-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
من الحرمين الشريفين الشريفين صدح صوت التسامح والاعتدال والوسطية في خطبتي الجمعة الماضية، حيث استنكر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس الرسومات المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم قائلا: إن صلة الأمة ومحبتها لرسولها وسيرته ليس ارتباط أوقات ومناسبات، بل إنه ارتباط وثيق في كل الظروف.

من منبر الحرم المكي أطلق الشيخ السديس دعوة صادقة عالمية لكل العالمين في شتى البقاع للتحلي بأخلاق النبي الكريم، الداعية إلى السلام الشامل، والتراحم الكامل بين أبناء الشرائع المختلفة دون إساءة أو تنابذ، أو سخرية أو تلامز، من كل الرموز الدينية.. وأدان الشيخ السديس باسم مليار وثمانمائة مليون مسلم بأشد العبارات، وأشد الاستنكار التطاول على مقام النبوات والرسالات، ولا سيما خاتمهم نبي الهدى والرحمة، مؤكدا أن الرسوم المسيئة، والأعمال الشائنة ما هي إلا نوع من الإرهاب، وضرب من التطرف المذكي للكراهية والعنصرية البغيضة.


لتواصل على النقيض العلاقة بين «الإخوان» ونظام أردوغان تعزيزها لثقافة الإسلام السياسي خدمة لأجندة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وقوى التطرف الظلامية، معارضين تعزيز ثقافة الاعتدال والوسطية والتسامح لدحر الإرهاب الظلامي والمزايدين والمتاجرين بقضايا الأمة الإسلامية والحفاظ على مكاسبها.

وحدثت مواجهة بين إرهاب الحركات الإسلاموية السياسية التي رفعت لواء «المزايدة» ولجأت إلى العنف والتخريب لإذكاء نزعات التطرف التي تنتج عنفا وإرهابا والدول المعتدلة التي تبنت الفكر الوسطي ونجحت في إنهاء إلصاق تهم الإرهاب بالإسلام.

بالمقابل رفضت رابطة العالم الإسلامي، ربط ما يعرف بـ«الإسلام السياسي» بقيم الشريعة الإسلامية، كون الإسلام السياسي أيديولوجيا متطرفة لا علاقة لها بالقيم الإسلامية المعتدلة وترفض فكرة الإسلام السياسي الذي يثري أفكار التطرف والتطرف العنيف والإرهاب. إن مزاعم حرية التعبير، وتوجيه الإهانات أو الاستهزاء بالمقدسات والرموز الدينية والرسل والأنبياء، تجاوز للآداب والأعراف وازدراء للدين الإسلامي المعتدل الذي يحترم كل الأديان.

لقد منيت جماعات الإسلام السياسي التي تتزعمها تركيا بسلسلة من الإخفاقات الكبيرة في أكثر من بلد عربي، وعجزت جماعة الإخوان عن تنفيذ أجندتها التخريبية.

من منبر الحرمين الشريفين ظهر صوت الحق والعدل والعقلانية، ولم تصدر أصوات الكراهية والدعوة للقتل، كما تم من قبل الأصوات المزايدة التي تدعم الإسلام السياسي وتخدم أصحاب الأفكار المتطرفة الذين يريدون نشر أجواء الكراهية بين المجتمعات الإنسانية، والإسلام بريء من إلصاق تهم الإرهاب به، فهو دين التسامح والتراحم، وليس فيه إرهاب أو تطرف أو تخريب، أو استهزاء أو سخرية من الأديان والرسل.