ما أشبه اليوم بالأمس.. عام صعب عاشه العالم، والمملكة جزء منه، جراء الوباء العاصف الممثل بجائحة كورونا المستجد «كوفيد-19»، الذي لم تخمد جذوته حتى اليوم، بل مازال ينتشر كالنار في الهشيم حاصدا الأرواح ومتسببا بمآسٍ لن تنساها البشرية.
فمنذ مارس 2020.. عاشت المملكة مراحل عدة من الجائحة.. بدءا من تفشي العدوى، ولاحتواء الوباء فرضت قيادة المملكة عدة خطوات قوية، وذلك انطلاقاً مما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من حرص بالغ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، للحد من انتشار الفايروس، إذ تمثلت تلك الخطوات في فرض منع التجول الجزئي وتعليق الرحلات الدولية والداخلية، ومنع التجول الكامل أيام عيد الفطر المبارك، ثم الرفع الجزئي للإجراءات في أواخر مايو ومطلع يونيو، ثم العودة لأوضاع الحياة الطبيعية في 21 يونيو 2020، لتسجل المملكة مكاسب عديدة ونجاحات متتالية في كبح جماح «كوفيد-19» حتى نهاية عام 2020.
ومع مطلع 2021.. استهل السعوديون عامهم الجديد بتفاؤل كبير، رسمت ملامحه الأيام الـ3 الأولى من شهر يناير، التي شهدت تسجيل أدنى حصيلة يومية لإصابات كورونا منذ 9 أشهر، بإعلان وزارة الصحة أنها رصدت 82 إصابة جديدة آنذاك، وذلك وإن كان مؤشرا إيجابيا كبيرا نحو انحسار الجائحة، إلا أنه كان كسحابة صيف لم تصمد أمام بعض المتهاونين، وهو ما دعا وزارة الصحة إلى دق ناقوس الخطر بعد أن باغت «كوفيد-19» بموجته الثانية المتساهلين ورفع أعداد الإصابات المؤكدة بنسبة 200% خلال يناير، والحالات الحرجة المنومة في العنايات المركزة بنسبة 20% خلال الأسبوعين الأخيرين منه.
وزارة الصحة التي لم تتوان عن التصدي للمخاطر، لم تستبعد على لسان وزيرها توفيق الربيعة، أن يتم اللجوء إلى إجراءات أشد في حال استمرار تصاعد أعداد الإصابات جراء الموجة الثانية، مطلقة نداءاتها لجميع أفراد المجتمع للتعامل بجدية للحفاظ على المكتسبات الماضية، موضحة أن طوق النجاة للخروج من هذه الأزمة هو الالتزام بالاحترازات الوقائية والتدابير الصحية.
كما دعا المتحدث باسم وزارة الصحة إلى عدم مجاملة أي شخص على حساب صحته، مطلقا «اللاءات الخمس» بقوله: «لا تصافح، لا تعانق، لا تنزع الكمامة، لا تهمل غسل اليدين، لا تحضر التجمعات»، مؤكدا أن «حفظ النفس واجب ديني وإنساني».