هل هي نهاية الجائحة؟ سؤال يختصم في شأنه العلماء حول العالم. لكن الأرقام توحي بأن إجابته المنطقية هي: لا. فقد تواصل ارتفاع الإصابات بفايروس كورونا الجديد، الذي يسبب مرض كوفيد-19. وارتفع العدد التراكمي للحالات عالمياً أمس إلى 114.45 مليون إصابة، قضى بسببها 2.54 مليون شخص. وسجل العالم أمس الأول (السبت) 414.182 إصابة، منها 73.006 إصابات جديدة في الولايات المتحدة. وبالفعل شهدت ولايات عدة، من تكساس إلى كونيكتيكت ارتفاعاً منتظماً في عدد الحالات الجديدة، بعد هبوط كبير خلال الأيام السابقة. وتشير البيانات المستقاة من رصد جامعة جونز هوبكنز الأمريكية إلى أن الارتفاع في الإصابات الجديدة يشمل حالياً 14 ولاية أمريكية. وأعربت رئيسة المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها روتشسل والنسكي، وكبير مستشاري الإدارة الأمريكية في شؤون مكافحة الأوبئة الدكتور أنطوني فوتشي عن قلقهما حيال تسارع تفشي سلالات جديدة من الفايروس في أمريكا، وتزايد عدد الإصابات الجديدة. وقالت صحيفة ألمانية أمس إن حكومة المستشارة أنغيلا ميركل تعتزم تمديد حظر سفر الألمان من المقاطعات الأشد تضرراً من التفشي الوبائي حتى 17 مارس الجاري. وسيدرس وزراء الحكومة الألمانية اليوم (الإثنين) احتمال تمديد إغلاق الحدود الألمانية مع كل من النمسا وتشيكيا. وقالت ألمانيا إنها سجلت (السبت) 9437 إصابة جديدة، و596 وفاة إضافية. وقالت بولندا أمس إنها سجلت 12.100 حالة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية. وأضافت وزارة الصحة البولندية، في بيان، أن عدد المنومين في المشافي بكوفيد-19 ارتفع الأحد الماضي لليوم التاسع على التوالي. كما أعلنت روسيا أنها سجلت 11.543 إصابة جديدة (السبت)، وهي أول زيادة من نوعها منذ 9 أيام. وفي البرازيل الرابعة عالمياً، من حيث عدد الإصابات، الثانية عالمياً لجهة عدد الوفيات، أعلنت الحكومة إغلاقاً كاملاً للعاصمة برازيليا، مع حظر بيع المشروبات الكحولية اعتباراً من الثامنة مساء كل يوم، بعدما بدأت مشافي العاصمة البرازيلية تئن تحت وطأة حالات التنويم المتزايدة. وأعلنت السلطات الفيديرالية أن إغلاق العاصمة سيستمر 15 يوماً، بعدما بلغت نسبة مشغولية أسرّة وحدات العناية المكثفة 98%. واعتبر الخبراء أن الوضع في برازيليا يؤكد أن الأزمة الصحية تشهد مزيداً من التدهور، خصوصاً في ظل تباطؤ حملات التطعيم، جراء نقص اللقاحات. وقالت سلطات العاصمة إن المدارس التي كان أعيد فتحها في سبتمبر الماضي ستغلق اعتباراً من اليوم. وأبدى الرئيس البرازيلي جاير بولسنارو امتعاضه من قرار الإغلاق، محذراً من أن الاقتصاد سيعاني من تبعات ذلك القرار. وكان عدد الإصابات في البرازيل تجاوز 10 ملايين نسمة. كما تجاوز عدد الوفيات بالوباء 250 ألفاً. وفي نيوزيلندا، أعلنت رئيسة الوزراء جاسيندا آردن فرض الإغلاق على مدينة أوكلاند، عقب الكشف عن إصابة طالب بمدرسة ثانوية بفايروس كوفيد-19.
استئصال الفايروس المستجد.. بين مؤيد ومعارض
رأت صحيفة «ميل أون صانداى» البريطانية أمس أنه على رغم أن العلماء عادة يعيشون في عالم خال من المواجهات؛ إلا أن الأسابيع الماضية شهدت اندلاع حرب شاملة بينهم، خصوصاً في تخصص الطب الوبائي، حولما إذا كنا نشهد الآن بداية نهاية جائحة كورونا، أم أن الطريق لا تزال طويلة لتحقق ذلك.
وأضافت أن هذه الحرب شهدت تراشقاً بالإهانات، وسط اتهامات لبعض العلماء بتخويف الناس، وباستهداف العلماء المخالفين في الرأي.
ورأت أن السبب الذي أشعل شرارة الخلاف هو انقسام العلماء بين مؤيد ورافض لخريطة الطريق التي أعلنها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للخروج من أَسْر الإغلاق المفروض على بريطانيا. وعلى وجه الخصوص بين العلماء الذين قبلوا رأي الحكومة البريطانية أنه لا بد من التعايش في نهاية المطاف مع الفايروس، وقبول أنه سيؤدي لا محالة إلى حالات تنويم ووفيات كل عام، إذا كان لا بد من دفع ثمن لاسترداد الحرية السليبة.
أما في الجهة المقابلة؛ فإن عدداً متزايداً من العلماء يرون أنه ينبغي على الحكومة البريطانية، أن تتبنى ما يسمى سياسة «تصفير حالات كوفيد» Zero Covid. ويعني ذلك العمل على تطبيق استراتيجية تهدف لاستئصال كوفيد-19 نهائياً.
وهو -بحسب وجهة نظر هذا الفريق- ما قامت به الصين، وتايوان، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، ونيوزيلندا. وإذا كان المطلوب إقامة دليل على ذلك فلينظر الناظرون إلى عودة الحياة إلى طبيعتها في تلك البلدان. فقد ظل مواطنو هذه البلدان ينعمون بكامل حرياتهم منذ أشهر. ولتحقيق هذا السيناريو لا بد من الوصول بحالات كوفيد-19 إلى الصفر، ليتسنى رفع الإغلاق نهائياً؛ خصوصاً ضمان تطعيم جميع السكان. ويحذر هؤلاء العلماء من أن الحديث عن إمكان السماح للفايروس بالتفشي بنسب متدنية ليس سوى وهم. ويقولون إن أي محاولة لتحقيق ذلك ستقود إلى موجة ثالثة مروّعة من الهجمة الفايروسية. وخلصت الصحيفة إلى القول إنه لا توجد منطقة وسطى يمكن أن يتلاقى عندها هذان الفريقان.
استئصال الفايروس المستجد.. بين مؤيد ومعارض
رأت صحيفة «ميل أون صانداى» البريطانية أمس أنه على رغم أن العلماء عادة يعيشون في عالم خال من المواجهات؛ إلا أن الأسابيع الماضية شهدت اندلاع حرب شاملة بينهم، خصوصاً في تخصص الطب الوبائي، حولما إذا كنا نشهد الآن بداية نهاية جائحة كورونا، أم أن الطريق لا تزال طويلة لتحقق ذلك.
وأضافت أن هذه الحرب شهدت تراشقاً بالإهانات، وسط اتهامات لبعض العلماء بتخويف الناس، وباستهداف العلماء المخالفين في الرأي.
ورأت أن السبب الذي أشعل شرارة الخلاف هو انقسام العلماء بين مؤيد ورافض لخريطة الطريق التي أعلنها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للخروج من أَسْر الإغلاق المفروض على بريطانيا. وعلى وجه الخصوص بين العلماء الذين قبلوا رأي الحكومة البريطانية أنه لا بد من التعايش في نهاية المطاف مع الفايروس، وقبول أنه سيؤدي لا محالة إلى حالات تنويم ووفيات كل عام، إذا كان لا بد من دفع ثمن لاسترداد الحرية السليبة.
أما في الجهة المقابلة؛ فإن عدداً متزايداً من العلماء يرون أنه ينبغي على الحكومة البريطانية، أن تتبنى ما يسمى سياسة «تصفير حالات كوفيد» Zero Covid. ويعني ذلك العمل على تطبيق استراتيجية تهدف لاستئصال كوفيد-19 نهائياً.
وهو -بحسب وجهة نظر هذا الفريق- ما قامت به الصين، وتايوان، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، ونيوزيلندا. وإذا كان المطلوب إقامة دليل على ذلك فلينظر الناظرون إلى عودة الحياة إلى طبيعتها في تلك البلدان. فقد ظل مواطنو هذه البلدان ينعمون بكامل حرياتهم منذ أشهر. ولتحقيق هذا السيناريو لا بد من الوصول بحالات كوفيد-19 إلى الصفر، ليتسنى رفع الإغلاق نهائياً؛ خصوصاً ضمان تطعيم جميع السكان. ويحذر هؤلاء العلماء من أن الحديث عن إمكان السماح للفايروس بالتفشي بنسب متدنية ليس سوى وهم. ويقولون إن أي محاولة لتحقيق ذلك ستقود إلى موجة ثالثة مروّعة من الهجمة الفايروسية. وخلصت الصحيفة إلى القول إنه لا توجد منطقة وسطى يمكن أن يتلاقى عندها هذان الفريقان.