسماء، وتنظيم الأفكار، ويلاحظ تفاقم المشكلة عند المريض مع مرور الوقت. والطب الحديث لم يتوصل حتى الآن إلى سبب المرض، وذهب بعض الباحثين إلى أن الوراثة تلعب دورا فيه، وذهب آخرون إلى أن نمط الحياة والبيئة المحيطة سبب رئيسي لحدوثه.
هل نسيت مكان مفتاحك؟.. الحالة عارضة
يشير الدكتور بدران إلى أن الزهايمر مرض فعلي حقيقي يصيب الدماغ ويسبب تآكل خلاياه، وليس للأمر صلة بما يتعرض له الفرد أحيانا من نسيان بعض الأمور البسيطة كمكان وضع مفاتيحك أو اسم شخص معين، بل إن الأمر يتجاوز ذلك ويصل إلى ما هو أبعد منه، وينسى المريض المحادثات والمواعيد ويكرر الأسئلة في وقت قصير مرارا وتكرارا، وقد يضيع في مكان مألوف ويجد صعوبة في العودة إلى منزله أو في التعرف على معالم الطريق المؤدية إليه، بل وحتى نسيان أسماء الأبناء وأفراد الأسرة والأقارب.
ويقسم المختصون المرض إلى 3 مراحل تتدرج من المرحلة المبكرة إلى المتوسطة حتى تصل إلى مرحلة متأخرة تصبح معها حالة المريض حرجة وتحتاج إلى رعاية طبية مكثفة على الدوام. وعن العلاج يقول الدكتور بدران إن الطب الحديث لا يزال في طور البحث عن علاج ناجع، فكل الأدوية الموجودة حاليا فقط تبطئ من انتشاره في الدماغ وتخفف من أعراضه.
«وفاء» تأسى على والدتها التي نسيت اسمها !
تروي «وفاء» ابنة مريضة بالزهايمر حكايتها لـ«عكاظ» وتقول: «اكتشفت الأسرة مرض الوالدة قبل نحو خمس سنوات، وبدأت الحالة تتطور شيئا فشيئا وأضحت لا تعي ما يدور حولها وفي محيطها على الرغم من صحتها البدنية الجيدة التي تساعدها على قضاء حوائجها بنفسها مع ضرورة وجود مرافق لها على الدوام». وتضيف أنها تعاني كثيرا بسبب حالة والدتها وانعكس ذلك سلبا على عملها لأنها تقضي الليل بأكمله ترعى والدتها وتحرص على ألا تغادر المنزل في غفلة، إذ إنها لا تعي شيئا عما يدور حولها وقد تخرج ثم لا تعود. وتبدي وفاء أساها وحزنها الشديدين على حال والدتها حين تسألها عن اسمها مرارا، بل وتسألها عن زواجها وكم أنجبت من الأبناء ومن هي والدتها، وهو الأمر الذي يجعلها تذرف الدموع كل مرة وهي تشاهد والدتها بهذه الحال.