أعاد تذبذب روايات البيت الأبيض عن حقيقة الوضع الصحي للرئيس دونالد ترمب بعد تأكد إصابته بفايروس كورونا الجديد إلى الذاكرة تاريخاً من حالات مماثلة لرؤساء أمريكيين سابقين تكتموا على أمراضهم؛ بل إن بعضهم كذبوا على شعبهم في ما يتعلق بأوضاعهم الصحية. ولعل الحالة الأقرب للذاكرة هي حالة الرئيس الأمريكي الراحل وودرو ويلسون، الذي كُتب عليه أن يكون رئيساً لبلاده عندما اندلعت جائحة الإنفلونزا الإسبانية قبل نحو 100 عام. فقد ظل ويلسون يقلل من شأن الجائحة، حتى أصيب هو نفسه. وبعد إصابته حاول التكتم عليها. كان ويلسون يزور فرنسا، حيث حضر في باريس المحادثات التي وضعت حداً للحرب العالمية الأولى، في أبريل 1919. أصيب الرئيس ويلسون، واشتدت عليه الأعراض، حتى أن طبيبه الخاص كاري غريسون اعتقد أن الرئيس ربما تعرض للتسمم. وأبرق واشنطن بأن ويلسون غدا مريضاً جداً. ورفض ويلسون إصدار أي بيان بشأن حالته، خشية أن يؤثر ذلك في الوضع الحربي للبلاد. وكانت الإنفلونزا الإسبانية قد قضت على أكثر من 675 ألف أمريكي. وكان الرئيس غرفور كليفلاند، الذي حكم بلاده على فترتين من 1885-1889، ومن 1893-1897، حريصاً على إخفاء إصابته بسرطان الفم. ولما لم يكن هناك بد من الخضوع لجراحة عاجلة وخطيرة؛ عمد إلى الاتفاق مع أطبائه على إجراء الجراحة ليلاً، على متن يخت خاص في لونغ آيلاند. ولم يعرف الأمريكيون أنه كان مصاباً بورم سرطاني في الفم، إلا بعدما عُرض ذلك الورم الذي تم استئصاله منه في معرض أقامته جمعية كلية الأطباء في فيلادلفيا في سنة 2000. وعندما اتضح للرئيس الراحل ليندون جونسون أنه مصاب بورم سرطاني في اليد، عمد إلى إجراء جراحة سرية لاستئصاله في عام 1967. وبالنسبة إلى الرئيس فرانكلين روزفلت، فقد تم تشخيص إصابته في عام 1944 بارتفاع ضغط الدم، ومرض القلب، وتصلب الشرايين، والالتهاب الرئوي الحاد؛ شدد مسؤولو البيت الأبيض على أن مشكلات الرئيس الصحية ليست مثيرة للقلق. وذلك لأن الانتخابات الرئاسية كانت على الأبواب. وفاز روزفلت بفترة ثالثة. لكنه بعد بضعة أشهر، توفي في 12 أبريل 1945 إثر إصابته بجلطة دماغية. أما الرئيس جون كينيدي، فقد أخفى جميع أمراضه عن الشعب، وتشمل مشكلات في الهضم، ومرض أديسون الناجم عن نقص الأدرينالين. وكان يتناول ثمانية أنواع من الأدوية يومياً ليبقى على قيد الحياة، إلى أن تم اغتياله في 1963. وفي عام 1741، وبعد تسعة أيام فحسب من أدائه القسم رئيساً للولايات المتحدة، توفي الرئيس وليام هنري هاريسون، من مضاعفات ما اعتقده الأطباء التهاباً رئوياً أصابه نتيجة وقوفه في البرد الشديد لأداء القسم. لكن البيت الأبيض لم يعلن للشعب أن الرئيس أصيب بأي مرض.