تصر إيران على ممارسة لعبة «القط والفأر» في صراعها مع القوى الدولية والإقليمية في شأن برنامجها النووي. وكالعهد بالملالي فإنهم يتحدثون بأكثر من لسان. ويدمنون رقصة اقتسام الأدوار بين متشددين وحمائم. ويعلنون شيئاً ليمارسوا نقيضه. وآخر نموذج للعبث الإيراني هما الموقفان المتناقضان اللذان أعلنتهما طهران حيال مهمة فرق مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. بيد أن ذلك كله لن يغيّر الحقائق الجديدة على الأرض. وتتمثل في أن إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني بات يتوقف على شروط جديدة مهمة، يتصدرها أن تشمل أي مفاوضات جديدة البرنامج الصاروخي الإيراني، وسياسة الزعزعة التي تتبعها طهران في المنطقة والعالم. كما أن المنطق السليم يؤكد أنه لن يكون هناك اتفاق ناجح وقابل للديمومة إذا لم يكن مجلس التعاون الخليجي جزءاً أصيلاً من أي مفاوضات محتملة. فقد سبق أن حذرت السعودية مراراً من أن أي تقدم في البرنامج النووي الإيراني لأغراض غير سلمية سيقود إلى تسابق في المنطقة على اقتناء قدرات نووية. كما أن إيران باعتراف مرشدها وأعوانه تعترف صراحة بأنها تزعزع استقرار المنطقة. وهو أمر يهدد الأمن العالمي، خصوصاً إمدادات النفط. إن تهديدات الملالي لم تعد تخيف أحداً. إذ إن العالم كله يعرف أن التحالفات الدولية كفيلة بإخضاع إيران، ووأد طموحاتها إلى الأبد.