مصائب قوم عند قوم فوائد. صحيح حتى الوباء العالمي بما يأتي به من بؤس يمكن أن يكون سبباً لإسعاد آخرين! فقد كان أقطاب تجارة الألماس يواجهون وضعاً اقتصادياً صعباً خلال السنة التي سبقت اندلاع وباء كورونا. وخلال سنة الوباء 2020 تعطلت تجارة الألماس كبقية الأعمال التجارية التي تضررت من الإغلاق وتبعات انتشار الوباء. بيد أن الإغلاق الذي أرغم الأغنياء على الجلوس في منازلهم جعلهم يقبلون على شراء الحلي الماسية عبر الإنترنت بمستويات غير مسبوقة. وأدى ذلك إلى انغماس شركات الألماس الكبرى في اصطياد العمال الماهرين في تقطيع الألماس وتلميعه في الهند. وقررت زيادة أجورهم بنسبة 50%. ومنحهم إغراءات عدة تشمل الأكل والسكن المجانييْن. وتتطلع شركة دي بيرز الجنوب أفريقية إلى تحقيق أكبر مبيعات من الألماس الخام منذ 3 سنوات. وتتوقع منافستها شركة ألروزا أن يتواصل انتعاشها وقتاً أطول خلال الفترة القادمة. ويأتي الإقبال على الحلي الماسية بسبب الإغلاق، الذي منع عشاق السفر من هوايتهم في الولايات المتحدة والصين. ويعد السفر والسياحة أكبر منافسيْن لتجارة الألماس. وإزاء عدم التمكن من السياحة والسفر قرر المقتدرون إنفاق أموالهم في الشراء من خلال الإنترنت. ويعتقد أن مشتريات المنتجات الماسيّة قفزت بنسبة 20% خلال الأشهر الأخيرة. وبلغ الطلب على الألماس خلال السنوات الخمس الماضية 80 مليار دولار. غير أن اتساع نطاق توزيع اللقاحات الجديدة لصد جائحة كورونا يهدد بإعادة تجار الألماس إلى انحسار مداخيلهم إلى مستويات ما قبل الجائحة.