عين زبيدة من أشهر العيون في المنطقة العربية ولا زالت شامخة لأكثر من 1200 سنة، وسميت عين زبيدة نسبة إلى الأميرة زبيدة بنت أبي الفضل العباسية الهاشمية، زوجة هارون الرشيد. وتقع على طريق الكر الطائف على يمين قاصدي مكة المكرمة قبل تفتيش الكر.
وعلى يمين الطريق بقايا بناء قناة «زبيدة» الأسطورية التي نفّذتها السيدة زبيدة بعد حجها عام 186هـ؛ إذ أدركت زبيدة أثناء حجّها مدى الصعوبات التي تواجه الحجاج خلال رحلتهم على الجِمال والأقدام في طريقهم إلى مكة من نقص المياه واعتمادهم فقط على ماء قليل يحملونه ومياه الأمطار ومعاناتهم من حمل قِرب الماء والتعب والمشاق، وكان كثير منهم يموتون عطشاً فأمرت زبيدة بحفر قنوات مائية تتصل بمساقط المطر، واشترت جميع الأراضي في الوادي، وأبطلت المزارع والنخيل، وأمرت بأن تُشقّ للمياه قناة في الجبال. ويشير أستاذ التاريخ الإسلامي مدير مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور فواز الدهاس إلى أنه لم تكن في مكة المكرمة قبل زمزم موارد للمياه تجذب القبائل التي تموج بها الجزيرة العربية، وكانت مكة بلدة قاحلة ليس لأحد فيها قرار فاشترت السيدة زبيدة الحائط والذي كان يسمى بحائط حنين واشترت الزروع، وشقت القناة في الجبال، ثم أمرت ببناء البرك بغية اجتماع المياه عقب الأمطار، وأجريت في قناة إلى مجرى العين تغذيها وتقويها، فصارت كل بركة تمدها بالماء، ومن ذلك عين المشاش وهي عين الشرائع، وعين ميمون، وعين الزعفران وعين البرود وعين الطارقي، وكل مياه هذه العيون تندفع في (دبل) مجرى عين حنين.
ويضيف الدهاس، أن السيدة زبيدة أمرت بإجراء عين وادي نعمان إلى عرفة، وهي عين نبعها دبل، والذي تتربع فوقه مدينة الطائف، وتصب المياه من دبل کرا في قناة إلى موضع يقال عمان وتجري منه إلى موضع يقال له الاوجر من وادي نعمان وتجري منه إلى موضع بين جبلين شاهقين في علو أرض عرفات، وعملت القنوات حتى جرى الماء إلى عرفات ثم أديرت القناة بجبل الرحمة، وعملت البرك إلى عرفات لسقيا الحجاج، وعملت القنوات من أرض عرفات إلى أن وصلت إلى طريق ضب قريباً من مزدلفة، واستمرت حتى وصلت إلى منى وتصب في بئر عظيمة مطوية بأحجار كبيرة تسمى بئر زبيدة. وطبقاً للدهاس، ظلت عين زبيدة إلى عهد قريب تمثل سقيا أهل مكة الوحيدة إلى أن أجريت محطة تحلية مياه البحر من الشعبية، واليوم لها إدارة تسمى إدارة العين أو إدارة عين زبيدة أو العزيزية. ومما تحفظه لنا كتب التاريخ أن السيدة زبيدة أنفقت أموالاً طائلة في سبيل توفير المياه إلى مكة المكرمة، ويروى أنه عندما تم الانتهاء من المشاريع اجتمع المباشرون والعمال لديها وأحضروا دفاترهم، ليخرجوا من عهدهم ما تسلموه من الخزينة لهذا العمل. وكانت السيدة زبيدة في ذلك الوقت في قصر عالٍ مطل على نهر دجلة فأمرت برمي الدفاتر في النهر، وقالت تركنا الحساب ليوم الحساب فمن بقي عنده شيء من بقية المال فهو له ومن بقي له عندنا شيء منه أعطيناه إياه.
استنهاض وثائق «العين» بعد إنشاء التحلية
في عهد الملك عبدالعزيز أُنشئت إدارة خاصة لإدارة العين سُمّيت (عين زبيدة)، تشرف إشرافاً كاملاً على العين والآبار الخاصة بها وترميمها. وقام عبدالله الدهلوي بأمر من الملك عبدالعزيز سنة 1346هـ بعمارة عين زبيدة لسنوات عدة. ثم بدأ توزيعها في مجارٍ صغيرة إلى أحياء مكة المكرمة، وكانت تُسمّى بالدبول (أي مجرى صغير للمياه)، وكانت هنالك أماكن مخصصة تصبّ فيها هذه الدبول تُسمّى بالبازان (وهي بئر عميقة تصبّ فيه عين زبيدة يسحب منه السقايا المياه عن طريق الدلو)، ومن ثمَ يقوم السقايا بتوزيعها على البيوت في الحي في أوانٍ خاصة تُسمّى (الزفا) يحملها الرجل على كتفه إلى البيوت. واستمرت هذه العين، إلى أن استُعيض عنها بمياه البحار الناتجة عن محطات التحلية الضخمة، وذلك بسبب شحّ المياه فيها وتدمير أغلب قنواتها بسبب التطوّر العمراني في مكة المكرمة. وما زالت الأبحاث والدراسات مستمرة لإنهاض عين زبيدة؛ فــ«دارة الملك عبدالعزيز» تنسق في دراساتها مع جهات عدة ذات علاقة بالثروة المائية في منطقة مكة المكرمة، وذلك بغرض الحصول على نسخ من الوثائق وكافة المعلومات الخاصة بعين زبيدة ومشاريع ترميمها وصيانتها.
وعلى يمين الطريق بقايا بناء قناة «زبيدة» الأسطورية التي نفّذتها السيدة زبيدة بعد حجها عام 186هـ؛ إذ أدركت زبيدة أثناء حجّها مدى الصعوبات التي تواجه الحجاج خلال رحلتهم على الجِمال والأقدام في طريقهم إلى مكة من نقص المياه واعتمادهم فقط على ماء قليل يحملونه ومياه الأمطار ومعاناتهم من حمل قِرب الماء والتعب والمشاق، وكان كثير منهم يموتون عطشاً فأمرت زبيدة بحفر قنوات مائية تتصل بمساقط المطر، واشترت جميع الأراضي في الوادي، وأبطلت المزارع والنخيل، وأمرت بأن تُشقّ للمياه قناة في الجبال. ويشير أستاذ التاريخ الإسلامي مدير مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور فواز الدهاس إلى أنه لم تكن في مكة المكرمة قبل زمزم موارد للمياه تجذب القبائل التي تموج بها الجزيرة العربية، وكانت مكة بلدة قاحلة ليس لأحد فيها قرار فاشترت السيدة زبيدة الحائط والذي كان يسمى بحائط حنين واشترت الزروع، وشقت القناة في الجبال، ثم أمرت ببناء البرك بغية اجتماع المياه عقب الأمطار، وأجريت في قناة إلى مجرى العين تغذيها وتقويها، فصارت كل بركة تمدها بالماء، ومن ذلك عين المشاش وهي عين الشرائع، وعين ميمون، وعين الزعفران وعين البرود وعين الطارقي، وكل مياه هذه العيون تندفع في (دبل) مجرى عين حنين.
ويضيف الدهاس، أن السيدة زبيدة أمرت بإجراء عين وادي نعمان إلى عرفة، وهي عين نبعها دبل، والذي تتربع فوقه مدينة الطائف، وتصب المياه من دبل کرا في قناة إلى موضع يقال عمان وتجري منه إلى موضع يقال له الاوجر من وادي نعمان وتجري منه إلى موضع بين جبلين شاهقين في علو أرض عرفات، وعملت القنوات حتى جرى الماء إلى عرفات ثم أديرت القناة بجبل الرحمة، وعملت البرك إلى عرفات لسقيا الحجاج، وعملت القنوات من أرض عرفات إلى أن وصلت إلى طريق ضب قريباً من مزدلفة، واستمرت حتى وصلت إلى منى وتصب في بئر عظيمة مطوية بأحجار كبيرة تسمى بئر زبيدة. وطبقاً للدهاس، ظلت عين زبيدة إلى عهد قريب تمثل سقيا أهل مكة الوحيدة إلى أن أجريت محطة تحلية مياه البحر من الشعبية، واليوم لها إدارة تسمى إدارة العين أو إدارة عين زبيدة أو العزيزية. ومما تحفظه لنا كتب التاريخ أن السيدة زبيدة أنفقت أموالاً طائلة في سبيل توفير المياه إلى مكة المكرمة، ويروى أنه عندما تم الانتهاء من المشاريع اجتمع المباشرون والعمال لديها وأحضروا دفاترهم، ليخرجوا من عهدهم ما تسلموه من الخزينة لهذا العمل. وكانت السيدة زبيدة في ذلك الوقت في قصر عالٍ مطل على نهر دجلة فأمرت برمي الدفاتر في النهر، وقالت تركنا الحساب ليوم الحساب فمن بقي عنده شيء من بقية المال فهو له ومن بقي له عندنا شيء منه أعطيناه إياه.
استنهاض وثائق «العين» بعد إنشاء التحلية
في عهد الملك عبدالعزيز أُنشئت إدارة خاصة لإدارة العين سُمّيت (عين زبيدة)، تشرف إشرافاً كاملاً على العين والآبار الخاصة بها وترميمها. وقام عبدالله الدهلوي بأمر من الملك عبدالعزيز سنة 1346هـ بعمارة عين زبيدة لسنوات عدة. ثم بدأ توزيعها في مجارٍ صغيرة إلى أحياء مكة المكرمة، وكانت تُسمّى بالدبول (أي مجرى صغير للمياه)، وكانت هنالك أماكن مخصصة تصبّ فيها هذه الدبول تُسمّى بالبازان (وهي بئر عميقة تصبّ فيه عين زبيدة يسحب منه السقايا المياه عن طريق الدلو)، ومن ثمَ يقوم السقايا بتوزيعها على البيوت في الحي في أوانٍ خاصة تُسمّى (الزفا) يحملها الرجل على كتفه إلى البيوت. واستمرت هذه العين، إلى أن استُعيض عنها بمياه البحار الناتجة عن محطات التحلية الضخمة، وذلك بسبب شحّ المياه فيها وتدمير أغلب قنواتها بسبب التطوّر العمراني في مكة المكرمة. وما زالت الأبحاث والدراسات مستمرة لإنهاض عين زبيدة؛ فــ«دارة الملك عبدالعزيز» تنسق في دراساتها مع جهات عدة ذات علاقة بالثروة المائية في منطقة مكة المكرمة، وذلك بغرض الحصول على نسخ من الوثائق وكافة المعلومات الخاصة بعين زبيدة ومشاريع ترميمها وصيانتها.