على رغم الإخفاقات، ومشكلات سلاسل الإمداد، وتعاظم نشاط الجماعات المناهضة للقاحات؛ استمر تنامي الأمل في أن تكون الأمصال الجديدة سلاحاً قوياً بيد الدول لدحر جائحة فايروس كورونا الجديد. وانضمت باكستان أمس إلى قائمة الدول التي قررت فسح لقاح أسترازينيكا البريطاني، الذي ابتكره علماء جامعة أكسفورد. وقالت الحكومة في إسلام أباد إنها ستوفره لشعبها خلال الربع الأول من السنة الحالية. وفي بريطانيا، أوردت صحيفة «صانداى تلغراف» أمس أن الحكومة البريطانية ستكون قادرة على تطعيم سكانها قاطبة في غضون أربعة أشهر، بعد افتتاح مصنع جديد للقاحات خلال هذا العام. ويجري تشييده قرب لندن. وفي سياق ذي صلة؛ نسبت «صانداى تلغراف» أمس إلى مصدر مطلع في رئاسة الحكومة في لندن القول إن الحكومة متفائلة جداً بأنها ستنجح في تطعيم جميع البريطانيين ممن في سن الـ18 عاماً بحلول نهاية يونيو القادم. وأضاف المصدر أن الحكومة باتت واثقة من أنها ستتمكن خلال أشهر معدودة من تطعيم 4-5 ملايين نسمة أسبوعياً. وزاد أنه مع قرب توافر لقاحي شركتي موديرنا وجونسون آند جونسون، ستستطيع المملكة المتحدة تطعيم جميع سكانها البالغين الذين يقدر عددهم بـ54 مليون نسمة.
ومن ناحية أخرى؛ ذكرت بلومبيرغ أمس أن النرويج أبدت قلقاً متزايداً حيال مأمونية لقاح فايزر-بيونتك بالنسبة للمسنين المصابين بأمراض مزمنة. وأعلنت أن 29 من أولئك المسنين توفوا بعد خضوعهم للتطعيم بلقاح فايزر-بيونتك. ونقلت بلومبيرغ عن وكالة الأدوية النرويجية قولها، في رسالة بالبريد الإلكتروني السبت، إن النرويج ليس فيها سوى لقاح فايزر-بيونتك، ولذلك فإن الوفيات الـ29 المشار إليها ترتبط مباشرة بهذا اللقاح. وأضافت الوكالة أنها درست أسباب 13 وفاة، وتعكف على درس أسباب وفاة 16 وفاة أخرى، جميعها لمسنين تزيد أعمارهم على 75 عاماً، مصابين بأمراض مزمنة. لكن الحكومة النرويجية قالت إنها لم ترصد حالات إصابة بالحساسية وسط من تم تطعيمهم، في حين أن الولايات المتحدة سجلت 21 حالة حساسية من بين 1.9 مليون شخص تم تطعيمهم خلال الفترة 14-23 ديسمبر الماضي. وأشارت بلومبيرغ إلى أن أول تقرير أوروبي عن مأمونية لقاح فايزر-بيونتك سينشر بحلول نهاية يناير. وأوضحت بلومبيرغ أمس أن تلك الوفيات دفعت النرويج للتحذير من أن لقاحات كوفيد-19 تنطوي على مخاطر جمة بالنسبة إلى كبار السن. ووصفت ذلك بأنه التحذير الأشد لهجة الذي صدر عن هيئة صحية أوروبية حتى الآن. وأشارت إلى أن أكبر سن للمتطوعين في التجارب السريرية على لقاح فايزر-بيوتك هي سن الـ50 عاماً، في حين أن معظم الحكومات الغربية تريد تعميم هذا اللقاح على نزلاء دور المسنين الذين لا تقل أعمارهم عن 80-90 عاماً. وذكرت بلومبيرغ أن شركتي فايزر وبيونتك تعملان مع الحكومة النرويجية للتحقيق في الوفيات المشار اليها.
وقال وزير الصحة الأسترالي غريغ هنت أمس (الأحد) إن الحصول على تلك المعلومات ضروري، لأن أستراليا تعاقدت مع فايزر على شراء 10 ملايين جرعة من لقاحها.