حين يكون نظام الملالي في حاجة ماسة إلى تحقيق هدف يعرف أن تصريحات قادته تمنع تحقيقه؛ فهو ليس لديه سوى وسيلته الوحيدة المجرّبة: اللجوء إلى الكذب! وكان المرشد علي خامنئي أعلن في 8 يناير الجاري أنه قرر منع استيراد أي لقاح أمريكي وبريطاني، في سياق حربه العبثية الخاسرة ضد الغرب. لكن قادة العمل الصحي والوبائي في إيران يدركون أنهم بحاجة شديدة إلى اللقاحات، خصوصاً أن إيران تحتل المرتبة الـ16 عالمياً من حيث عدد الإصابات، بـ1.58 مليون إصابة، أدت إلى 57.481 وفاة، هي العدد الأكبر للوفيات في الشرق الأوسط. وأعلنت وكالة الأنباء الحكومية الإيرانية أمس أن وزارة الصحة قررت استيراد لقاح أسترازينيكا/ أكسفورد من «شركة أسترازينيكا السويدية»! ومعلوم أن أسترازينيكا هي شركة أدوية بريطانية، وأن اللقاح الذي يحمل اسمها هو لقاح ابتكره علماء جامعة أكسفورد. لكن وزارة الصحة الإيرانية أوضحت أنها أبرمت عقداً مع «أسترازينيكا السويدية» لتوريد كميات من هذا اللقاح، يتوقع بدء وصولها إلى إيران خلال الشهر الجاري. وبدا واضحاً أن وزارة الصحة الإيرانية اجتهدت في تجميل هذه الكذبة، لتنأى بنفسها عن الحظر الذي فرضه خامنئي في 8 الجاري. ويذكر أن أسترازينيكا أسست في 1999، إثر اندماج شركتي أسترا السويدية، وزينيكا البريطانية، ويوجد مقرها الرئيسي في لندن. وقالت وزارة الصحة الإيرانية إنها أبرمت اتفاقاً مماثلاً مع معهد الأمصال الهندي لتزويد إيران بلقاح فايروس كورونا الجديد. ومرة أخرى، فإن اللقاح الذي ينتجه معهد الأمصال الهندي هو لقاح أسترازينيكا نفسه.