عاش 21.1 مليون سعودي وهو ما يعادل 61.7% من إجمالي عدد السكان داخل السعودية وضعا استثنائيا طيلة 291 يوماً تعادل 9 أشهر و 16 يوما و41 أسبوعا و 4 أيام للحيلولة دون تفشي فايروس «كورونا» الذي أثار الهلع في شتى أنحاء العالم، حيث تم إيقاف جميع رحالات الطيران من وإلى المملكة في ١٥ مارس ٢٠٢٠ ضمن الإجراءات الاحترازية في مواجهة الجائحة.
ومثل ٤٧٪ من عدد السكان في السعودية الذي يتركز بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و44 سنة، تحقق لقطاعات اقتصادية وعودة أخرى ليتحقق المثل العربي «مصائب قوم عند قوم فوائد» فقطاع نقاط بيع الغاز للمنازل حققت أرباحا عالية وهائلة خلال الأزمة حيث ضاعف السعوديون شراء أسطوانات الغاز منذ اليوم الرابع من الأزمة لزيادة المخزون في المطبخ، فيما قفز بيع الفحم إلى أعلى درجاته نتيجة بقاء السعوديين في منازلهم وعمل حفلات الشواء الليلية، فمنذ إيقاف الطيران الدولي والداخلي ساعد ذلك على إيجاد بنية تحتية قوية عمل عليها برنامج جودة الحياة في المملكة منذ عام ٢٠١٧ من خلال تحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن، وذلك من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية التي تساهم في تعزيز جودة حياة الفرد والأسرة، كما أسهم في تحقيق توليد العديد من الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي مما يسهم في تعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية وهذا ما تحقق في أزمة كورونا التي كشفت متانة البنية التحتية للمدن السعودية، وكذلك تطوير وتنويع فرص الترفيه لتلبية احتياجات السكان داخل المملكة والذي شاهدناه بعد رفع عملية منع التجول وعودة الرحلات الداخلية بين المدن السعودية، فتقدمت المملكة إلى المرتبة 27 عالمياً والثانية عربياً في تقرير السعادة العالمي 2020، والصادر عن الأمم المتحدة، من بين 156 دولة تناولها التقرير، الذي يصدر سنوياً بالتزامن مع يوم السعادة العالمي 20 مارس من كل عام، وجاء تقدم المملكة بالمهمة الصعبة عالمياً حيث تقدمت على دول مثل إسبانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية، لتكون المملكة رائدة في جودة الحياة عالمياً، وهذا جزء من حراك كبير يأتي ضمن رؤية المملكة 2030 ومشاريع أخرى أطلقتها القيادة أخيراً، وفي ثالث أكبر تقدم لها بين مدن مجموعة دول العشرين، قفزت مدينة الرياض 18 مرتبة لتحقق تقدمًا نوعيًا في مؤشر IMD للمدن الذكية للعام 2020، الذي يُصدره المعهد الدولي للتنمية الإدارية، متجاوزةً مدنًا عالمية مثل طوكيو وروما وباريس وبكين؛ لتصبح خامس أذكى مدينة بين عواصم مجموعة العشرين، لقد بذلت الدولة السعودية ممثلة بكافة أجهزتها وكوادرها جهودا استثنائية لتخطي أزمة كورونا والتغلب عليها رغم بعض الثغرات التي حصلت هنا أو هناك بسبب عدم التزام البعض بالتعليمات فكانت الإجراءات التي أتخذت فاعلة ومدروسة ضمن فريق عمل أدار ملف الأزمة بنجاح كل حسب اختصاصه، وكان الكل يتسابق في هذا الظرف الاستثنائي وجهته البوصلة الوطنية التي تحفظ عافية الوطن وسلامة المواطن.
فكانت الإجراءات ودعوة المواطنين بمثابة الباروميتر الحقيقي للمواطنة الصادقة هو بمقدار ما تقدم لوطنك، وبمقدار ما تقف إلى جانب وطنك في الملمات والأزمات والشدائد.
نجح السعوديون رجالا ونساء في مواقف ونماذج مواطنة صادقة تسامت أفعالهم وأقوالهم ممن يوصلون الليل بالنهار، يضحون بأنفسهم وأموالهم، رجال صدقوا الله والوطن وقيادتنا الحكيمة وما بدّلوا تبديلا، وكانوا جند الحق وفرسان الوطن.
فبعد دقائق من انتهاء الخطاب الملكي لخادم الحرمين الشريفين والذي أعلن من خلاله جملة من الإجراءات والاحترازات وتحفيز طواقم الأطباء والتمريض في مواجهة الأزمة، نثر السعوديون والسعوديات كلمات الشكر والتقدير وقالوا: الملك سلمان حفز فينا التفاؤل والأمل بكلماته التي تشع حروفها ألقا وصدقا وحرصا وتحفّز الهمم وتبث الطمأنينة وتزرع الثقة والصبر والإيمان في نفوس الشعب الذي يكبر بقيادته. وأضافوا، كلما يمر بنا أمر صعب أو يدلهم بنا خطب، نبقى أقوياء أمام التحديات. هكذا كان السعوديون في ٢٠٢٠.