ربما كان سكان القارة الأوروبية هم الأتعس على ظهر البسيطة. فها هم في أتون موجة ثانية من هجمة فايروس كورونا الجديد، قبل أن تتلاشى الموجة الأولى. كما أنهم لم يواجهوا بعد بدء موسم الإنفلونزا. ويتساوى شرق أوروبا مع غربها في التعاسة هذه الأيام. فقد أعلنت إسبانيا أمس حالة الطوارئ في العاصمة مدريد. كما أن على السلطات في معظم بلدان القارة مواجهة مئات آلاف المتظاهرين الرافضين للعودة إلى الإغلاق، وغيره من التدابير الاحترازية المشددة. وفي بريطانيا، حيث الوضع يسوء مع مرور كل يوم، يتوقع أن يبلغ رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون مجلس العموم (البرلمان) غداً (الإثنين) بقرارات تشمل تدابير احترازية مشددة، في مسعى يائس لكبح تسارع التفشي الوبائي. لكنه استبعد تماماً العودة الى الإغلاق الكامل. وأكدت الإحصاءات الرسمية أمس أن معدل التنويم للمصابين بالفايروس في بريطانيا ارتفع إلى 50% من مستشفيات إنجلترا. وبعد أن قضت التدابير السابقة بإغلاق الحانات عند العاشرة مساء، تتجه السلطات لإغلاقها بعد السادسة مساء. وأثار ذلك صدامات الليل قبل الماضي بين المحتجين والشرطة البريطانية، خصوصاً في لندن وأسكتلندا. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» أمس (السبت) أن عدد الإصابات الجديدة في بريطانتيا ربما أضحى يصل إلى 45 ألف حالة يومياً. غير أن العدد المعلن رسمياً هو 13864 إصابة جديدة السبت، بعد تسجيل أكثر من 17 ألف إصابة الجمعة. وتزايدت الإصابات في الجامعات البريطانية سبعة أضعاف. وقال عمدة لندن صادق خان أمس إن ضاحية ريتشموند أضحت الأسوأ تفشياً بين أحياء العاصمة البريطانية. وحذر من أن تدابير مشددة ستتخذ. وأعلنت السلطات الأسكتلندية إغلاق الحانات بحلول السادسة مساء. واتضح أيضاً أن 4 من مرضى عنبر مخصص للمصابين بالسرطان في إدنبرة توفوا بكوفيد-19، ما أدى الى إغلاق العنبر نهائياً. وقال علماء اللجنة العلمية التي تقدم المشورة للحكومة البريطانية أمس إن الوضع الوبائي في بريطانيا عاد الى ما كان عليه في مطلع مارس الماضي.
ومن شدة تسارع التفشي في ألمانيا، قالت الحكومة إنها ستسعين بقوات الجيش الألماني للمشاركة في تعقب المخالطين المحتملين للمصابين. وفي إيطاليات، فرضت الحكومة إلزامية ارتداء الكمامة خارج المنازل. وحذرت من أن نظامها الصحي بات مهدداً من جديد تحت وطأة تزايد الحالات المنومة في المشافي، خصوصاً غرف العناية المكثفة. وإذا نظر القارئ إلى الوضع في جمهورية التشيك فسيشعر بالرثاء لحالها. فقد أعلنت التشيك في يونيو الماضي تنظيم حفلة ضخمة لمواطنيها تحت شعار «وداعاً كوفيد-19». وأقيمت مأدبة على أطول مائدة في العالم، على امتداد جسر تشارلز في براغ، للاحتفال بالانتصار على الفايروس. غير أن التشيك اليوم عادت لتقع من جديد تحت قبضة العدو نفسه؛ إذا أضحى فيها أكبر معدل تفشٍّ في القارة الأوروبية. ويبلغ ذلك المعدل 398 إصابة من كل 100 ألف شخص.
ويتهم استشاريو الأوبئة وعلماؤها حكومات بلدانهم بالتقاعس، وعدم بذل الاستعدادات الكافية لحلول الخريف والشتاء، بتعزيز إمكانات الفحوص، وتوفير الكوادر التي تحتاجها غرف الإنعاش الفائق في مستشفيات بلدانهم. وفي روما- على سبيل المثال- اضطر المواطنون إلى الوقوف في طوابير لفترة تصل إلى 10 ساعات للخضوع للفحص. أما في بريطانيا، فقد قررت أسر كثيرة اللجوء إلى مدخراتهم للفحص في عيادات خاصة، لأن الفحص الذي توفره الحكومة يتطلب انتظاراً طويلاً، وربما سفراً من مكان الإقامة إلى مركز يبعد مئات الكيلومترات. ووجد الكوادر الصحية أنفسهم مرة أخرى مضطرين إلى العمل نوبات طويلة، في عنابر لم يعد فيها سرير شاغر.
وتشهد بريطانيا، وبلجيكا، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، وهولندا تسارعاً مخيفاً في التفشي الفايروسي. ففي فرنسا التي يصل عدد سكانها إلى 70 مليوناً، بلغ عدد الإصابات الجديدة (الجمعة) 20300 حالة جديدة. وقالت السلطات الفرنسية إن مرضى كوفيد-19 يحتلون 40% من أسرّة غرف العناية الفائقة في منطقة باريس وحدها، وأكثر من ربع عدد تلك الأسرّة في أرجاء فرنسا. وعلى رغم أن فرنسا تعد إحدى الدول الغنية جداً، فهي لم تبذل جهداً يذكر خلال الهدنة القصيرة التي أتاحها الوباء، بعد هجمته الربيعية، لتعزيز البنية الأساسية للعناية المُركّزة في مشافيها. وذكر أطباء أن بعض المستشفيات خارج باريس اضطرت إلى تحويل عنابر عادية إلى غرف عناية فائقة، لاستيعاب العدد المتزايد من المصابين.
وتحولت العاصمة الإسبانية مدريد إلى مركز أمني كبير، إذ أقيمت نقاط تفتيش أمني في جميع أرجائها، في مسعى لتنفيذ تدابير الإغلاق الكامل، عساه أن يقلل من تسارع التفشي الفايروسي. وأدت التدابير إلى معارك سياسية وقانونية حامية الوطيس بين الحكومة والسلطات البلدية، خصوصاً في مدريد. فقد منعت الحكومة السفر من مديريد وإليها. غير أن بلدية العاصمة سارعت لمقاضاة الحكومة. وقررت محكمة إسبانية إلغاء حظر السفر. وقال وزير الصحة سلفادور إيلا، في مؤتمر صحفي أمس: إن للصبر حدوداً. قصدنا من حظر السفر ألا ينتقل التفشي من مدريد إلى بقية أرجاء البلاد.
وفي ألمانيا؛ اتخذت السلطات تدابير صارمة جديدة في المدن الكبرى، خصوصاً برلين، وهامبورغ، وميونيخ. وتشمل التدابير إغلاق الحانات، وإلزامية ارتداء الكمامة خارج المنازل. وقالت الحكومة إنه سيكون بمقدور السلطات البلدية أن تطلب الاستعانة بقوات الجيش الألماني لتعقب المصابين ومخالطيهم. وبلغ عدد الإصابات في برلين أكثر من 1600 حالة يومياً خلال الأسبوع الماضي. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الأول: هذه هي الأيام والأسابيع التي ستحدد الشكل الذي ستواجه به ألمانيا الشتاء في أتون هذا الوباء.
ومن شدة تسارع التفشي في ألمانيا، قالت الحكومة إنها ستسعين بقوات الجيش الألماني للمشاركة في تعقب المخالطين المحتملين للمصابين. وفي إيطاليات، فرضت الحكومة إلزامية ارتداء الكمامة خارج المنازل. وحذرت من أن نظامها الصحي بات مهدداً من جديد تحت وطأة تزايد الحالات المنومة في المشافي، خصوصاً غرف العناية المكثفة. وإذا نظر القارئ إلى الوضع في جمهورية التشيك فسيشعر بالرثاء لحالها. فقد أعلنت التشيك في يونيو الماضي تنظيم حفلة ضخمة لمواطنيها تحت شعار «وداعاً كوفيد-19». وأقيمت مأدبة على أطول مائدة في العالم، على امتداد جسر تشارلز في براغ، للاحتفال بالانتصار على الفايروس. غير أن التشيك اليوم عادت لتقع من جديد تحت قبضة العدو نفسه؛ إذا أضحى فيها أكبر معدل تفشٍّ في القارة الأوروبية. ويبلغ ذلك المعدل 398 إصابة من كل 100 ألف شخص.
ويتهم استشاريو الأوبئة وعلماؤها حكومات بلدانهم بالتقاعس، وعدم بذل الاستعدادات الكافية لحلول الخريف والشتاء، بتعزيز إمكانات الفحوص، وتوفير الكوادر التي تحتاجها غرف الإنعاش الفائق في مستشفيات بلدانهم. وفي روما- على سبيل المثال- اضطر المواطنون إلى الوقوف في طوابير لفترة تصل إلى 10 ساعات للخضوع للفحص. أما في بريطانيا، فقد قررت أسر كثيرة اللجوء إلى مدخراتهم للفحص في عيادات خاصة، لأن الفحص الذي توفره الحكومة يتطلب انتظاراً طويلاً، وربما سفراً من مكان الإقامة إلى مركز يبعد مئات الكيلومترات. ووجد الكوادر الصحية أنفسهم مرة أخرى مضطرين إلى العمل نوبات طويلة، في عنابر لم يعد فيها سرير شاغر.
وتشهد بريطانيا، وبلجيكا، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، وهولندا تسارعاً مخيفاً في التفشي الفايروسي. ففي فرنسا التي يصل عدد سكانها إلى 70 مليوناً، بلغ عدد الإصابات الجديدة (الجمعة) 20300 حالة جديدة. وقالت السلطات الفرنسية إن مرضى كوفيد-19 يحتلون 40% من أسرّة غرف العناية الفائقة في منطقة باريس وحدها، وأكثر من ربع عدد تلك الأسرّة في أرجاء فرنسا. وعلى رغم أن فرنسا تعد إحدى الدول الغنية جداً، فهي لم تبذل جهداً يذكر خلال الهدنة القصيرة التي أتاحها الوباء، بعد هجمته الربيعية، لتعزيز البنية الأساسية للعناية المُركّزة في مشافيها. وذكر أطباء أن بعض المستشفيات خارج باريس اضطرت إلى تحويل عنابر عادية إلى غرف عناية فائقة، لاستيعاب العدد المتزايد من المصابين.
وتحولت العاصمة الإسبانية مدريد إلى مركز أمني كبير، إذ أقيمت نقاط تفتيش أمني في جميع أرجائها، في مسعى لتنفيذ تدابير الإغلاق الكامل، عساه أن يقلل من تسارع التفشي الفايروسي. وأدت التدابير إلى معارك سياسية وقانونية حامية الوطيس بين الحكومة والسلطات البلدية، خصوصاً في مدريد. فقد منعت الحكومة السفر من مديريد وإليها. غير أن بلدية العاصمة سارعت لمقاضاة الحكومة. وقررت محكمة إسبانية إلغاء حظر السفر. وقال وزير الصحة سلفادور إيلا، في مؤتمر صحفي أمس: إن للصبر حدوداً. قصدنا من حظر السفر ألا ينتقل التفشي من مدريد إلى بقية أرجاء البلاد.
وفي ألمانيا؛ اتخذت السلطات تدابير صارمة جديدة في المدن الكبرى، خصوصاً برلين، وهامبورغ، وميونيخ. وتشمل التدابير إغلاق الحانات، وإلزامية ارتداء الكمامة خارج المنازل. وقالت الحكومة إنه سيكون بمقدور السلطات البلدية أن تطلب الاستعانة بقوات الجيش الألماني لتعقب المصابين ومخالطيهم. وبلغ عدد الإصابات في برلين أكثر من 1600 حالة يومياً خلال الأسبوع الماضي. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الأول: هذه هي الأيام والأسابيع التي ستحدد الشكل الذي ستواجه به ألمانيا الشتاء في أتون هذا الوباء.