قالت مؤرخة بريطانية إنها اكتشفت أثناء قيامها بتصوير فيلم توثيقي لتاريخ العاصمة البريطانية لندن، حين اجتاحها الطاعون في القرن السابع عشر، إن ما يحدث اليوم في لندن، وهي تخوض معركتها مع وباء فايروس كورونا الجديد، لا يختلف كثيراً عما حدث قبل نحو 350 عاماً. وأشارت البروفسور أليس روبرتس إلى أن الطاعون دهم لندن خلال عامي 1665 و1666. وذكرت الأستاذة بجامعة بيرمنغهام أنها زارت متحف مجموعة ويلكوم في لندن، وقابلت متخصصاً في علوم الوراثة الخاصة بالأوبئة القديمة. ففاجأها بقوله إنه حين يقلب في شهادات الوفاة الصادرة في لندن عام 1665 ويقارن ذلك بما يحدث في أتون كوفيد-19، يجد شبهاً فريداً بين الجائحتين. وقالت: كنا نتحدث عن كيفية تفشي الطاعون من لندن إلى أوروبا، وكيف حدث ذلك بعد ما قتل الطاعون معظم سكان لندن. وزادت أنها أثناء التصوير قامت بعرض مفكرة الدكتور نتانيال هودجيز، الذي كان أشهر أطباء الطاعون آنذاك، فاكتشفت أن وسائل الوقاية من الوباء في عام 1665 لم تختلف عنها في 2020، على رغم فارق القرون. وكان الطاعون قد اندلع في لندن في فبراير 1665. وبحلول يوليو بلغ عدد وفياته 100 ألف شخص من سكان العاصمة البريطانية. ولكي يتم منع جرثومة الطاعون من التفشي، تم حجر السكان في منازلهم، ووضعت على باب كل منزل علامة بالقلم الأحمر، لمعرفة ما إذا كان أحد السكان غادر بيته. وطبقاً للمعلومات التي يعرضها متحف مدينة لندن، فقد تم آنذاك إغلاق المسارح، وحظر ممارسة كرة القدم. وقال أحد السكان في تصريح نشرته إحدى صحف القرن السابع عشر إن لندن من شدة خلو شوارعها من المارة بدأت الأعشاب تغطي طرقاتها! واضطر عدد كبير من السكان إلى التسول والسرقة، لأن الإغلاق أدى إلى انهيار المصالح التجارية. كما يشير أرشيف الصحف القديمة إلى أن بعض السكان قرروا الإلقاء بخدمهم وأفراد أسرهم المصابين بالطاعون في الشوارع، حتى لا تنتقل العدوى إلى بقية أفراد الأسرة. وعلق كاتب اليوميات الشهير صمويل بيبيس في إحدى مفكراته بالقول: «إن الطاعون جعلنا مثل الكلاب في قسوتها بعضها على بعض». وتم الإبلاغ عن وقوع آخر إصابة بالطاعون في لندن سنة 1679. وأشار الدكتور هودجيز إلى أن أفضل وسيلة للوقاية من الوباء هي عزل الناس.
ولاحظت البروفسور روبرتس أن الوسائل الوقائية التي نصح هودجيز باتباعها لا تزال كما هي اليوم، خصوصاً التباعد الجسدي، وتغطية الوجه، والعزل الذاتي إذا شعر الإنسان بأعراض الوباء. وأشارت إلى أن الملصقات الصحية التي طبعت ووزعت آنذاك نصحت السكان بتفادي الأماكن المزدحمة. كما تم اقتراح حجر أي مسافرين قادمين إلى إنجلترا من الخارج مدة 40 يوماً، على أن يبقى التجار العائدون مع سفنهم المحملة بالبضائع على متن سفنهم إلى حين إشعار آخر. وأشارت البروفسور روبرتس إلى أن الأثرياء فروا من لندن خوفاً من الوباء.
لكنها قالت إن الفرق الوحيد بين وباء الطاعون وكوفيد-19 أن الطاعون كان يتسارع في التفشي خلال الطقس الساخن، ويتراجع عند حلول الشتاء. في حين أن كوفيد-19 تصاعد خلال الشتاء، ثم عاد ليهجم مجدداً مع حلول الشتاء. وأضافت البروفسور روبرتس أن الفرق الأكبر بين الجائحتين أنه أصبح بإمكان العلماء في أتون جائحة كوفيد-19 التفكير في ابتكار لقاح يضع حداً للجائحة، وهو تقدم علمي لم يكن متاحاً خلال القرن السابع عشر.
ولاحظت البروفسور روبرتس أن الوسائل الوقائية التي نصح هودجيز باتباعها لا تزال كما هي اليوم، خصوصاً التباعد الجسدي، وتغطية الوجه، والعزل الذاتي إذا شعر الإنسان بأعراض الوباء. وأشارت إلى أن الملصقات الصحية التي طبعت ووزعت آنذاك نصحت السكان بتفادي الأماكن المزدحمة. كما تم اقتراح حجر أي مسافرين قادمين إلى إنجلترا من الخارج مدة 40 يوماً، على أن يبقى التجار العائدون مع سفنهم المحملة بالبضائع على متن سفنهم إلى حين إشعار آخر. وأشارت البروفسور روبرتس إلى أن الأثرياء فروا من لندن خوفاً من الوباء.
لكنها قالت إن الفرق الوحيد بين وباء الطاعون وكوفيد-19 أن الطاعون كان يتسارع في التفشي خلال الطقس الساخن، ويتراجع عند حلول الشتاء. في حين أن كوفيد-19 تصاعد خلال الشتاء، ثم عاد ليهجم مجدداً مع حلول الشتاء. وأضافت البروفسور روبرتس أن الفرق الأكبر بين الجائحتين أنه أصبح بإمكان العلماء في أتون جائحة كوفيد-19 التفكير في ابتكار لقاح يضع حداً للجائحة، وهو تقدم علمي لم يكن متاحاً خلال القرن السابع عشر.