-A +A
يمثل «بيان العلا»، وبيان القمة الخليجية التي استضافتها المملكة العربية السعودية أمس، تطوراً مهماً يضاف إلى سجل إنجازات التعاون الخليجي، منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي قبل أكثر من 40 عاماً. صحيح أن المصالحة الخليجية التي أكدتها قمة العلا تطور مهم، في قضية ظلت تشغل شعوب المنطقة والعالم منذ بضع سنوات؛ بيد أن الوحدة الخليجية، وتماسك البنيان الخليجي بوجه المخاطر التي تهدد المنطقة يمثلان إنجازاً أكبر، يجب عدم إغفاله. ويكتسب ذلك أهمية أكبر في ضوء الاستفزازات الإيرانية التي تهدد بإغراق المنطقة ودول العالم في نزاعات وصدامات يائسة. ومن يعتقدون أن العبث الإيراني هو وحده سبب «بيان العلا» يخطئون؛ إذ إن إيران غدت شوكة في خاصرة العالم كله، وليس دول الخليج وحدها. وستكتشف إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، بعد أن يتم تنصيبها خلال أقل من أسبوعين، أن إيران مهدد لأمن العالم وسلامته، وليست مجرد مشكلة خليجية. وليست استفزازاتها النووية الأخيرة سوى أحد وجوه عدوانية نظام الملالي، واستهدافه أمن العالم. ومهما يكن، فإن «بيان العلا» يؤكد دون أي لبس أن دول مجلس التعاون جاهزة لجميع التحديات، ومستعدة لرص الصفوف تحسباً لكل الاحتمالات.