أضحى «الإغلاق الثاني» صداعاً حاداً للحكومة البريطانية، الحائرة بين علمائها الذين يعتبرونه ضرورة حتمية لتفادي تسجيل 50 ألف إصابة يومياً بحلول منتصف أكتوبر القادم، وبين علماء بريطانيين وأوروبيين يرون أنه إجراء لا داعي له. وكشف المتحدث باسم رئيس الوزراء برويس جونسون أمس الأول أن جونسون تشاور من خلال تطبيق زوم للمؤتمرات المرئية مع كبير مستشاري الأوبئة السويدي البروفيسور أندرس تيغنل، الذي يقف وراء تجربة عدم اللجوء إلى الإغلاق في السويد. كما تشاور جونسون مع عدد من أبرز علماء جامعة أكسفورد الناشطين في مجالات الطب القائم على الأدلة. وتقوم المنهجية السويدية على التشديد على مسؤولية الفرد في كبح تفشي الوباء، دون داعٍ لإغلاق الاقتصاد والمدارس. وهي بشكل أو آخر منهجية السماح للفايروس بإصابة أكبر عدد من السكان، بحيث تتكون «مناعة القطيع»، التي يعدّ تيغنل مهندسها الأكبر. وهو خيار يحمل مخاطر حدوث آلاف الوفيات. لكن هناك أيضاً من يرون أنه أفضل نهج لدحر الفايروس؛ إذ لم يتجاوز عدد الوفيات بكوفيد-19 في السويد 580 وفاة بين كل 100 ألف من السكان، في مقابل 620 وفاة من كل 100 ألف شخص في بريطانيا. غير أن البروفسور تيغنل كشف أن المسؤولين في بلاده يدرسون فرض إغلاق محدود في العاصمة استوكهولم لكسر سلسلة تفشٍّ ضربت العاصمة السويدية. لكنه قال إنه سيكون إغلاقاً محلياً، قد يستهدف أماكن عمل بعينها، أو أحياء محددة. وقال علماء جامعة بنسلفانيا الأمريكية أمس الأول إن أوامر الحجر المنزلي أسهمت في كبح تفشي الفايروس بالولايات الأمريكية أكثر مما حققه إغلاق الشركات والمطارات.