قرر استشاري أمراض الجهاز الهضمي الدكتور مكستون بيتشر (58 عاماً) أن أفضل طريقة ليبدد بها كآبة المرضى المنومين في عنبره، الذي يحمل اسم فريدريك سالمون، بمستشفى نورثويك بارك في لندن، حيث تمنع بروتوكولات الوقاية من وباء كوفيد-19 أي زيارة للمنومين، أن يحضر إلى عمله مصطحباً كمانه، ليعزف لمرضاه كل يوم. وحين يملأ صوت الكمان ممرات العنبر، يتوقف زملاؤه الأطباء والممرضون دقائق ليستمعوا، ويرسم كل منهم ابتسامة على فمه، قبل أن يواصلوا لهاثهم اليومي المعتاد لمعالجة الحالات الطارئة، ومتابعة المنومين في غرف العنبر وقاعاته. ولولا وباء كوفيد-19، لما كان أطباء المستشفى عرفوا أن زميلهم الدكتور بيتشر موهوب موسيقياً. وواجه مستشفى نورثويك بارك أشد قدر من الصغوط في أتون الأزمة الوبائية، إذ كان المستشفى الأكثر وفيات بكوفيد-19 في العاصمة البريطانية. ويرى الدكتور بيتشر أن الموسيقى مفيدة للناس حيث يكونون، خصوصاً في الظروف التي تتدنى فيها معنوياتهم جراء المرض. وزاد- بحسب صحيفة «ديلي تلغراف»- أن الموسيقى تواصلٌ بين الناس، وتوضح لهم أن هناك من يعتني بهم. وقال: لقد رأيت مرضى تنهمر دموعهم أثناء قيامي بعزف الكمان. ويقول الدكتور بيتشر إنه عازف في أوركسترا تقدم حفلات موسيقية منتظمة. لكنه لم يسبق له العزف داخل مستشفى قبل هذه الجائحة. وأضاف أنه غدا متيماً خلال الآونة الأخيرة بموسيقى أغنية «ابتسم» التي ألفها الممثل شارلي شابلن.. «ابتسم على رغم أن قلبك مفعم بالألم.. ابتسم رغم أنه يتفطّر.. عندما تكون هناك سحب في السماء.. فسيمضي حزنك معها»!