البارسيتينيب يباع بالمسمى التجاري «أولوميانت».
البارسيتينيب يباع بالمسمى التجاري «أولوميانت».
-A +A
«عكاظ» (واشنطن، جنيف) OKAZ-online@
«على الحكومات أن تضمن أنه في حال ظهور لقاح لمرض كوفيد-19 أنه سيعطى لبعض السكان في جميع الدول، وليس لجميع السكان في بعض الدول». هكذا سعى مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس غيريسيوس- وهو زير سابق للصحة في إثيوبيا- الى تسليط الضوء مجدداً أمس الأول على ما يخشاه الخبراء وعلماء الأوبئة، أن تحتكر الدول المقتدرة الكميات التي ستكون متاحة من أي لقاح محتمل، لتختص به شعوبها، تاركة بقية دول العالم أمام الفايروس المتوحش. واقترح غبريسيوس أنه في حال إتاحة أي لقاح أن يتم تطعيم المسنين، وذوي الحالات المرضية المزمنة، ثم الكوادر الصحية. واعتبر أن ذلك هو السبيل الأمثل لقمع تفشي الفايروس في جميع أرجاء العالم. وفي أحدث محاولة لتوفير «جسر» يقود إلى اللقاح؛ أعلنت شركة إيلي ليللي (الخميس) أنها طلبت من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية منحها ترخيصاً بموجحب حالات الطوارئ للعلاج الذي توصل إليه علماؤها، من خلال تخليق مزيج (كوكتيل) من الأجسام المضادة، الذي أتثبت نجاعة في تقليص الحاجة إلى تنويم المصابين بفايروس كورونا الجديد في المستشفيات. وإذا قررت الهيئة الموافقة على العلاج المذكور، فسيكون بمستطاع المستشفيات وصفه للمصابين الذين تأكد تشخيص إصابتهم حديثاً، وهم في حالة ترواح بين الخفيفة والمتوسطة. وذكرت إيلي ليللي- وهي شركة عقاقير عملاقة يوجد مقرها في إنديانابولس- أن كوكتيل الأجسام المضادة ابتكره علماؤها بالتعاون مع علماء شركة أبسيلارا بيولوجيكس الكندية. وكان هذا الكوكتيل تحت الأضواء المكثفة خلال الأسبوع الماضي بعدما تم وصفه للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بعد إعلانه إصابته بالفايروس فجر الجمعة الماضي. ويعتبر كوكتيل الأجسام المضادة علاجاً واعداً، إلى جانب عدد من العقاقير التي أثبتت جدواها في تقليص عدد الوفيات، وتقصير فترات التنويم في المستشفيات. ويرى علماء أن الأجسام المضادة يمكن أن تكون جسراً مفضياً إلى اللقاح. ويدرس الأطباء إمكان وصف هذا المزيج للمقيمين في دور المسنين، والكوادر الصحية التي تتعامل مع المصابين بشكل يومي. وتأمل إيلي ليللي بالتمكن من الحصول على إقرار هيئة الغذاء والدواء الأمريكية كوكتيل الأجسام المضادة خلال الربع الثاني من 2021. وأشارت التجارب السريرية المبكرة إلى أنه نجح في خفض مستويات الفايروس لدى المصابين الذين تراوح أعراضهم بين الخفيفة والمتوسطة.

وفي سياق ذي صلة؛ أعلنت إيلي ليللي أمس الأول أنها طلبت أيضاً من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية الموافقة على الاستخدام الطارئ لعقار بارسيتينيب، الذي أنتجته أصلاً لعلاج التهاب المفاصل الروماتزمي، جنباً إلى جنب الأدوية المستخدمة حالياً في معالجة مرض كوفيد-19، مثل ريمديسيفير. وطبقاً لبيانات تجارب سريرية، فإن المرضى بكوفيد-19 الذين يتم إعطاؤهم ريمسيديفير وعقار بارسيتينيب تتضاءل فرص وفاتهم بالوباء بنسبة تصل إلى 60%. وتقول جهات صحية أمريكية إن هذا الدواء مفيد جداً للمرضى الذين أصيبوا، لكنهم ليسوا في حاجة إلى أكسجين إضافي، وليسوا في حال حرجة. بيد أن مشكلة عقار بارسيتيبنيب ليس زهيداً. وتقول شركة إيلي ليللي على موقعها الإلكتروني إن الوصفة الكافية منه لمدة 30 يوماً، بواقع حبة بقوة 2 مللغم تكلف 2265 دولاراً!