تتفاقم أزمة تفشي فايروس كورونا الجديد في تركيا؛ بسبب تخبط فريق إدارتها، الذي يقول مراقبو الشأن التركي إن قائد ذلك الفريق هو الرئيس طيب أردوغان، الذي يحكم السيطرة على كل كبيرة وصغيرة، حتى قرارات البلديات النائية! وكان أبرز تخبطات أردوغان في سبل مكافحة جائحة كوفيد-19 قراره قبل أشهر عدم تضمين الإحصاء اليومي لمن تتأكد إصابتهم بالفايروس الأشخاص الذين لم تظهر لديهم أعراض المرض! وأدى ذلك إلى حرمان تلك الفئة من المصابين من تسهيلات الرعاية الصحية، وتركهم ليفشوا الفايروس في مجتمعاتهم الصغيرة، ما أدى إلى تفاقم خطير للجائحة في تركيا. ومن الواضح أن أردوغان لا يريد سوى الأخبار السارة. لكنه لم يسأل نفسه: هل كتمان الخبر غير السار يعني وجود أي مبرر للسرور؟ وإزاء التدهور المستمر للأزمة، اضطر أردوغان أمس الأول الى إعلان تدابير مشددة، بعدما بلغه أن تركيا سجلت الإثنين 31.219 إصابة جديدة في ذلك اليوم (لا تشمل الأشخاص الذين لم تظهر لديهم الأعراض). وتشمل تدابير أردوغان الجديدة فرض حظر للتجول في أرجاء البلاد خلال أيام العمل، من التاسعة ليلاً إلى الخامسة صباحاً. وخلال يومي عطلة نهاية الأسبوع يبدأ منع التجول من التاسعة مساء الجمعة، وينتهي الخامسة فجر الإثنين. وقالت السلطات التركية إن تركيا قيّدت 188 وفاة نهار الإثنين. وعلى رغم «دراماتيكية» الحظر الأردوغاني المشار اليه، فإن الإجراءات الجديدة لم تشمل أي حظر للتنقل أو السفر. وذكرت وكالة الأناضول الحكومية للأنباء في 27 نوفمبر الماضي إن نحو 500 رحلة دولية تصل إلى مطار إسطنبول يومياً. ولم يهمل أردوغان مسألة السفر إلا لأنه يريد المكسب الاقتصادي، وإن يكن ثمن ذلك وفاة مئات الأتراك بالفايروس كل يوم. وتشمل الإجراءات التي أعلنها الرئيس التركي تقييد تنقلات الأشخاص دون سن الـ 20، ومن هم أكبر من 65 عاماً. كما تشمل وقف أنشطة حضانات الأطفال، وإغلاق الحمامات، وأحواض السباحة، وإلغاء الاحتفال بأعياد الميلاد، وفرض قيود على عدد الأشخاص المسموح بمشاركتهم في حفلات الزواج، ومشيعي الأموات. ولم يعلن أردوغان أية سياسة واضحة بشأن خطته المتعلقة بتطعيم الشعب التركي منعاً للإصابة بفايروس كوفيد-19. وكانت الحيلة المفضلة لأردوغان حين تتزايد الانتقادات الداخلية لإدارته الفاشلة للأزمة الوبائية اختلاق أزمة خارجية، لاستجداء التأييد الشعبي الداخلي، بزعم أن تركيا تواجه خطراً وجودياً.