ستوفر عملية توفير اللقاحات المانعة للإصابة بفايروس كورونا الجديد لمليارات البشر في أرجاء المعمورة فرصاً استثمارية نادرة لآلاف الشركات والتجار والمستثمرين؛ من شركات الطيران التي ستقوم بنقل شحنات اللقاحات إلى الشركات التي تصنع المبرّدات، والقوارير الزجاجية لتعبئة اللقاح، والإبر القابلة للاستخدام مرة واحدة، انتهاء بضرورات توظيف آلاف الأشخاص الذين سيتولون حقن الناس باللقاح. ويجمع الخبراء على أن مشكلة حفظ اللقاحات في درجة التبريد التي تحتاج إليها سيكون أكبر تحد يواجه الحرب على وباء كوفيد-19. وستكون المهمة سهلة ومقدورا عليها في البلدان المتقدمة. لكنها ستمثل تحدياً صعباً بالنسبة إلى دول العالم الثالث، حيث لا يتوافر تيار كهربائي لتشغيل المبردات. وأضحت أسواق منتجي برادات التجميد، كالتي يتطلبها لقاحا شركتي فايزر وموديرنا الأمريكيتين، اللذين يتطلبان درجة برودة تصل إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر، الأشد انتعاشاً في العالم. وارتفعت قيمة سهم شركة ديهان ساينتفيك الكورية الجنوبية المتخصصة في صنع البرادات بنسبة تفوق 250% في الآونة الأخيرة. وارتفعت قيمة سهم شركة توينبيرد كوربوريشن اليابانية أكثر من 300%. وقالت شركة سنومان لوجستيكس الهندية إنها شهدت ارتفاعاً في قيمة سهمها بنحو 52%. وبلغت النسبة 195% بالنسبة إلى شركة فاكتيك الألمانية، بعدما تلقت طلبية من إحدى شركات إنتاج اللقاحات بتوفير حافظات للتبريد.
والمسألة ليست وقفاً على التبريد. فهناك العملية اللوجستية نفسها، لنقل اللقاح. فقد اضطرت شركتا يو بي اس وفيديكس الأمريكيتان إلى إضافة شاحنات مبردة ومستودعات مبردة إضافية لمنشآتهما. ويتوقع أن تقوم شركات إير فراس-كي إل إم، ولوفتهانزا الألمانية، وشركات الطيران الخليجية بأدوار كبيرة في نقل اللقاحات. لكن هذه الشركات تقول إن ازدهار عمليات الشحن لن يعوضها الخسائر التي مُنيت بها نتيجة وقف رحلات الركاب تحت وطأة الجائحة.
ويتوقع أيضاً أن تستفيد الشركات الصانعة للشاحنات الضخمة من هذه المرحلة من الحرب على وباء كوفيد-19. ويشمل ذلك الشركات الصناعية التي توفر لتلك الشركات المحركات وقطع الغيار وهياكل الشاحنات. كما أن شركات سلاسل الصيدليات الكبرى، مثل بوتس وسي في اس هيلث كورب ستحقق منافع جمة، من خلال شراكاتها مع الجهات الحكومية في خطط تعميم اللقاحات. وذكر بنك غولدمان ساكس أن تلك الشركات الصيدلانية ستحقق عائدات تصل إلى 8.5 مليار دولار من المبيعات، والتوزيع، والإمداد.