أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين ومنتديات التواصل الحضاري التي يتبعها آلاف العلماء والمفكرين حول العالم الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أن العالم الاسلامي يتشارك مع العالم الإنساني في الأخوّة، وقال «لدينا جميعًا أصوات معتدلة محبة للجميع ترفض كل أشكال الكراهية والعنصرية والتمييز والتهميش».
جاء ذلك في سياق الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية التي عقدت مساء اليوم، لمنتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين لعام 2020، التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، بتنظيم مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتحالف الشركاء الدوليين، حيث رفع العيسى الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولولي عهده الأمين - حفظهما الله - على الجهود الخيرة والعالمية في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال ومكافحة التطرف والإرهاب، وكذلك على الخدمات الإنسانية العالمية، مشيرًا إلى سلسلة الأعمال التاريخية التي تحولت بحمد الله إلى مصدر إلهام عالمي، منها أكبر المنصات حول العالم لمواجهة الفكر المتطرف، ومبادرتها ورعايتها لأهم وثيقة في التاريخ الإسلامي بعد وثيقة المدينة المنورة، وهي وثيقة مكة المكرمة.
وأوضح الدكتور العيسى أن قصة السلام الحقيقي وصناعته لا تأتي بمجرد الأقوال، ولا من خلال فقاعات مصطنعة، ولا تأتي بنظريات غير منطقية، ولا بنداءات وشعارات تعقد الأمور، ولا بحوارات غير مسبوقة بالنيات الصادقة والمخلصة، وإنما بالأثر الملموس الذي يسهم بفاعلية في نفع الإنسانية من خلال المحافظة على أمنها وتعايشها وتعاونها وتعزيز أخوتها، مؤكدًا أن جميع أتباع الأديان والثقافات، هم إخواننا في الإنسانية، وسنعمق هذه الأخوة لنصنع بها المزيد من جهود السلام الحقيقية.
واستعرض بعض مواقف رابطة العالم الإسلامية الإنسانية، التي عدها من صميم الواجب الإسلامي والأخلاقي نحو بناء مجتمعات مسالمة وآمنة وواعية لتعزيز ثقافة المحبة والاحترام خاصة للأجيال المقبلة، منها؛ تلبيته طلب الرئيس السريلانكي للمساعدة لإنهاء حالة الاحتقان والكراهية المتبادلة بين أتباع الأديان بعد التفجيرات الإرهابية في العاصمة كولومبو، مشيرًا إلى النتائج الإيجابية التي حدثت بعد جهود ومباحثات وحوارات مطولة، والتفاف الجميع مرة أخرى حول بعضهم واحتفاء الأطفال والشباب هناك بحضور قياداتها الدينية والسياسية وتنوعها العرقي بذلك الإنجاز في احتفالية تاريخية.
وأشار الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي إلى المبادرات الفعالة التي أطلقتها رابطة العالم الإسلامي لمواجهة كل أشكال العنصرية والكراهية، وتهميش دور المرأة حول العالم، لافتًا النظر إلى عمل الرابطة على مواجهة الفقر حول العالم بوصفه أكبر مهددات الأمن البشري، كما قدمت المساعدات الإنسانية بالغذاء والدواء للملايين من الأفراد والأسر والأرامل والأيتام حول العالم، دون تمييز بينهم، وتعزيز هذه المساعدات في ظل ظروف جائحة كوفيد-19.