جرعة فايزر-بيونتك تهدد بدحر الوباء.
جرعة فايزر-بيونتك تهدد بدحر الوباء.




شاحنة يتم تحميلها بجرعات لقاح فايزر في مصنع الشركة بولاية ميتشيغان.
شاحنة يتم تحميلها بجرعات لقاح فايزر في مصنع الشركة بولاية ميتشيغان.
لقاح شركة موديرنا يرتقب فسحه هذا الأسبوع.
لقاح شركة موديرنا يرتقب فسحه هذا الأسبوع.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) «عكاظ» (واشنطن، بروكسل) OKAZ_online@
يقوم فايروس كوفيد-19 بدور القط الذي يطارد الفأر، لكنه لا يدرك أن الإنسان يقوم هو الآخر بالدور نفسه لدحر هذا الفايروس الذي يزداد فتكاً بالبشر كل يوم. فقد تعدى عدد المصابين به ظهر الأحد 72.16 مليون نسمة حول العالم؛ توفي منهم 1.61 مليون شخص. هل أدرك هذا الفايروس الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجرّدة حقيقة الصراع بينه وبين الإنسانية؟ بكوفيد-19 أمس الأول السبت 623.311 حالة، كانت حصة الولايات المتحدة فيها 219.510 إصابات. وعلينا ألا ننسى أن ضراوة الموجة العدوانية الراهنة أدت الجمعة إلى تسجيل أكثر من مليون إصابة جديدة في يوم واحد. هل سيواصل الفايروس عدوانه على الإنسانية بهذا الشكل الفظيع حتى يتجاوز عدد المصابين به 100 مليون نسمة؟ هل هي الأشهر الأخيرة لهذا الحصار الفايروسي بعد نشر اللقاح وتطعيم أعداد كبيرة من السكان به؟ سؤالان ستجيب عنهما الأيام القادمة. وبعدما بدأت بريطانيا الثلاثاء الماضي حملة للتطعيم باللقاح الذي ابتكرته شركة بيونتك الألمانية، وأنتجته شركة فايزر الأمريكية، بدأت الولايات المتحدة معركتها الأخيرة والحاسمة ضد الوباء، بإعلانها أنها بدأت تسليم ولاياتها الـ50 نصيب كل منها من جرعات لقاح فايزر-بيونتك أمس الأحد، على أن تكتمل عمليات التسليم بحلول الأربعاء. وبالطبع فإن الحشد لهذه المعركة العلمية والطبية والصحية والسياسية يمثل تحدياً غير مسبوق بالنسبة إلى شركات إنتاج اللقاحات، التي يتعين عليها مضاعفة جهودها لصنع كميات كافية من اللقاحات، لتحقيق النصر المنشود، ضد خصم قام بقتل نحو 300 ألف أمريكي خلال 47 أسبوعاً فحسب، منذ اندلاع الجائحة مطلع السنة الحالية.

وعلى رغم أن الولايات المتحدة وبريطانيا تمثلان صدارة العالم المتقدم؛ فإن الحشد للمعركة النهائية ضد الوباء لم يخل من تقصير، وأخطاء. ففي بريطانيا، حين تتصل بطبيب أسرتك لتسأله متى سيحين موعد تطعيم والدتك أو جدتك، اللتين تجاوزتا 80 عاماً من العمر، وتقعان ضمن الفئة المستهدفة بالأولوية بحسب بيانات مسؤولي حكومة حزب المحافظين، تفاجأ بالرد: لا نعرف شيئاً. لم نتلق تعميماً، ولا إخطاراً، ولا قوائم، ولا تعليمات بشأن أولويات! وفي الولايات المتحدة، اعترف الجنرال الأمريكي غوستاف بيرنا، الذي يشرف على برنامج نشر اللقاحات، بـ«أننا نعرف أن الطريق أمامنا ستكون صعبة. نعرف أن بعض الصعوبات ستنشأ. لكننا سنقوم بمواجهتها بشكل جماعي لحلها». واعتبر بيرنا جهود تعميم اللقاح شبيهة باليوم الذي تم فيه إنزال قوات الحلفاء الغربيين في فرنسا، لتحريرها من القوات الألمانية، إيذاناً بانتهاء الحرب العالمية الثانية. وقال: واقعة الإنزال كانت بداية النهاية. وهذا هو وضعنا اليوم. ولا يمنع ذلك القول إن الكميات التي أنتجتها فايزر، وتلك التي ستنتجها شركة موديرنا من لقاحها، الذي سيتم الإعلان عن فسحه هذا الأسبوع، ستكون أقل مما هو مطلوب. ولن يزيد حجم الشحنة الأولى من لقاح فايزر-بيونتك الذي سيوزع اليوم على 2.9 مليون جرعة. وهي كمية ضئيلة جداً قياساً بحجم الشريحة التي تضم نزلاء دور المسنين، والكوادر الصحية الذين يقومون برعايتهم، وهي الفئة التي تمثل الأولوية بحسب بيانات الحكومة الأمريكية. وتم حجز 2.9 مليون جرعة إضافية في مستودعات فايزر، لضمان توفير الجرعة الثانية لمن سيتم تطعيمهم بالشحنة الأولى، بعد 21 يوماً من الإبرة الأولى. وقالت الشركة إنها تحتفظ بنصف مليون جرعة في مستودعاتها على سبيل الاحتياط. وتوقع الجنرال بيرنا أن يتم شحن الجرعتين الأولى والثانية للولايات بشكل منتظم اعتباراً من منتصف يناير، أو فبراير القادم. وأكد بيرنا أنه سيتم توزيع 40 مليون جرعة بحلول نهاية ديسمبر الجاري، إذا تم فسح لقاح شركة موديرنا. وتتمثل المشكلة الرئيسية لعملية توزيع اللقاح في أن المصل الذي أنتجته فايزر وموديرنا لا بد من حفظه في برودة لا تقل عن 70 درجة مئوية تحت الصفر. وقالت فايزر إنها أنتجت حافظات يضاف اليها الثلج لحفظ اللقاح قبل استخدامه. وهي بالطبع إمكانات لا تتوافر لغالبية الدول خارج العالم المتقدم.