كادران طبيان يقومان بتعقيم زميلهما في مستشفى لمرضى كورونا في مدريد.
كادران طبيان يقومان بتعقيم زميلهما في مستشفى لمرضى كورونا في مدريد.
-A +A
ياسين أحمد (لندن)، «عكاظ» (واشنطن، بروكسل)، وكالات (نيولهي، برلين، براغ) OKAZ_online@
ليست فرنسا وحدها التي بدا أمس (الثلاثاء) أنها فقدت السيطرة كلياً على تفشي فايروس كورونا الجديد. فمن الواضح أن أوروبا- غرباً وشرقاً- تواجه هزيمة مذلة في جبهات الحرب على وباء كوفيد-19. أما الولايات المتحدة، فإن أزمتها أكبر كثيراً. وربما بات مؤكداً أن تفاقم أزمتها الصحية ستكون له انعكاسات دراماتيكية على نتائج انتخابات الرئاسة، التي من المقرر أن تُجرى الثلاثاء القادم. المشكلة تتمثل في أن الفايروس آخذ في التفشي بتسارع جنوني حقاً. فبين عشية وضحاها ارتفع عدد الإصابات في العالم أمس إلى 43.85 مليون. ويعني ذلك أن المليون الـ 44 أضحى قاب قوسين أو أدنى.. ربما اليوم الأربعاء. وزاد عدد الوفيات عالمياً أمس الى 1.165 مليون وفاة.

الأزمة الأمريكية


يتوقع أن يتجاوز عدد المصابين في الولايات المتحدة 9 ملايين نسمة اليوم، أو غداً. فقد بلغ نهار الثلاثاء 8.96 مليون مصاب. ومشكلة أمريكا الكبرى حالياً أن الوفيات آخذة في الزيادة بشكل مفزع. وبلغ عددها أمس 231045 وفاة. وبدأت الحالات الجديدة تتزايد في جميع الولايات. وقد ارتفع عدد الوفيات بنسبة 10% خلال الأسبوعين الماضيين، من 721 الى 794 وفاة، بحسب أرقام الأحد الماضي. وتشهد الإصابات الجديدة تزايداً في 47 ولاية. كما أن الوفيات تتزايد في 34 ولاية. وقال خبراء الأوبئة الأمريكيون إن الارتفاع الجنوني في عدد الإصابات الجديدة سيأتي حتماً بارتفاع مخيف في عدد الوفيات. ورأى خبير مكافحة الأمراض المُعدية بجامعة مبنسوتا مايكل أوسترهولم إن ما تشهده أمريكا حالياً ناجم عن ضيق الناس ذرعاً بالإجراءات الاحترازية، واعتقاد كثيرين أن ما يعلن من زيادات في الحالات ليس سوى خدعة سياسية، فضلاً عن بدء الشتاء الذين يدفع الناس إلى البقاء داخل أماكن مغلقة، ما يؤدي إلى تسارع التفشي. وكانت الولايات المتحدة سجلت 2200 وفاة يومياً خلال الربيع الماضي. وحذر نموذج إحصائي تحليلي أعده علماء جامعة ويسكنسن من أن عدد وفيات أمريكا بكوفيد-19 سيصل إلى 386 ألف وفاة بحلول الأول من فبراير 2021. ولا يعتقد بأن من الممكن أن يصبح أي لقاح متاحاً للشعب الأمريكي قبيل حلول منتصف 2021. وأعلنت الولايات المتحدة الأحد 68767 إصابة جديدة.

أزمة أوروبا

لم يعد ثمة مكان في القارة الأوروبية بمأمن من تفشي وباء فايروس كورونا الجديد. وقال رئيس اللجنة الحكومية للرد على الأزمة الصحية جان فرانسوا ديلفريسي أمس الأول إن فرنسا فقدت السيطرة على الوباء، وأن عدد الحالات الجديدة قد يصل إلى أكثر من 100 ألف حالة يومياً. وتقول السلطات الصحية الفرنسية إن البلاد شهدت 52010 إصابات جديدة الإثنين. وقال رئيس وحدة الأمراض المُعدية في مشافي باريس الدكتور أريك كوم إن فرنسا خسرت الحرب على الفايروس منذ نحو أسبوعين. وأضاف أنه لا يوجد أي ضمان بأن الإجراءات الاحترازية الحالية، التي تشمل حظر التجول ليلاً، وإغلاق المطاعم والمقاهي، ستسفر عن إبطاء التفشي. وأشارت الصحف الباريسية أمس إلى أن ثلثي عدد أسرّة وحدات العناية المكثفة في منطقة باريس أضحت مشغولة بمرضى كوفيد-19. ووصف ديلفريسي الوضع في فرنسا بأنه «صعب جداً، بل حرجٌ». وقالت وزيرة العمل الفرنسية إليزابيث بورن أمس إن الوضع في بلادها مصير للقلق، وإن فرنسا ستبذل كل ما بوسعها، لكنها ستحاول ما أمكنها تفادي إغلاق الاقتصاد. وفي هولندا، قالت السلطات إنها سجلت 10355 إصابة جديدة خلال الساعات الـ 24 المنتهية صباح الثلاثاء، ليرتفع العدد التراكمي للحالات هناك إلى 201 ألف. وفي برلين، ذكرت الصحف الألمانية أن المستشارة أنجيلا ميركل تتجه الى إعلان قرارات تشمل إغلاق المطاعم، ومنع المناسبات الحاشدة، ما سيؤدي الى إغلاق جزئي لأكبر اقتصاد في أوروبا. وستجتمع ميركل اليوم (الأربعاء) بحكام المقاطعات الألمانية الـ 16 لدرس الخطوة القادمة. وقال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتمايير أمس، في برلين، إن «كوفيد-19 قد غيّر كل شيء تقريباً». وحذرت كبيرة موظفي المستشارية هيلغا براون أمس من أن الإصابات الجديدة تتضاعف كل 7 أيام، وقد تصل إلى 30 ألفاً يومياً الأسبوع القادم. وفي العاصمة التشيكية براغ، قال رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيس أمس إن بلاده تواجه ما سماه «وضعاً كارثياً». وزاد أنها بحاجة إلى «معجزة» لتتفادى الإغلاق والتدابير المشددة الأخرى. وتضاعف عدد وفيات كوفيد-19 في التشيك خلال أسبوعين. ويزيد عدد الأطباء والكوادر الصحية الذين اصطادهم الوباء في التشيك على 1000 شخص يومياً، ما اضطر الحكومة التشيكية إلى استقدام ممرضين وأطباء من الخارج. ويعتبر متوسط الإصابات الجديدة في التشيك هو الأعلى في العالم من حيثُ عدد السكان. وقفزت بريطانيا أمس إلى المرتبة العاشرة عالمياً لجهة عدد الإصابات، بنحو 894690 إصابة، نجمت عنها 44998 وفاة. وأبرز الدول التي تزاحم الدول العشر الأشد تضرراً هي: بيرو (الـ 11، بـ 890197 إصابة)، وجنوب أفريقيا (الـ 12، بـ 716759 إصابة)، وإيران (الـ 13، بـ 574856 إصابة)، وإيطاليا (الـ 14، بـ 542789 إصابة)، والعراق (الـ 15 عالمياً، بـ 455398 إصابة).