تكشّفت للعالم أخيراً أبعاد الدور التخريبي القذر الذي تقوم به إيران في كل الاتجاهات، كأنه لا توجد قوة في الأرض قادرة على وقفها. وهو تخريب تعتمد فيه على وكلائها وأذيالها، ولا تخوضه بنفسها، لأنها تعرف أنها حين تتعدى حدودها فستفتح أبواب الجحيم على نظامها المتهالك. ففي اليمن دعم وسند ومدد لا ينقطع للحوثيين ليقوموا باستهداف المدنيين، والمنشآت المدنية في السعودية. وفي لبنان ينفذ ذيلها وتابعها حسن نصر الله العمليات القذرة لتكدير السلم الأهلي، وسلب إرادة الدولة اللبنانية. وفي سورية تستخدم إيران مليشياتها لنشر الخراب، وإطلاق شرارة الحرب. وفي العراق تتدخل إيران عبر مليشياتها التي يتقزم نفوذها مع استمرار الحملات الأمنية التي تشنها القوات الحكومية العراقية. وبعد ذلك كله تحاول إيران مناطحة الولايات المتحدة لانتزاع مكاسب في مقابل عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي مع طهران. وهي تدرك جيداً أن واشنطن والحلفاء الغربيين لديهم شروط صارمة للعودة للاتفاق. في مقدمتها ضم السعودية إلى أي محادثات بهذا الشأن، وأن تشمل المساعي الجديدة وقف برنامج الصواريخ. وها هي تجد نفسها في نزاع مع جميع القوى الكبرى في العالم والمنطقة. وهو اصطفاف دولي وإقليمي يستحيل أن تتمكن إيران من القفز فوقه، أو اختراقه.