يعكس حجم المشاريع الإغاثية التي نفذتها المملكة في اليمن بقيمة 3 مليارات و500 مليون مليار دولار، عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مدى التزام المملكة بدعم وإغاثة الشعب اليمني الشقيق حيث بلغ عدد المشاريع والبرامج المختلفة حتى شهر فبراير الماضي 575 مشروعا.
وتؤكد المملكة حرصها على أمن واستقرار اليمن والمنطقة، ودعمها جميع الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي مستدام في اليمن وفق المرجعيات الثلاث والممثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216، وبما يضمن المحافظة على وحدة وسلامة اليمن وشعبه الشقيق.
واستمرارا لذلك، تشدد المملكة العربية السعودية على التزامها بأداء دورها الإنساني في التخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق، وتقديم المساعدات الإغاثية والعلاجية العاجلة للمتضررين والمصابين، من خلال خطط الاستجابة للأعوام 2018-2019-2020-2021، لذا فقد شملت المساعدات المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للأشقاء في اليمن تقديم مساعدات للحكومة اليمنية بمبلغ ١٩٩ مليون دولار، كما لم يقتصر دعم المملكة للشعب اليمني على المقيمين داخل اليمن فقط، بل امتد لدعم الأشقاء اليمنيين داخل المملكة، حيث بلغ حجم المساعدات المقدمة لهم 8 مليارات و133 مليون دولار.
وطوال السنوات الماضية، حافظت المملكة على الاقتصادي اليمني من خلال الدعم الذي قدمته للبنك المركزي اليمني، والبالغة ملياري دولار، لدعم سعر صرف الريال اليمني، وتعزيز القدرات الاقتصادية لليمن، وإضافة إلى ذلك، فإن المملكة تقدم المساعدة الإغاثية والإنسانية لجميع أبناء الشعب اليمني الشقيق دون تمييز في كافة المجالات الصحية والبيئية والتنموية، ومن أمثلة ذلك دعم مستشفى السلام السعودي بصعدة، والمستشفى السعودي في حجة، فيما تساعد برامج الدعم المجتمعي المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الأسر اليمنية المستفيدة على الاعتماد على الذات، وتوفير الحياة الكريمة، وبالتالي تقليل الاعتماد على المساعدات الإنسانية والاستفادة من الموارد المحلية واستثمارها وتنميتها في مجالات مختلفة منها: كفالة وتأهيل الأيتام، التمكين الاقتصادي للصيادين، دعم الأسر المنتجة، تقديم المساعدة للمزارعين.
ولم يقتصر الدعم السعودي على اليمنيين في الداخل اليمني، بل أقرت المملكة معاملة الأشقاء الموجودين فيها كزائرين، ويسّرت تصحيح أوضاع ما يزيد على نصف مليون يمني، وسمحت لهم بالعمل، للمساهمة في دعم الاقتصاد اليمني عبر الحوالات البنكية.
ومع تزايد صعوبة الأوضاع خلال الفترة الحالية، يواجه اليمن أزمة إنسانية كبيرة، بسبب المعاناة الصحية والاقتصادية من جراء جائحة فايروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وتزداد المعاناة مع ما تقوم به المليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران من تصعيد كبير في اليمن وبالأخص محافظة مأرب التي كانت ملاذا آمنا للنازحين في اليمن، ولم تكتفِ بذلك بل صعدت عملها الإرهابي لتهدد دول الجوار.
ورغم هذه الصعاب والعقبات، أعلنت المملكة العربية السعودية تبرعها بمبلغ 430 مليون دولار أمريكي لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة لدعم اليمن لعام 2021م استمرارا لجهودها في دعم العمل الإنساني في اليمن، إذ تهدف هذه المنحة السعودية، المقدمة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إلى تلبية الاحتياجات والخدمات الأساسية للمواطنين اليمنيين، بالتعاون مع الهيئات والمنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية المتخصصة.