ما زال قطاع الطيران التجاري يواجه تحديات كثيرة لضمان صحة المسافرين جواً، خصوصا مع مرحلة تخفيف قيود السفر تدريجياً واستئناف السفر الجوي بدرجات متفاوتة حول العالم.
حيث قامت العديد من شركات الطيران خلال الأشهر القليلة الماضية بتعديل خطط أسطولها لتتماشى مع سوق الطيران الذي تغيّر بشكل كبير في أعقاب انتشار جائحة كوفيد-19. وعلى الرغم من أن عدد الرحلات يتزايد تدريجياً، إلا أن طريق تعافي القطاع مازال طويلاً.
وتسببت هذه الجائحة بانقطاع النقل الجوي والخدمات اللوجستية وسلسلة التوريد، الأمر الذي أدى إلى تراجع يساوي أكثر من الثلث في التجارة العالمية* وفقاً لتقرير صادر عن أعضاء مجموعة العشرين. وتستمر التحديات في الظهور وسط تزايد انتشار الفايروس في عدة مناطق حول العالم. ومع ذلك، شهدنا علامات تشير إلى تزايد رحلات وخدمات الطيران التجاري، حسب ما صدر عن تقرير بوينغ حول توقعات سوق الطيران التجاري لعام 2020.
ويشير هذا التقرير إلى قوة تأثير هذا الوباء وأن سوق الطيران التجاري وخدماته سيستمر في مواجهة التحديات الكبيرة في الـ20 عام القادمة، ولكنه يظهر أيضاً مرونة والقدرة للعودة إلى النمو على المدى الطويل. ومن المتوقع أن يزداد نمو عدد الركاب في الشرق الأوسط بمعدل 4.3% سنوياً على مدار العشرين عام القادمة.
وبعد استضافة المملكة العربية السعودية لقمة مجموعة العشرين، ما تزال التوقعات متجهة إلى الدول المضيفة والدول الأعضاء لمعالجة العوامل التي ستساهم في عودة النمو والذي من شأنه أن يؤدي إلى تعافي الاقتصاد العالمي.
ووفقاً لاتحاد النقل الجوي الدولي، يساهم قطاع النقل الجوي في المملكة العربية السعودية بنسبة 5.6% من الناتج المحلي الإجمالي**. وأدى الانكماش الأخير إلى تسريع الحاجة إلى قيام الحكومة بالتنسيق مع أصحاب المصلحة في قطاع الطيران لضمان اتخاذ التدابير الصارمة بشأن إعادة بناء ثقة الركاب واستعادتها لتعزيز أداء قطاع الطيران التجاري.
واستناداً إلى أفضل البيانات المتاحة، أفاد اتحاد النقل الجوي الدولي أنه على الرغم من أن أكثر من 1.8 مليار مسافر قد سافروا على متن ما يتجاوز 25 مليون رحلة، هناك أقل من 60 حالة من حالات نقل الفايروس المشتبه بها بين الركاب على متن الطائرات اعتباراً من شهر أكتوبر 2020. ووجدت كل من بوينغ ومجلة Journal of Travel Medicine وأيرباص ومؤسسات البحث العامة أن الحد الأدنى من الحالات الثانوية كانت متعلقة بالسفر الجوي لأكثر من 1.5 مليار مسافر منذ بداية انتشار الوباء.
قامت المملكة العربية السعودية باتخاذ الخطوات اللازمة لضمان الانتقال الاقتصادي السلس لقطاع الطيران. وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السعودي (GACA) أخيراً مواعيد استئناف السفر إلى 33 وجهة دولية، في خطوة نحو تشجيع العودة إلى السفر. وأصدرت الهيئة دليل سفر الركاب واتخذت السلطات الخطوات المهمة لضمان الصحة والسلامة العامة. علاوةً على ذلك، تم استئناف السفر إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء الفروض الدينية وذلك بموجب اتباع تدابير صارمة وضعتها الجهات المختصة بالمملكة.
ولضمان عودة السفر الجوي في المملكة بسلاسة، وضعت المطارات السعودية تدابير احترازية إلزامية، ضمت تركيب الكاميرات الحرارية واتباع طرق التعقيم والتطهير المتنوعة بما في ذلك تقنية الأشعة فوق البنفسجية.
يذكر أن شركة بوينغ أطلقت مبادرة بوينغ للسفر الامن في شهر مايو للعمل مع شركات الطيران والهيئات التنظيمية العالمية وأصحاب المصلحة في القطاع وخبراء الأمراض المعدية لمواجهة تهديد فايروس كوفيد-19. ومن خلال العمل مع هؤلاء الشركاء العالميين، قامت الشركة بتحديد ثلاث خطوات رئيسية ستساعد في الحفاظ على صحة الركاب والطاقم واستعادة الثقة في النظام الشامل للطيران.
الخطوة الأولى تركز على التزامنا المشترك بحماية أنفسنا والآخرين من خلال التقيد بإجراءات التشغيل القياسية العالمية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، وتضم: تجنب السفر إذا شعرت بالتوعك وكثرة التعقيم والحفاظ على التباعد الجسدي قدر الإمكان. وتماشياً مع التوصيات الدولية وسياسات شركات الطيران، من المهم أن يرتدي الركاب وأفراد الطاقم الأقنعة أثناء الرحلة.
وتركز الخطوة الثانية على إبقاء الطائرة خالية من الفايروسات من خلال التنظيف والتعقيم الروتيني. وتزود شركة بوينغ شركات الطيران والمشغلين بتوصيات تنظيف وتطهير مقصورة الطائرة وأسطحها ومنطقة حفظ الحقائب. وحدد الاختبار الذي أجرته جامعة أريزونا أن هذه التوصيات تقضي على فايروس كوفيد-19 بشكل فعال.
وتقتصر الخطوة الثالثة على الحفاظ على بيئة المقصورة الصحية بالنسبة للهواء. وتتميز طائرات بوينغ بأنظمة تنقية الهواء التي تسحب الهواء الخارجي وتجدد الهواء في المقصورة كل دقيقتين إلى ثلاث دقائق. وقبل إعادة توجيه الهواء إلى المقصورة، يمر عبر مرشحات HEPA، التي تقضي على أكثر من 99.9% من الفيروسات والبكتيريا وتمنعها من إعادة الدوران مرة أخرى إلى المقصورة.
أيضاً، بدأت شركة بوينغ في الآونة الأخيرة باختبار نموذج أولي لعصا الأشعة فوق البنفسجية (UV) الذي أثبت قدرته على تطهير أسطح الطائرات والمراحيض والكبائن بنجاح. ويمكن مسح ضوء الأشعة فوق البنفسجية على بعد بوصات من الأسطح الداخلية للطائرة وتطهير المناطق والأسطح التي يصل إليها الضوء. ونجحت الأشعة فوق البنفسجية في تحييد مسببات الأمراض ولا يزال اختبارها ضد فايروس كوفيد-19 مستمراً للتحقق من فعاليتها وسلامتها بشكل تام (للمشغلين والمواد التي تُستخدم عليها).
قامت شركة بوينغ بالتعاون مع أحد الشركاء لإنتاج وتوزيع عصا الأشعة فوق البنفسجية (UV) التي أثبتت قدرتها على تطهير أسطح الطيران والمراحيض والكبائن بنجاح. ويمكن مسح ضوء الأشعة فوق البنفسجية على بعد بوصات من الأسطح الداخلية للطائرة وتطهير المناطق والأسطح التي يصل إليها الضوء. ونجحت الأشعة فوق البنفسجية في تحييد مسببات الأمراض ولا يزال اختبارها ضد فايروس كوفيد-19 مستمراً للتحقق من فعاليتها وسلامتها بشكل تام.
تُجري شركة بوينغ أيضاً أبحاثاً حول استخدام الطلاءات المضادة للميكروبات والفيروسات على الأسطح كثيرة اللمس، مما يمكن أن يساهم في القضاء على الميكروبات أو منعها من الانتشار. ومن خلال تطبيق هذه الطلاءات على الأسطح والمواد المختلفة في الطائرة وخاصة على الأسطح كثيرة اللمس مثل المقاعد وتجهيزات الحمامات، تأمل شركة بوينغ في توفير طبقة حماية إضافية للركاب.
تظل صحة وسلامة الركاب وأفراد الطاقم في جميع مجالات التطوير المختلفة هذه في قمة أولويات بوينغ. وستواصل مبادرة بوينج للسفر الأمن العمل مع الشركاء الدوليين وأصحاب المصلحة للمساهمة في قيادة الطريق نحو تعافي قطاع الطيران.
*المصدر: Covid-19 Crisis: Implications for Trade and Investment
**المصدر: The importance of Air Transport to Saudi Arabia
لمزيد من المعلومات حول مبادرة بوينغ للسفر الموثوق والتنظيف بعصا الأشعة فوق البنفسجية، يرجى زيارة: https://www.boeing.com/confident-travel/