-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
يعيش النظام الاقتصادي العالمي أحد أهم المراحل الانتقالية، إذ يشهد تغيرات وتبدلات كبيرة على صعيد موازين القوى الاقتصادية العالمية.. المملكة كونها جزءاً لا يتجزأ من هذا النظام تؤثر فيه وتتأثر؛ أدركت خطورة هذه المتغيرات وأعادت تموضعها وفقاً لمصالحها الإستراتيجية الاقتصادية.. وعندما وافق مجلس الوزراء يوم 25 أبريل عام 2016 على «رؤية المملكة 2030» فإن هذه الرؤية وضعت خارطة طريق متكاملة للتعامل مع التحديات الاقتصادية. وأفصح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حينها عن الملامح الرئيسية لرؤية وأهداف المملكة في ما يتعلق بالتنمية والاقتصاد خلال السنوات 15 القادمة، مؤكداً على ضرورة تنويع مصادر الدخل للمملكة، وعدم الاعتماد على مصدر وحيد، وإشراك القطاع الخاص في عملية التطوير.

لقد أضحت رؤية المملكة 2030 محفزاً للتميز العالمي، ومن هذا المنطلق جاء تدشين ولي العهد، مشروع «ذا لاين» The Line المدينة الذكية السعودية في نيوم لتكون نموذجاً مبهراً لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلاً، ومخططاً يكفل إيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة خصوصاً أن هذه المدينة ستكون الرافعة لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال التنويع الاقتصادي، وستوفر 380 ألف فرصة عمل، وإضافة 180 مليار ريال إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.


وليس هناك رأيان أن مشروع المدن الذكية «ذا لاين» في نيوم، يؤكد تسارع عمليات البناء والإنجاز في مدينة المستقبل التي تُشكل أحد أبرز مشروعات رؤية 2030 ليكون محورها الإنسان. ولذلك، سيشكل المشروع جسراً عالمياً يربط المملكة بباقي دول العالم؛ خصوصاً أن مشروع ذا لاين سيصبح مركزاً عالمياً لتوليد الطاقة النظيفة والتصنيع والتقنية والبحث والابتكار وسيعكس رؤية ولي العهد للمستقبل والحاجة لبناء مدن ذكية من الصفر عبر ابتكار مفاهيم جديدة للتطوير الحضري.. لقد نجح محمد بن سلمان في اكتشاف قدرات ومقوّمات المملكة، واستثمارها على النحو الأمثل، لإحداث أكبر تغيير اقتصادي وثقافي واجتماعي في تاريخ المملكة الحديث، والعبور نحو مرحلة جديدة تواكب روحَ العصر، والسباق المحموم بين الدول في مجالات التنمية، كما عمل على تهيئة المناخ لبيئة جاذبة للاستثمار، فضلاً عن مكافحة الإرهاب والأفكار الظلامية، عبر إستراتيجية شاملة، ونشر قيم التسامح والاعتدال.. وجاءت تأكيدات الأمير محمد بن سلمان على ضرورة الوثوب نحو المستقبل وعدم الاكتفاء بنمط التقدم التدريجي والتقليدي، انعكاساً على نهجه الإداري الثابت الذي يدفع به لضرورة مسابقة الوقت لتحقيق كل ما من شأنه أن يضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة وفي صدارة الدول الجاذبة. وقدّم ولي العهد في جل أطروحاته فكراً جديداً، وأسلوباً إدارياً مختلفاً يعكس طموحاته وتطلعاته إلى تعزيز مكانة المملكة إقليمياً ودولياً، وتحقيق المزيد من الازدهار والرخاء لمصلحة ورفاهية المواطن، وإحداث نقلة حضارية وطفرة غير مسبوقة في تاريخ المملكة، عبر ما يَمتلكه سموّه من بصيرة نافذة، وشخصية كاريزمية وعزيمة قوية لا تلين مفعمة بحيوية الشباب.

ويَتحلّى الأمير الشاب محمد بن سلمان بالجرأة والشجاعة والإقدام، والإصرار على اقتحام الصعاب لتحقيق المنجز، وما مشروع «ذا لاين» إلا أحد مشاريع الجيل القادم من المُدن الذكية الذي دشنه ولي العهد؛ إذ يعتمد المشروع على الذكاء الاصطناعي والاتصالات فائقة السرعة والروبوتات والتقنيات المتقدمة غير المرئية في البناء والتصميم والتفاعل مع سكانها، ما يجعله نقطة تحوّل مهمة في سبيل إنجاز مدينة المستقبل. وستُقدم المملكة من خلال هذا المشروع للعالم نموذجاً عالمياً وفعّالاً لمدن القرن الـ21، عبر مدن ذكية تتضمن جميع عناصر المعيشة والبنية التحتية. من نيوم محمد بن سلمان يصنع التاريخ.. تنويع مصادر الدخل هدف إستراتيجي.. محمد بن سلمان.. كاريزمية الإنجاز... «The line».. رافعة «2030».