«هذه هي المدرسة»... هكذا أوجز الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تجربته في معرفة خبايا مرض كوفيد-19 الذي أصاب 7.6 مليون أمريكي، وأودى بأكثر من 214 ألفاً منهم. وعلى رغم ما تردد عن تعرض ترمب لهبوط في مستوى الأكسجين في الدم؛ فإنه غامر بالخروج من مشفاه أمس على متن سيارة مغلقة النوافذ، لتحية نحو 200 شخص احتشدوا أمام مركز (والتر ريد) الطبي العسكري بولاية ماريلاند. وقال ترمب، في مقطع مرئي، إنه تعلم الكثير جداً عن كوفيد-19 خلال فترة إصابته. وعلى رغم إعلان أحد أطبائه أنه قد يتم إخراجه من المستشفى، إلا أن تضارب معلومات أطبائه أثار قلقاً حقيقياً في شأن مدى إصابته، والأضرار التي ربما نجمت عنها. وكشف طبيب البيت الأبيض شون كونلي أن ترمب أعطي عقار (ديكساميثاسون) للتحكم في الالتهاب المرافق لإصابته بفايروس كورونا الجديد. كما كشف أيضاً أنه اضطر الى إعطاء الرئيس أكسجيناً إضافياً الجمعة، قبيل نقله إلى والتر ريد. وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكناني أن إصابة الرئيس اتضحت الخميس، عقب عودته من منتجع الغولف الخاص به في بيدمنستر بولاية نيو جيرسي. وبدا أعوان الرئيس متفائلين أمس بأنه سيتعافى ليتولى قيادة حملة إعادة انتخابه لرئاسة الولايات المتحدة. لكن الأطباء وخبراء الأوبئة والأمراض المعدية شككوا في إمكان حدوث ذلك بالسرعة التي يتصورها مؤيدوه. وقالت هيلين باوتشر التي ترأس قسم الطب الجغرافي والأمراض المعدية في كلية تافتس الطبية ببوسطن: «إننا نعلم أن كثيراً جداً من المصابين بالفايروس تشتد عليهم الأعراض بعد ما يراوح بين 8 و10 أيام من تشخيصهم». وأقرت ماكناني بأن اليومين القادمين سيكونان غاية في الأهمية بالنسبة إلى صحة الرئيس. ويذكر أن الدكتور كونلي- طبيب البيت الأبيض- تلقى تدريباً مكثفاً في طب الطوارئ. لكنه ليس مختصاً بالأمراض المعدية، والأوبئة. وبدت تصريحاته متضاربة إلى درجة أزعجت المهتمين بصحة سيد البيت الأبيض. فقد طمأن كونلي الجمهور إلى أن ترمب سيعود قريباً جداً إلى البيت الأبيض. وكشف في الوقت نفسه أن الأطباء أعطوا الرئيس أقراص ديكساميثاسون، التي تعطى عادة لمرضى كوفيد-19 الذين تدهورت حالاتهم الصحية. وتحت ضغوط الصحفيين، اضطر كونلي للإقرار بأنه حاول رسم «صورة وردية» لحالة ترمب. لكنه قال إن ذلك لا يعني أنه أخفى شيئاً عن الشعب الأمريكي يتعلق بصحة أقوى رجل في العالم. وكان كونلي، الذي يرعى صحة ترمب في البيت الأبيض منذ عام 2018، تعرض لانتقادات واسعة النطاق في مايو الماضي، بعدما أعلن ترمب أنه يتعاطى أقراص عقار معالجة حمى الملاريا هايدروكسيكلوركين، للوقاية إثر إصابة أحد زوار البيت الأبيض. ولم يثبت قبل ذلك أن لذلك العقار مفعولا إيجابيا في صد كوفيد-19. وأثبتت التجارب السريرية لاحقاً أن الهايدروكسيكلوركين لا يعالج كوفيد-19، ولا يوفر أية وقاية من الإصابة به.