انضم سلاح جديد إلى أسلحة الإنسانية في حربها على وباء فايروس كورونا الجديد. فقد أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (الثلاثاء) أن لقاح شركة موديرنا الأمريكية للأدوية حقق نجاعة نسبتها 94.1% لمنع الإصابة بمرض كوفيد-19. ومن المقرر أن يعقد مستشارو الهيئة اجتماعاً اليوم (الخميس) للتصويت على توصية للهيئة بفسح لقاح موديرنا. وعلى رغم ما أثاره ذلك الإعلان من آمال في تحقيق نصر مستحق على الوباء الذي قتل 1.64 مليون شخص منذ اندلاعه مطلع السنة حتى أمس (الأربعاء)؛ إلا أن الدمار الذي يحدثه الفايروس تواصل بعنف مرعب حول العالم أمس. فهاهو ذا يجاوز 74 مليون مصاب صباح الخميس. فبعد 625.480 إصابة جديدة حول العالم، قفز عدد المصابين منتصف نهار الأربعاء إلى 73.84 مليون نسمة. وساهمت الولايات المتحدة بـ198.357 إصابة جديدة في ذلك العدد، بحسب أرقام جامعة جونز هوبكنز. وتجاوز عدد المصابين في الولايات المتحدة أمس 17 مليوناً بنحو 140 ألف مصاب إضافي. وبدأت روسيا تستعد للأسوأ، على رغم تشدق قياداتها وإعلامها بأنها ربحت ماراثون اللقاح العالمي. فقد عززت تمسكها بالمرتبة الرابعة عالمياً من حيث عدد الإصابات. وتستعد خلال الأيام القادمة لتجاوز 3 ملايين إصابة. غير أن القلق الأكبر ينصرف للأزمة الصحية المتدهورة في تركيا. ففيما أشارت «عكاظ»، في عددها الصادر أمس الأربعاء، إلى أن تركيا قفزت سريعاً لتحتل المرتبة السابعة عالمياً، لجهة كثرة الإصابات، تدهورت بين ليلة وضحاها لتحتل خلال الساعات الـ24 الماضية المرتبة السادسة عالمياً، بعدما بلغ العدد التراكمي لإصاباتها 1.9. مليون إصابة. وتزداد محنة تركيا الصحية نتيجة للتدخلات التي يمارسها الرئيس طيب أردوغان في إدارة الأزمة الوبائية. علاوة على أن تعليماته بشأن كيفية قيد عدد الحالات الجديدة أدت إلى إهمال آلاف الحالات، ما حدا بمراقبين وخبراء متخصصين إلى ترجيح أن العدد الحقيقي للإصابات في تركيا قد يداني 3 ملايين إصابة. وفيما خضعت العاصمة البريطانية لندن للإغلاق اعتباراً من منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء، في مسعى لوقف موجة من التفشي الفايروسي المتسارع، مصحوبة بمئات الوفيات يومياً؛ تشابه المشهد البائس نفسه في أرجاء العالم، من أقصاه إلى أقصاه. فقد أعلنت الدنمارك أنها قررت تشديد التدابير في 69 من بلدياتها البالغ عددها 98 بلدية اعتباراً من أمس (الأربعاء) حتى الثالث من يناير القادم. وأشارت الحكومة في كوبنهاغن إلى أن ذلك يعزى إلى التسارع الجنوني في الإصابات بالفايروس. وقالت إنها سجلت 2900 إصابة جديدة أمس (الأربعاء)، و11 وفاة. وأعلنت اليابان أمس أن طوكيو سجلت الأربعاء 678 إصابة جديدة، وهو عدد كبير يعني أن اليابان تواجه الآن موجة جديدة من تسارع التفشي الفايروسي. وأضافت أنها سجلت 2410 حالات جديدة في أرجاء اليابان الثلاثاء. وتزايدت الانتقادات لتباطؤ رئيس الحكومة يوشيهيدي سوغا في اتخاذ قرارات حسم الأزمة، خشية إلحاق ضرر بالاقتصاد. وتواجه حكومة كوريا الجنوبية ضغوطاً مماثلة، بعدما أعلنت سلطاتها أنها سجلت 1078 إصابة جديدة أمس (الأربعاء). وقال مسؤول في وزارة الصحة لـ«أسوشيتد برس» أمس إن الوزارة تدرس ترفيع التدابير الاحترازية إلى أعلى مستوى، بحيث يتم منع تجمع أكثر من 10 أشخاص في مكان واحد، وإغلاق المتاجر غير الأساسية.
«الملكية الفكرية» تقتل حلم الفقراء باللقاح !
سيحظى مئات الملايين من سكان الدول المتقدمة خلال الأشهر القادمة بالتطعيم ضد الإصابة بفايروس كوفيد-19. لكن مصير مليارات من سكان المعمورة سيظل معلقاً على إمكان إيجاد ثغرة تتيح الالتفاف على قوانين الملكية الفكرية، التي تجعل من الصعب السماح للدول الفقيرة بإنتاج أصناف اللقاحات الجديدة بأسعار ميسورة. وكانت الدول الـ164 الأعضاء في منظمة التجارة العالمية قد عقدت اجتماعاً الأسبوع الماضي في جنيف لبحث اقتراح تقدمت به الهند وجنوب أفريقيا لتعطيل مواد عدة من قواعد الملكية الفكرية التي وضعتها المنظمة، بحيث يمكن إقناع مالكي حقوق ابتكار اللقاحات الجديدة بجدوى التنازل عن تلك الحقوق لتمكين فقراء العالم من إعادة إنتاج تلك اللقاحات بأسعار زهيدة، أسوة بما يحدث بالنسبة للعقاقير الطبية الأخرى. وتخول قواعد حماية الملكية الفكرية شركات صنع اللقاحات حق فرض مبالغ مالية على أي دولة تريد إنتاج عقار أو دواء أو لقاح، بما يمكن أن يغطي جزءاً من تكلفة الأبحاث، والتطوير. وتعارض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الاقتراح الهندي والجنوبي الأفريقي. لكن الخبراء يقولون إن ثمة هامشاً معقولاً للتفاوض على أسعار منخفضة للقاحات لدول العالم الثالث. وتقول شركة فايزر إن لقاحها ستباع جرعته في أمريكا بـ19.50 دولار، وهو مبلغ كبير جداً بالنسبة للبلدان النامية. وحتى لو وافقت على خفض سعرها، فستواجه تلك البلدان معضلة إيجاد بنية أساسية لمستودعات عالية التبريد لحفظ اللقاح.
«الملكية الفكرية» تقتل حلم الفقراء باللقاح !
سيحظى مئات الملايين من سكان الدول المتقدمة خلال الأشهر القادمة بالتطعيم ضد الإصابة بفايروس كوفيد-19. لكن مصير مليارات من سكان المعمورة سيظل معلقاً على إمكان إيجاد ثغرة تتيح الالتفاف على قوانين الملكية الفكرية، التي تجعل من الصعب السماح للدول الفقيرة بإنتاج أصناف اللقاحات الجديدة بأسعار ميسورة. وكانت الدول الـ164 الأعضاء في منظمة التجارة العالمية قد عقدت اجتماعاً الأسبوع الماضي في جنيف لبحث اقتراح تقدمت به الهند وجنوب أفريقيا لتعطيل مواد عدة من قواعد الملكية الفكرية التي وضعتها المنظمة، بحيث يمكن إقناع مالكي حقوق ابتكار اللقاحات الجديدة بجدوى التنازل عن تلك الحقوق لتمكين فقراء العالم من إعادة إنتاج تلك اللقاحات بأسعار زهيدة، أسوة بما يحدث بالنسبة للعقاقير الطبية الأخرى. وتخول قواعد حماية الملكية الفكرية شركات صنع اللقاحات حق فرض مبالغ مالية على أي دولة تريد إنتاج عقار أو دواء أو لقاح، بما يمكن أن يغطي جزءاً من تكلفة الأبحاث، والتطوير. وتعارض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الاقتراح الهندي والجنوبي الأفريقي. لكن الخبراء يقولون إن ثمة هامشاً معقولاً للتفاوض على أسعار منخفضة للقاحات لدول العالم الثالث. وتقول شركة فايزر إن لقاحها ستباع جرعته في أمريكا بـ19.50 دولار، وهو مبلغ كبير جداً بالنسبة للبلدان النامية. وحتى لو وافقت على خفض سعرها، فستواجه تلك البلدان معضلة إيجاد بنية أساسية لمستودعات عالية التبريد لحفظ اللقاح.