يواجه نظام الملالي في إيران وضعاً غاية في الصعوبة، جراء تفاقم الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فايروس كورونا. فقد أعلنت طهران أمس الأول (السبت) أن عدد وفياتها بالفايروس تجاوز 30 ألفاً (30130 بحسب أرقام الأحد). وبلغ عدد المصابين بالفايروس هناك 526490 شخصاً. وأعلنت السلطات الإيرانية أن تسارع التفشي أدى إلى استنفاد أسرّة غرف العناية المكثفة في طهران. وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة سيما سادات لاري أمس إن عدد المرضى الذين هم في حال حرجة وصل إلى 4721 مريضاً. وأعلن المسؤولون (الأربعاء) الماضي حظر التنقل من وإلى خمس مدن كبرى، من بينها العاصمة طهران، ومشهد. ولم يكتف الفايروس بالتفشي بين مواطني البلاد، بل أصاب عدداً من كبار القادة في نظام الملالي، آخرهم رئيس منظمة الطاقة الذرية، ونائب الرئيس الإيراني لشؤون الميزانية والتخطيط، الذي أعلن إصابته (الأحد) الماضي. وكان القادة الإيرانيون حاولوا التقليل من شأن جائحة وباء كورونا بعد اندلاعها بأسابيع. وكان نائب وزير الصحة الإيراني عراج حريرجي أول مسؤول يصاب بالفايروس في مارس 2020، بعدما ظل يعقد مؤتمرات صحفية ينفي فيها حدوث وفيات، أو تزايد الحالات. وأشار مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانيون إلى مشاهد فوضوية في مشافي مدن البلاد. وعرضت التلفزة الحكومية لقطات لحفاري القبور وهم يقومون بالتوسع كل يوم بحفر مزيد من القبور. وشهدت إيران زيادة غير مسبوقة في عدد الوفيات على وجه الخصوص أيام الأحد، والإثنين، والأربعاء الماضي. وقال عضو اللجنة الحكومية لمكافحة الوباء مينو محرز إنه لم يعد هناك سرير شاغر في أي مستشفى. وقررت حكومة الملالي الشهر الماضي إعادة فتح المدارس المغلقة منذ مارس، ما زاد الأزمة الصحية استفحالاً. وحذر مدير أحد المستشفيات الحكومية، في تصريحات بثتها التفلزة الحكومية أخيراً، من أن عدد وفيات الإيرانيين بكوفيد-19 سيفوق عدد قتلاهم إبان سنوات الحرب الإيرانية العراقية خلال ثمانينات القرن الـ 20. وأقر نائب وزير الصحة حريرجي هذا الأسبوع بأن العدد الفعلي للوفيات بكوفيد-19 قد يكون ضعف الرقم المعلن رسمياً! وعلى رغم هذه المؤشرات القاتمة، فإن حكومة الملالي ترفض اللجوء الى الإغلاق، بدعوى أن اقتصاد إيران لا يتحمل الإغلاق، علاوة على العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على النظام. واضطر الرئيس حسن روحاني إلى إصدار تعليمات بإغلاق صالونات الحلاقة، والمساجد، والمتاحف، والمكتبات، والمدارس في طهران. ودعا وزير الصحة الإيراني الشرطة وقوات الباسيج، التابعة للحرس الثوري، إلى نشر قواتها لضمان تنفيذ التدابير الوقائية التي فرضتها السلطات. ويجمع المتابعون للشأن الإيراني على أن مستوى التفشي المتسارع في إيران، وتزايد عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 يُعزى بوجه رئيسي إلى سوء إدارة الأزمة الصحية من قبل نظام الملالي، وعلى أعلى مستويات النظام.