«الحروب» و«الكوارث» تدفع بضحاياها من أفراد المجتمع إلى اتخاذ قرارات مصيرية لإنقاذ أرواحهم، فيفضل بعضهم النزوح إلى مناطق آمنة داخل أوطانهم وآخرون يلجأون إلى دول بحثاً عن أماكن أكثر أماناً.نسعى لتشكيل فريق عربي لتعزيز آليات التنبؤ بالكوارث
أسّسنا منصة بيانات للمساهمة في صنع القرارات الداعمة للعمل الإنساني
المركز العربي للاستعداد للكوارث يدعم بناء قدرات الجمعيات الوطنية لمواجهة الأزمات
المركز العربي للقانون الدولي الإنساني يعد بيت خبرة لكافة الجمعيات
«اللاجئون» تطاردهم مشاعر الإحباط والاغتراب والقلق لافتقادهم أبسط متطلبات الحياة من أمن وماء وغذاء وكهرباء وخدمات صحية فرضتها عليهم الحروب داخل أوطانهم، وهنا يبرز دور الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر (ARCO) من خلال تقديمها العون والمساندة لنصرة هؤلاء المحرومين في المحافل الدولية.
هذا ما أكده أمين عام المنظمة الدكتور صالح بن حمد التويجري، لـ«عكاظ» في حوار خاص، قائلا إن «ARCO» أطلقت منصة إنسانية داعمة للعمل الإنساني ودشنت المركز العربي للقانون الدولي الإنساني لنصرة القضايا العربية الإنسانية وتطبيق اتفاقيات جنيف 1949 والبروتوكولات الملحقة بها، ومركزا عربيا للكوارث بهدف تشكيل فريق عربي من الهيئات والجمعيات الوطنية متأهب للكوارث وإطلاق النداءات الإنسانية لتعزيز استجابة المانحين لأي كارثة تقع في دول الوطن العربي.
• نود تسليط الضوء على حراك المنظمة ودور قطاعاتها من هيئات وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في تخفيف معاناة النازحين واللاجئين.
•• اللاجئون والنازحون فرضت عليهم النزاعات والصراعات المسلحة مغادرة مناطقهم، وهربوا للبحث عن ملاذ آمن، لكنهم أصبحوا كالمستجير من الرمضاء بالنار يعيشون في مخيمات مكتظة تعرضهم لخطر الإصابة بأمراض متنوعة كما هو حاصل مع فايروس كورونا، كونها تفتقر لأبسط مقومات الحياة، ما يحتّم تفعيل الاستجابة الإنسانية لأوضاعهم ومساعدتهم وإغاثتهم، وبحث سبل الدعم والمساعدة لهم في ظل تزايد الأزمات التي تدفع بالمزيد منهم لمغادرة بلدانهم بحثا عن الأمان والحفاظ على حقوقهم كاملة وفق اتفاقية اللاجئين لعام 1951 وبروتوكول عام 1967، ومنها إعادتهم إلى أوطانهم وتمتعهم بالحماية القانونية من الملاحقة بتهمة الدخول غير القانوني للدول المشتركة في الاتفاقية، والحق في السكن والعمل والحصول على التعليم والمساعدات، ما يضاعف مسؤولية المجتمع الدولي والارتقاء بدوره المطلوب منه في إنهاء أزمتي اللاجئين والنازحين وتوفير التعليم المجاني لأبنائهم. وتعلق الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر آمالا كبيرة على التنسيق والتعاون الوثيق بين مكوناتها من الهيئات والجمعيات الوطنية والجهات التعليمية المختصة والمنظمات المعنية من أجل توسيع نطاق التعليم لأبناء اللاجئين والنازحين في المخيمات، ويتحقق ذلك بتفعيل الشراكات بين وزارات التعليم والجامعات العربية واستثمار الحلول التقنية والرقمية لإنشاء فصول إلكترونية ومدارس افتراضية تتيح الفرصة لتعليم أكبر عدد من الطلاب اللاجئين.
وتواصل المنظمة جهودها في تنسيق جهود العمل الإنساني نحو الأشقاء اللاجئين والنازحين، وتؤكد دائماً على تفعيل «المشاركة المجتمعية» بين المانحين وشركاء العمل الإنساني من أجل تأمين المساعدات اللازمة للاجئين والنازحين وكافة الفئات المتضررة من الكوارث والأزمات، كما تدعم المنظمة أي حراك دولي أو إقليمي لإنهاء الصراعات وما تسببه من تداعيات وأزمات إنسانية والأخذ بمبدأ التسامح.
مساهمات إنسانية فاعلة
• تواجه بعض دول الوطن العربي كوارث سواء كانت مناخية أو من صنع الإنسان نفسه.. ما دور المنظمة وجمعياتها الوطنية العربية في التنبؤ بهذه الكوارث والاستعداد لها وإدارتها والتخفيف من تداعياتها؟ وما هي الآليات المناسبة لمواجهتها؟
•• تولي الأمانة العامة للمنظمة اهتماماً كبيراً بتنمية قدرات الهيئات والجمعيات الوطنية في التنبؤ والاستعداد للكوارث قبل وقوعها من أجل تخفيف تداعياتها وآثارها بما يتماشى مع هدف إطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث 2015ـ2030 في وقت أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أن نحو 51.6 مليون شخص على الأقل حول العالم تأثروا سلباً بسبب الكوارث الناجمة عن التغيّر المناخي كالفيضانات والعواصف وحرائق الغابات. وفي إطار اهتمامنا بالتصدي للكوارث أطلقنا في الأمانة العامة للمنظمة حملة شاملة للتوعية بمخاطرها وتخفيف أضرارها وتفعيل آليات مواجهتها بتطوير استراتيجيات إدارتها، إذ إن استمرارها يعوق الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وهذا يُضاعف مسؤوليات الجهات المختصة في وضع الترتيبات اللازمة للتنبؤ بالكوارث وزيادة الاستثمار في هذا المجال لتعزيز قدرة المجتمعات المحلية على الحد من مخاطرها والعمل على بناء قواعد بيانات الكوارث وتطوير وسائل إنذار مبكر والارتقاء بمهارات العاملين والمتطوعين وبقية السكان بكيفية التصرف في حال وقوع كارثة، ونشير هنا إلى أن الأمانة العامة للمنظمة أطلقت المركز العربي للاستعداد للكوارث ليكون نقطة ارتكاز لكل الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر للتعاون معها في إدارة الكوارث والتنبؤ بها، ويجري حالياً ربط إداراتها به من أجل العمل على بناء قدراتها وتبادل المعلومات والخبرات الخاصة بالتنبؤ بالكوارث وتعزيز الاستجابة لها، كما يسعى المركز باستخدام أحدث تقنيات التنبؤ إلى رصد ومتابعة إشارات الإنذار المكبر للكارثة وإبلاغ الهيئة أو الجمعية الوطنية وغير ذلك من الجهات المختصة بها قبل حدوثها، لعمل ما يمكن عمله من أجل التقليل من خسائرها، ثم تحليل مخاطرها وتوجيه النداءات الإنسانية للهيئات والجمعيات الوطنية وشركاء العمل الإنساني من أجل تعزيز الاستجابة بتقديم المساعدة لأي هيئة أو جمعية في حالة وقوع كارثة وإعداد تقارير لتوثيق هذه الاستجابة.
• نود تسليط الضوء على دور الأمانة العامة للمنظمة في توحيد وتنسيق جهود الهيئات والجمعيات الوطنية وتعزيز التعاون في ما بينها وتنمية قدراتها لخدمة العمل الإنساني في دول الوطن العربي.
•• تعمل المنظمة على تعزيز جهود الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ودعم العمل الإنساني لوقاية الإنسان من أسباب المعاناة والحفاظ على كرامته في السلم والحرب وتعزيز العمل من أجل الاستقرار والسلام، وتعمل المنظمة على نشر ثقافة ومبادئ القانون الدولي الإنساني والدعوة إلى تطبيق اتفاقيات جنيف 1949 والبروتوكولين الملحقين بها 1977، إضافة لتوثيق أواصر التعاون وتنسيق الجهود بين الجمعيات الوطنية في المجالين الإقليمي والدولي لتحقيق رسالة الهلال الأحمر والصليب الأحمر وفق المبادئ الأساسية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وهي «الإنسانية»، «الحياد وعدم التحيز»، «الاستقلالية»، «الخدمة الطوعية»، «الوحدة والعالمية»، ومن مهام المنظمة دعم وتشجيع برامج التنمية والتطوير في الجمعيات، وتبادل الخبرات والمعلومات في ما بينها والتنسيق في ما بينها في عمليات الإغاثة والإسعاف لمساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، وتوثيق المساعدات الإنسانية التي تساهم في تقديمها الجمعيات الوطنية.
الطبيعة ومخاطرها
• تواجه دول العالم تغيّرات مناخية قاسية تنجم عنها كوارث مدمرة من فيضانات وحرائق وأعاصير وغيرها.. ما هي الآليات المناسبة لدرء مخاطر الطبيعة؟
•• يجب ألا نتجاهل التغيّرات المناخية وأن نتعامل معها بوعي ومسؤولية كبيرة خاصة بعد أن وصلت الانبعاثات الغازية إلى معدلات قياسية مع ارتفاعات ملموسة في درجات الحرارة وغير ذلك من التغيرات التي تتسبب في وقوع كثير من الكوارث المناخية كالفيضانات والأعاصير، لذلك يجب العمل على إزالة مسببات الكوارث المناخية ووضع الخطط اللازمة للاستعداد للكوارث وتعزيز بناء مجتمعات أكثر أمناً وأكثر قدرة على مجابهة المخاطر ونشر ثقافة الوعي بأهمية السلامة والتنبؤ بالكوارث مبكراً باستخدام أحدث نظم الإنذار المبكر لدرء أخطارها وبناء الخطط الاستراتيجية وإعداد البرامج المناسبة لمواجهتها وبناء قدرات الجمعيات الوطنية وتقييم المخاطر المحتمل وقوعها في البلدان العربية وإجراء التنسيق الميداني بين الأجهزة المعنية وسلطات الدفاع المدني وتحديد أولويات الإجراءات العاجلة اللازمة لمواجهتها، إضافة للعمل على تطوير مفاهيم ومبادئ ثقافة الوقاية والحماية الذاتية من أخطارها وتعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة آثارها وتأسيس نظام إقليمي فعّال لمراقبة ورصد التغير المناخي وتأسيس هيكلة جديدة أكثر فاعلية وكفاءة لتمويل البنية التحتية لتعزيز صمودها أمام التغيّرات المناخية.
القطاعات والمراكز
• أطلقت الأمانة العامة للمنظمة مركزاً عربياً للاستعداد للكوارث ومركزاً عربياً للقانون الدولي الإنساني وثالثاً للاستشارات والتدريب والتطوع ومنصة عربية للبيانات الإنسانية.. نود إلقاء الضوء على أهداف المنصة والمراكز.
•• تم تأسيس المركز العربي للاستعداد للكوارث بهدف رصد الكوارث الطبيعية عبر برامج نظم الإنذار المبكر والتنبؤ بها قبل حدوثها وتنسيق العمل بين الهيئات والجمعيات الوطنية للاستجابة لها والتقليل من تداعياتها بإطلاق الإنذار المبكر واطلاق النداءات الإنسانية في حالة حدوثها من أجل تقديم خدمات الإيواء والمساعدات الإغاثية للمتضررين منها، ويعمل المركز على مساعدة الجمعيات الوطنية في بناء قدراتها وإنشاء مراكز لإدارة الكوارث فيها ومتابعتها باستمرار للتأكد من وجود خطط لديها لدرء أخطار الكوارث وربط المختصين في الوطن العربي لمناقشة الخطط الكفيلة بكيفية التصدي للأخطار، كما يسعى المركز لتشكيل فريق عربي من الجمعيات الوطنية لتقييم الكوارث في البلدان المتضررة مع تنسيق العمل الإغاثي والخدمات الأخرى معها واقتراح البرامج التي تساعد على إعادة تأهيل المناطق المتضررة.
أما المركز العربي للقانون الدولي الإنساني فقد أسسته الأمانة العامة للمنظمة ضمن استراتيجية تهدف إلى النهوض بقدرات الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية ويعد المركز بيت خبرة لكافة هذه الجمعيات، ويسعى إلى رفع المستوى المعرفي القانوني للهيئات والجمعيات وتنمية مهارات وقدرات العاملين فيها في مجال القانون الدولي الإنساني، ويهدف إلى نشر الوعي بالقانون الدولي الإنساني والتعريف به وتعزيز احترام القيم الإنسانية في أوقات الصراعات والحروب ونشر ثقافة القانون الدولي الإنساني ومبادئه لدى الجهات العسكرية والعدلية والتعليمية.
كما يسعى مركز الاستشارات والتدريب والتطوع إلى دعم قدرات الهيئات والجمعيات الوطنية والارتقاء بمهارات منسوبيها ومتطوعيها في عدة مجالات دعماً لمسيرة العمل الإنساني، حيث يقدم خدمات استشارية وتدريبية ويضم وحدة الاستشارات التي تهدف لتأسيس قاعدة بيانات إلكترونية للخبراء في مجالات العمل الإنساني وتطوير العمل الاستشاري بالمنظمة لتلبية احتياجات الجمعيات الوطنية، كما يضم وحدة التدريب والتي تعمل على التنسيق مع الجمعيات الوطنية وتبادل الخبرات معها في ما يخدم العمل الإنساني، وأطلق المركز منصة للتطوع لتأهيل متطوعي الجمعيات للارتقاء بعطائهم الإنساني.
وتهدف المنصة العربية للبيانات الإنسانية إلى تحسين الحياة الإنسانية وتسهيل وصول المستخدمين في 21 دولة عربية إلى البيانات الإنسانية واستخدامها في اتخاذ القرارات الداعمة للعمل الإنساني، وتتضمن المنصة بيانات معلوماتية مجتمعية وديموغرافية شاملة عن الدول العربية ومعلومات عن المتضررين من الكوارث في دول الوطن العربي، ما يتيح التعرف عليهم وتتبعهم وتقديم ما يمكن تقديمه لهم من مساعدات وتفعيل الاستجابة الإنسانية، وتكمن أهمية البيانات الحساسة في تعزيز الاستجابة الإنسانية بأسرع ما يمكن، ويمكن للمركز العربي للاستعداد للكوارث والمركز العربي للقانون الدولي الإنساني ومركز الاستشارات والتدريب والتطوع أن تستفيد من هذه المنصة في أداء أعمالها على أكمل وجه.
العمل التطوعي
• لا يختلف اثنان على أهمية التطوع في خدمة العمل الإنساني والمجتمعي.. كيف يمكن إثراء العمل التطوعي ونشر ثقافته في دول الوطن العربي للتخفيف من المعاناة الإنسانية الناتجة عن الصراعات المسلحة؟ وما هي الآلية المثلى لتشجيع القطاع الخاص على طرح فرص استثمارية لتنفيذ مشاريع ترتبط بالأنشطة التطوعية؟
•• التطوع ليس ترفاً بل ضرورة مهمة لخدمة العمل الإنساني كونه ممارسة إنسانية نبيلة في تقديم الخدمات الإسعافية والإغاثية أثناء الكوارث، ويعتبر من أهم الركائز الأساسية التي تقوم عليها هيئات وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر حيث يسهم في تعزيز تكافل المجتمعات والتصدي لأي تحديات إنسانية بشكل جماعي، كما أنه أحد المبادئ الأساسية للحركة الدولية للصليب الأحمر، ونحن في حاجة ماسة له في ظل تزايد معدل الكوارث الطبيعية والصراعات المسلحة والأزمات الإنسانية، من أجل مساعدة المتضررين، ونظل أيضاً في حاجة لتنمية روح المبادرة للعمل التطوعي الإنساني من خلال تقدير المتطوعين على ما يبذلونه من جهد في سبيل خدمة الأعمال الإنسانية، وهناك عدة خطوات لإثراء العمل التطوعي منها التعريف به ونشر ثقافته وتكثيف الحملات التوعوية بأهميته في تعزيز التكافل الاجتماعي ودعم التنمية المستدامة وتضمين المناهج الدراسية مقررات تركز على مفاهيم العمل التطوعي، والعمل على تنظيمه وجعله عملاً مؤسساتياً وفق تشريعات محددة تحفظ حقوق المتطوع وتحدد واجباته وتعلي من شأنه في المجتمع، وتشجيع القطاع الخاص على اطلاق مشاريع تدعم العمل التطوعي.
• تعاني بعض دول الوطن العربي من قضايا إنسانية تحتاج لطرح خلال المنتديات والمحافل الإقليمية والدولية.. ما دور المنظمة في هذا الشأن؟
•• الأمانة العامة للمنظمة لن تتوانى عن بذل أي جهد لنصرة القضايا الإنسانية العربية، إذ تحرص في أي محفل إقليمي أو دولي على تحقيق ذلك الهدف، وسبق أن قادت حراكاً دبلوماسياً ناجحاً في استثمار الاجتماعات الدستورية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بجنيف وتوجيه قراراتها لصالح المنطقة العربية خصوصاً ما تعلق بمذكرة التفاهم بين الهلال الأحمر الفلسطيني ونجمة داوود الحمراء، وهكذا في أي اجتماع دولي تسعى إلى أن تكون لها بصمة في خدمة القضايا الإنسانية بالوطن العربي والسعي إلى نشر مفهوم الدبلوماسية الإنسانية والدعوة للأخذ بها كمنهج يحد من الصراعات والنزاعات المسلحة.
• تواصل المملكة العربية السعودية حراكها الإنساني الفاعل -عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية- في مساعدة اللاجئين والمتضررين من النزاعات والصراعات المسلحة.. ما تقييمكم لهذا الدور الإنساني الرائد للمملكة؟
•• تظل المملكة العربية السعودية رائدة في العمل الإنساني بشهادة الجميع، فقد تصدرت قائمة الدول المانحة بحجم مساعدات إنسانية تجاوزت خلال العقود الأربعة الماضية -وفق إحصاءات منظمة الأمم المتحدة- 115 مليار دولار استفادت منها 90 دولة، حيث تقدم المساعدات الإنسانية والإغاثية والتنموية للمتضررين من الكوارث والأزمات دون منّ أو أذى، وتخصص من دخلها الوطني النسبة الأعلى للمساعدات مقارنة ببقية الدول المانحة، وتواصل عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حراكها الإنساني لتقديم المساعدات للمحتاجين والفقراء في شتى دول العالم، وعند حدوث أي كارثة في أي دولة عربية تسيّر على الفور الجسور الجوية المحملة بالمساعدات الإغاثية المتنوعة لتخفيف معاناة المتضررين.
حادثة بيروت الأليمة
• كيف تعاملت المنظمة مع الحادث المؤلم والانفجار الذي حدث مؤخراً في مرفأ بيروت؟ وهل كان هناك تنسيق وتعاون بين المنظمة وبقية المنظمات ومكوناتها من جمعيات وهيئات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية في تعزيز الاستجابة لهذا الحادث؟
•• فور وقوع كارثة انفجار مرفأ بيروت قامت الأمانة العامة للمنظمة بمباشرة الحدث من موقعه مباشرة بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني، وأطلقت نداء إنسانياً إلى الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر وشركاء العمل الإنساني والمانحين، واستجابت العديد منها على الفور وقدمت المساعدات المتنوعة للمتضررين من الكارثة، وأصدرت الأمانة العامة للمنظمة ممثلة في المركز العربي للاستعداد للكوارث عدة تقارير لتوثيق الكارثة، ولم تكتفِ بذلك بل أوفدت فريقاً إلى بيروت عمل على توثيق الاستجابة الإنسانية للكارثة ورصد حجمها وأجرى تقييماً لها، وبحث مع الصليب الأحمر اللبناني احتياجاته لتخفيف تداعيات الانفجار.
مركز الملك سلمان الإغاثي
• كان لدور المملكة ممثلاً في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والمنظمة أثر كبير في نفوس الإخوة السودانيين إثر الفيضانات التي أصابتهم.. كيف تقيمون هذا الدعم؟
•• عند وقوع كارثة الفيضانات في السودان وإعلانه منطقة كوارث، سارعت الأمانة العامة للمنظمة بالتواصل مع الهلال الأحمر السوداني، كما عقدت الأمانة العامة للمنظمة اجتماعاً «عن بعد» شارك فيه أعضاء المنظمة من الهيئات والجمعيات الوطنية العربية لتعزيز الاستجابة للكارثة وتأمين المساعدات لأكثر من 100 ألف شردتهم السيول وجعلتهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وأصدرت نداء إنسانياً عاجلاً لمكوناتها من الهيئات والجمعيات الوطنية والمانحين وكان لجمعية الهلال الأحمر السوداني دور كبير في تعزيز الاستجابة الإنسانية حيث انتشرت فرقها في كل المناطق المتضررة لتقييم حجم الأضرار وتوزيع المساعدات على المتأثرين بالفيضانات، وكانت المملكة كعادتها دائماً سباقة في العمل الإنساني فمن خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قامت بتقديم المساعدات الإيوائية والغذائية العاجلة للمتضررين، انطلاقاً من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.