الشوارع خالية من المارة.
الشوارع خالية من المارة.




جونسون على رغم الضغوط وجد فرصة للخروج مع ابنه ويلفريد.
جونسون على رغم الضغوط وجد فرصة للخروج مع ابنه ويلفريد.




مشهدٌ غدا مألوفاً أمام المستشفيات في العاصمة البريطانية لندن.
مشهدٌ غدا مألوفاً أمام المستشفيات في العاصمة البريطانية لندن.




سير سايمون
سير سايمون
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

سألت ابن اختي (11 عاماً) عن رأيه في الأزمة التي تخنق بريطانيا، وهي تكتوي بإغلاقها الثالث، وعشرات آلاف الإصابات، وأكثر من ألف وفاة يومياً منذ بضعة أيام. فرد: أوه.. هذه الحكومة (المحافظون) لم تتعامل مع الأزمة بشكل جيد! هكذا يفكر الأطفال، فما بالك بالبالغين في بريطانيا؟ فعلى رغم ما يثار إعلامياً عن «المفعول السحري» المتوقع لحملة التطعيم الضخمة الراهنة؛ وما تردد عن أمل كبير في تخفيف القيود الحالية خلال فبراير القادم؛ فإن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب قال أمس إنه يأمل بأن تصبح الحكومة في وضع يمكّنها من تخفيف القيود بحلول مارس. ورفض الوزير إعطاء أي ضمانات بأن أي بريطاني يمكن أن يحصل على الإبرة الثانية من اللقاح خلال 12 أسبوعاً كما أعلنت الحكومة. وقلل راب من شأن الآمال في تطعيم جميع البالغين البريطانيين بحلول يونيو. وهي أيضاً تعهدات وردت في تصريحات مسؤولي الحكومة. وقال راب إن الهدف يتمثل في تطعيم جميع البريطانيين بحلول سبتمبر القادم. وقيدت بريطانيا الأحد 704 وفيات، وسجلت 38.598 إصابة جديدة. وكشف الرئيس التنفيذي للخدمة الصحية في إنجلترا سير سايمون ستيفنز أمس في مقابلة تلفزيونية أن شخصاً يتم تنويمه في المستشفى كل 30 ثانية. وكشف أيضاً أن ربع عدد المنومين هم أشخاص دون سن الـ55. وقال: الحقائق جلية ولن أستطيع تجميلها. المستشفيات تواجه ضغوطاً شديدة، وكذلك الكوادر الصحية. وأضاف أنه منذ عيد الميلاد تم تنويم 15 ألف شخص إضافي في أرجاء إنجلترا، وهو ما يعادل ملء 30 مستشفى بمرضى كوفيد-19. لكنه بشّر البريطانيين بأن الخدمة الصحية تزمع خلال أيام تشغيل مراكز التطعيم على مدار ساعات اليوم. وأضاف أنها تقوم حالياً بتطعيم 140 شخصاً في الدقيقة الواحدة. وأشارت إحصاءات الخدمة الصحية أمس إلى أن الأسبوع المنتهي في 16 يناير الجاري شهد شغل 32.923 سريراً في مشافي إنجلترا.

بيد أن صحيفتي «ديلي تلغراف» و«ديلي ميل» نشرتا تقريراً مثيراً للقلق أمس يشير إلى أن نحو ثلث عدد المتعافين من كوفيد-19 يعودون للمستشفيات بعد خمسة أشهر من تعافيهم، وأن واحداً من كل 8 منهم يُتوفّى. وهي معلومات وردت في دراسة أعدتها جامعة ليستر، بالتعاون مع مكتب الإحصاءات الوطني. وتقول الدراسة إن الإصابة بكوفيد-19 لها مضاعفات على المدى الطويل، لا تنتهي بتعافي المصاب؛ إذ يصاب كثير منهم بمرض القلب، والسكري، والفشل الكبدي، والكلوي. وأضافت الدراسة أن 29.4% من 47780 متعافياً غادروا المستشفيات بعد معالجتهم تمت إعادة تنويمهم خلال 140 يوماً من تعافيهم، وتوفي منهم نحو 12.3%. وخلصت الدراسة الى مطالبة الجهات المنختصة بإنشاء برنامج وطني لمتابعة المتعافين بعد مغادرتهم المشافي. وقال المشرف على الدراسة أستاذ الرعاية الصحية لمرضى السكري والشرايين البروفسور كامليش خونتي إن هذه الدراسة تعني ضرورة أن تكون بريطانيا مستعدة لما سماه «كوفيد الطويل»، وقال: نحن لا نعرف لماذا يصاب متعافون من كوفيد-19 بمشكلات في القلب، والكبد، والكلى. هل لأن كوفيد-19 قام بتدمير خلايا بيتا، التي تقوم بصنع الإنسولين، فيصابون بالنوع الأول من السكري؟ أم أن كوفيد-19 يتسبب في مقاومة الإنسولين، ما يؤدي للإصابة بالنوع الثاني من السكري؟.

ووصف خبراء وأطباء الدراسة بأنها مهمة جداً، لأنه تكشف أن لكوفيد-19 وجهاً آخر، وهو التسبب في تلك الأمراض الخطيرة والوفيات اللاحقة، بعد كل الخراب الذي قام به للمصابين. وكانت دراسة أخرى للخدمة الصحية في شمالي بريستول ذكرت السنة الماضية أن ثلاثة أرباع المصابين بكوفيد الذين تعافوا ظلوا يعانون من مشكلات صحية حتى بعد ثلاثة أشهر من مغادرتهم المستشفيات. وتشمل الأعراض «الطويلة المدى» ضيق التنفس، والتعل الشيدي، وآلام العضلات.

.. المستشفيات تنشر عدوى كورونا:

من المشكلات التي تقض مضاجع البريطانيين في أتون أزمتهم الصحية الراهنة الإعلان أمس، أن أكثر من 25 ألف مريض التقطوا عدوى فايروس كوفيد-19 أثناء وجودهم في المستشفيات وذلك منذ اندلاع الهجمة الفايروسية الحالية في سبتمبر الماضي. وذكرت أرقام الخدمة الصحية الإنجليزية أمس، أن واحداً من كل 6 مصابين أصيب بالعدوى أثناء علاجه بالمستشفى. وأشارت إلى أن عدد المصابين بالعدوى جراء وجودهم في المستشفيات بلغ 5684 من نحو 44.315 منوماً، أي بمعدل شخص من كل 8 مرضى. وقال استشاري في طب العناية الفائقة إنه لاحظ أن 40% من مرضى وحدة العناية الفائقة التي يديرها أصيبوا بالعدوى خلال تنويمهم بالمستشفى. وذكرت ممرضة متخصصة في المعالجة المنزلية أن معظم المرضى الذين تزورهم بمنازلهم التقطوا عدوى كوفيد-19 من المستشفيات، التي توجهوا إليها للعلاج من حالات صحية أخرى.