رعى أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز احتفالية جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام أمس في قاعة المؤتمرات الكبرى بالمدينة الجامعة بالملتقى السنوي لحصاد الجامعة للمجتمع بدورته الخامسة والسادسة، بحضور رئيس الجامعة الدكتور عبدالله الربيش ووكلاء الجامعة.
وأشار رئيس جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل الدكتور عبدالله الربيش خلال الملتقى الى أن الجامعة تعي حجم دورها في العمل المجتمعي التنموي، وقدر الإسهام المأمول منها كأحد صروح التعليم في المملكة بما تضمه من نخبة قيّمة من العقول النيرة والكفاءات الرائدة المميزة، فرسمت من أجل ذلك الخطى، والتزمت ببذل الجهود لإحداث الحراك المجتمعي، وغرس المفاهيم وترسيخها قولا وعملا على مختلف المستويات بالجامعة، وبنت رسالتها واستراتيجياتها آخذة في الاعتبار مسؤوليتها المجتمعية وتطبيق مفاهيم التنمية المستدامة بما يخدم هذا التوجه، كما عملت على رصد الاحتياجات المجتمعية عبر وسائل استقصاء مختلفة، والعمل وفق خطط ورؤى متطلعة على استثمار الإمكانات والخبرات والتخصصات، وتوسيع نطاق تطبيق خدمة المجتمع كمًّا وكيفًا على المستوى الأكاديمي والبحثي؛ وذلك لرفْد المجتمع ببرامج ودراسات ومشاريع نوعية تلبي احتياجات أفراده، وترقى إلى مصاف البرامج التنموية المحققة لمستهدفات وتطلعات قادة البلاد حفظهم الله لخير البلاد ونمو مجتمعاتها، واستمرار إنجازات تحولها الوطني الملموس ضمن رؤيتهم السديدة في هذا العهد الميمون.
وأكد الربيش أن الجامعة تفخر بالسمعة الأكاديمية والمجتمعية التي حظيت بها على امتداد مسيرتها، وتثمّن ثقة المجتمع بمخرجاتها العلمية والمهنية والخدمية التي برزت بشكل جلي من خلال النمو المتزايد في حجم الشراكات التكاملية مع مختلف القطاعات، وفتح الآفاق نحو المزيد من فرص العطاء المجتمعي بما يكفل تعظيم الأثر والتميز في الأداء التنافسي المحمود.
ولفت رئيس جامعة الإمام عبدالرحمن الى أن الشكر في ما نحصده اليوم من هذا الشغف نحو الإنجاز والبذل لخدمة المجتمع، وما لمسناه من نمو أعداد ساعات المسؤولية المجتمعية والمشاركين بها، وتزايد إحصاءات برامج ومناشط العمل المجتمعي بالجامعة، لهو لله أولاً على التوفيق وسداد الخطى، ثم لما تناله الجامعة من ثقة كريمة ودعم لا محدود من لدن قيادتنا الرشيدة وقادة ركب التعليم في المملكة، وما الحرص الذي لمسناه من أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز على رعاية ملتقانا اليوم إلا تأكيد منه على اهتمامه وتشجيعه لجهود الجامعة، ولكل ما من شأنه خدمة المجتمع وتعزيز قيم البذل والعطاء والنماء بشكل عام، وهو تعبير جزل عن أبلغ الصور التي ضربتها المملكة وقيادتها في أحلك الظروف وأصعبها مما مر على العالم أجمع، وحمل خلالها حكامنا راية المبادرة والعمل الخيري، مجسدين لنا حفظهم الله قدوة نهتدي بعظيم حسّهم بالمسؤولية وامتداد بذلهم الإنساني اللامحدود، لنشحذ بدورنا الهمم والعزائم، ونوثق بصمة الإنجاز المجتمعي المؤثر، ونضع الجامعة بشتى إمكاناتها ومنشآتها وطاقاتها البشرية على أهبة الاستعداد، وفي طليعة المبادرين لتذليل وطأة الظروف الاستثنائية، والقيام بواجبها في خدمة الوطن وشعبه.
وتابع الربيش: إننا نشهد جميعًا العهد الجديد للجامعة في ظل تطبيق مستجدات نظام الجامعات بالمملكة، وبقدر ما يخالجنا من شعور الفخر فإننا نستشعر حجم المسؤولية في اختيار جامعتنا ضمن أوائل الجامعات ليس في تطبيقه فحسب، بل وإثبات كفاءة أنظمته ولوائحه من حيث التقييم وجودة الأداء، ومدى تحقيقها للبعد التطويري المأمول للتعليم العالي بالمملكة باعتباره المحور الهام الذي يعول عليه تحقيق مرتكزات التنمية، وإعداد وتأهيل سواعد بناء النهضة والتقدم لبلادنا الغالية، ونحن في هذا المقام نؤكد بعزم ثابت على استمرار التزام الجامعة ومنسوبيها في مسيرة خدمة المجتمع، ودمج ذلك ضمن خططها واستراتيجياتها المستقبلية، والعمل على تعزيز البيئة الجامعية الخلاقة التي تحتضن كل فكرة وتصيغ منها نتاج عملي تنموي موثوق الأثر ينهض به المجتمع والوطن.
وقدم الربيش الشكر والتقدير لعمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة وكافة منسوبيها على ما بُذل من جهد وعمل ومثابرة في سبيل تحقيق توجهات الجامعة في خدمة المجتمع، والشكر موصول لكافة الوكلاء والعمداء ومديري العموم ومنسوبي الجامعة على استثمارهم الفاعل لمنافذ المسؤولية المجتمعية.
كما ثمن بتقدير بالغ جهود رواد المسؤولية المجتمعية من القطاع العام والخاص بالمنطقة على تعاونهم مع الجامعة ودورهم التكاملي في تحقيق العطاء المجتمعي.
وأشار وكيل الجامعة للدراسات والتطوير وخدمة المجتمع الدكتور عبدالله القاضي إلى أن جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تطبق مفاهيم خدمة المجتمع تطبيقاً كاملاً، وتوظف جهود كوادرها البشرية في دعم وتبني البرامج المجتمعية، وترسخ الشراكات الاستراتيجية مع القطاعات المجتمعية المختلفة وتبذل كافة السبل للالتحام بالمجتمع وتقرب المسافات بينها وبين أفراده.
وقال: خطت الجامعة خطواتٍ حثيثة وواضحةً لتؤدّي وظيفتها الثالثة تحت مظلة المسؤولية المجتمعية، من خلال حث منسوبيها على توجيه كافة الإمكانات المتاحة وتوظيف جلّ التخصصات والبرامج الأكاديمية، والخبرات العلمية، والعملية المتنوعة لاستيفاء احتياجات المجتمع، والسعي للارتقاء بمستوى الخدمات المجتمعية المقدمة، وذلك لإحداث التغيير الإيجابي في النسق الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للمجتمع.
وأضاف: لا تستطيع الجامعة أن تقوم بهذا الدور منفردةً، بل تحتاج إلى تكامل وتعاون من أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة، ويأتي حصاد الجامعة للمجتمع السنوي لتسليط الضوء على أبرز الأنشطة والخدمات والمشاريع المجتمعية التي قُدمت للمجتمع وبالأخص حصاد الجامعة السادس الذي جاء ليكون متميزاً بالعمل المجد الذي يُحسب للجامعة بجهاتها المختلفة ومنسوبيها حيث إن كل الطاقات التحمت جميعاً وتحولت إلى طاقة قوية أثرت المجتمع بخدماتها الكبيرة والمتميزة في وقت هو أكثر ما نحتاج إلى التحام وهو وقت الجائحة، انطلاقاً من الوظيفة الثالثة للجامعة وها نحن نحتفي اليوم بتتويج الجهود الكبيرة لأصحاب العطاءات والإنجازات في المسؤولية المجتمعية على مستويات الجهات والأفراد وما هذا إلا تأكيد على ما تحظى به خدمة المجتمع من اهتمام من قِبل الجامعة ومنسوبيها يوازي الاهتمام بالجانب التعليمي والبحثي من أجل رفعة ونهضة بلادنا الغالية.
بدورها، أشارت عميدة عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة الدكتورة فاطمة الملحم إلى أن الملتقى في هذا العام يتجدد بدورتيه الخامسة والسادسة برعاية كريمة من رائد العمل المجتمعي التنموي أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، وبمتابعة من حرمه شريكة النجاح والتميز في مسيرة العطاء و خدمة المجتمع رئيسة مجلس الأمناء بمجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية، حيث أهدت الجامعة للمجتمع 326434 ساعة في مجال المسؤولية المجتمعية خلال عامين، حيث بلغ إجمالي الساعات في الدورة الخامسة 112504، وفي الدورة السادسة 213930 في منافذ المسؤولية المجتمعية متمثلة بالتعليم وأنشطته، والبحث العلمي ودراساته، وخدمة المجتمع بمشاريعه التنموية، حيث يهدف الملتقى بشكل عام إلى استعراض صور العطاء المجتمعي بالجامعة، والاحتفاء بأصحاب الأرقام القياسية في عدد ساعات المسؤولية المجتمعية، ونوهت الملحم إلى أننا على مشارف توديع عام 2020 العام الحافل بالكثير من صور الحصاد بشتى معاييره وأبعاده تسابقت فيه الخطى بمختلف القطاعات على مستوى المملكة لتوثيق إسهاماتها في التحول الوطني ورصد الإحصاءات والنقلات النوعية المباركة التي شهدتها بلادنا الغالية منذ انطلاقة رؤية قادتها نحو طموح مجتمعها الحيوي لاقتصاد مزدهر ورسم ملامح نهضة عملاقة تضعها في مقدمة الدول بإذن الله.
وأشارت الى أن عام 2020 صور بأحداثه نموذج عطاء ومواجهة تحديات من نوع آخر، ولكنها أظهرت ثقة الشعب في قيادته الحكيمة، حيث تزعمت المملكة الجهود لمواجهة جائحة كورونا العالمية فضربت أروع الأمثلة، بربان سفينة ذي رؤية ثاقبة يقودها بسلام بعد توفيق الله نحو الأمان والصحة قائد وضع نصب عينيه شان كل من احتمى بأرضه من مواطنين ومقيمين، بل وامتدت رعايته حتى لمخالفي أنظمة الإقامة النظامية في سبيل الحفاظ على الصحة العامة وفي همة وعزيمة لم يقف أمام تقدمها أي جائحة، حيث تميزت ولمعت وكان من ضمن إنجازاتها النجاح العظيم الذي تحقق لبلادنا في تنظيم قمة العشرين التي أظهرت للعالم أجمع قدرات هذا الوطن على الصمود في وجه المحن وبما انعكست أثره علينا جميعا للعمل بروح وطنية عالية وحس عال بالمسؤولية.
وقالت الملحم: هذه جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تفانت لتكون درعاً من دروع الوطن وزرعاً أثمر عن حصاد وفاء وانتماء، عمل من أجله كافة منسوبي الجامعة في منشآتها الأكاديمية والصحية والإدارية والخدمية، مساهمين بشكل فاعل ومتكافل في خدمة المجتمع وأفراده في ظل هذه الظروف وجاء حصادنا اليوم وجامعتنا تحتفي بكونها من أولى الجامعات التي تحظى بإمكانات عالية لتطبيق نظام الجامعات الجديد صفحة تطور أخرى في تاريخ جامعتنا تلزمنا باستمرار نهج العطاء المجتمعي كقيمة وأساس تبنى عليه الآمال على المدى وتتكافل من أجله بلوغ الأيادي والجهود معتمدين على ما تحظى به عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة من رعاية واهتمام من رئيس الجامعة الدكتور عبدالله الربيش ووكلاء الجامعة وعلى رأسهم وكيل الجامعة للدراسات والتطوير وخدمة المجتمع الدكتور عبدالله القاضي.
ونوهت الدكتورة الملحم إلى أن ما تم عرضه خلال الملتقى ليس إلا النزر اليسير من الجهود التي تقوم بها العمادة في خدمة المجتمع والمسؤولية المجتمعية على مستوى الجهات والأفراد، لنحتفي جميعا بهم وبما يتركونه من أثر مجتمعي لدى كافة المستفيدين عبر شراكات مجتمعية تؤلف في مضمونها رسالة أن جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تطبق مفاهيم خدمة المجتمع تطبيقاً كاملاً، وتوظف جهود كوادرها البشرية في دعم وتبني البرامج المجتمعية، وترسخ الشراكات الاستراتيجية مع القطاعات المجتمعية المختلفة وتبذل كافة السبل للالتحام بالمجتمع وتقرب المسافات بينها وبين أفراده.