شدد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ على وجوب التعاون من أجل إصلاح الخلل، وأن يكون الجميع على قدر المسؤولية، مضيفا «كل منا مسؤول عما أوكل إليه ولن نتساهل مع كل مقصر».هاتفي مفتوح على مدار الساعة
ووجه آل الشيخ رسالة لجميع منسوبي الوزارة قائلا: «أي أحد نجد لديه موظفا مخالفا سواء كان إماما أو داعية أو مستخدما أو مراقبا سنرفع معاملته لهيئة مكافحة الفساد ليتحمل عواقب فعلته».
ولفت الوزير آل الشيخ إلى أن وزارته حققت تقدما يصل إلى درجة «جيد جدا» في إصلاح الأوضاع داخل الوزارة، وأن الطموح الارتقاء إلى درجة «ممتاز»، داعيا كل من وجد فسادا أو تقصيرا إلى التواصل معه عبر هاتفه الخاص على مدار الساعة، مشيرا إلى أن هدفه أن تمثل الوزارة القائمين عليها والعاملين فيها، والتخلص من الفاسدين الذين يأكلون المال الحرام.
توعد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، الموظفين المتقاعسين عن أداء واجباتهم بالإحالة إلى هيئة مكافحة الفساد، مشيرا إلى أن وزارته ضبطت العديد من مخالفات الفساد الوظيفي.
وقال خلال لقائه مسؤولي وموظفي فرع الوزارة بمنطقة المدينة المنورة أمس (الاثنين) «المسؤولية كبيرة علينا والواجب القيام بما اؤتمنا عليه بكل همة»، مشيرا إلى أن العناية ببيوت الله من الأولوليات التي يجب أن نحرص على أدائها،
وأضاف آل الشيخ أن هناك موظفين مميزين، يعملون بكل جدية لإبراء ذمتهم وتحقيق ما يصبو إليه القادة والرعية، وهناك من يتساهل التساهل المميت، بشكل لا ينم عن خلق الشخص المقصر ولا عن عاداتنا ولا تقاليدنا التي تدعونا إلى أن نقوم بالواجب، ولا بد من استشعار المسؤولية، فهناك تقصير وتجاوز، ولا بد من التعاون في سبيل إنهاء التقصير والتجاوزات، وهناك أخطاء وتقصير ويجب أن نتعاون على تصحيحه سواء منا نحن القياديين أو من غيرنا، ويجب أن تتعاونوا معنا في إبلاغنا عن أي وجه تقصير وإذا لم نتكاتف فلن نستطيع الوصول إلى الهدف المنشود.
وبين آل الشيخ أن الوزارة جهة إشرافية، وتتابع عمل الفروع، وكل مدير يمثل الوزير في منطقته من خلال المتابعة والعمل الدؤوب ووضع الأمور في نصابها الصحيح، وضبط المال العام والأمور الإدارية، وعدم التقصير فيها. لافتا إلى أن الموظف الذي يوقع في بداية وقت العمل ويغادر مقر عمله أثناء الدوام يأكل مالا حراما، متسائلا كيف يقبل أن يأكل المال الحرام ويؤكل أولاده بهذا الراتب؟، داعيا من لم يستطع القيام بواجبه إلى البحث عن عمل آخر وإبراء ذمته.
وقال الوزير: بعض الموظفين يأتي السابعة صباحا ولا يغادر إلا الثانية والنصف ظهرا، لكن في الدوائر الشرعية الغياب منتشر والتبلد وضعف الأداء وعدم المبالاة منتشر، فيجب أن نراجع أنفسنا ونتقي الله في أنفسنا ونحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب، والدولة قوية في المتابعة المستمرة، والأجهزة الرقابية تقوم بواجبها على أكمل وجه. واستنكر وزير الشؤون الإسلامية أن يكون بعض موظفي الجهاز المكلف بالدعوة والقيام ببيوت الله على مستوى من اللامبالاة»، «تردنا معلومات من بعض الزملاء بشكل فوري ونعرف في الفرع أكثر مما يعرف مدير الفرع.. قد نتغافل أحيانا لكننا لا نستطيع أن نتحمل مسؤولية ذلك أمام الله أو نكون متواطئين مع من يقصر، وأرجو أن يعي ذلك على وجه الخصوص مديرو الإدارات، فكثير منهم تقصيرهم ظاهر، وهناك تبلد وتواطؤ مع بعض الكسالى والموظفين والأئمة والمستخدمين، وبعضهم في وظائف وهمية عددها بالآلاف، وبعضهم وجِد أنه يسكن بعيدا عن المنطقة التي فيها وظيفته، فهل هذا يعقل»؟.
وأوضح آل الشيخ أن كل مسؤول يتواطأ مع موظف من هذا النوع يحمل إثمين؛ إثم الخيانة وإثم ترك أخيه المسلم يأخذ مالا بغير وجه حق ويظلم الآخرين والمسؤول أكثر إثما ووزرا.
وبين وزير الشؤون الإسلامية أن وظائف خدام المساجد تبلغ نحو 15 ألف وظيفة، مشيرا إلى أن من يقومون بواجبهم نسبة قليلة.
وأضاف: قد تجد خطيب جامع لا يقوم بواجبه في إمامة المصلين، كيف يتقاضى هذا الراتب وبأي حق؟ وجدنا أكثر من 16 ألف وظيفة مشغولة بغير أئمة فهل يجوز ذلك وكيف يأكلون هذا المال الحرام؟، مشيرا إلى أن جميع تلك الوظائف استعيدت ووظف فيها آخرون.