حققت المنصة الدراسية نجاحاً بارزاً في فترة وجيزة، بعد ما فرض تعليم (عن بعد) ثقافته ليصبح الحل الجوهري والأمثل لظروف الجائحة، ورغم النجاحات التي حققتها المنصة إلا أن ثمة معضلات باتت تواجه بعض الفئات، وثغرات أخرى تبحث عن الحلول، ورصدت «عكاظ» بعضاً منها وكان أولها تعثر ذوي الإعاقة من التمتع بهذه الخدمة. ويقول المعلم بالمرحلة الابتدائية في التربية الخاصة، برنامج العوق البصري علي محمد العلكمي، إن سلبيات كبيرة تواجه ذوي (العوق البصري)، فهنالك معضلة في تحضير الدروس التي تسهم في إفهام الطالب الكفيف لأنه يفقد الأسلوب التعليمي الذي تعود عليه حضورياً. كما أن هنالك صعوبات واجهت ذوي الاحتياجات الخاصة في الواجبات والاختبارات «كنت أتمنى أن الوزارة تضع منصة خاصة بمميزات خاصة تناسب هذه الفئة». ويضيف العلكمي أن مواقف كثيرة واجهت الطلاب خلال الفترة الماضية بعدم إلمام الطالب بما تحتويه المادة العلمية، رغم أن الكفيف لديه قدرة حسية لا نظرية بالنسبة لمواد الرياضيات والعلوم وغيرها.
أعضاء تدريس: أعطال فنية وتقنية
وتعدد القائدة المدرسية في ابتدائية ورياض أطفال لمدة 25 عاماً، والمشرفة العامة الأكاديمية والتربوية دلال صديق موسى، مزايا منصة مدرستي التي سهلت ودعمت العملية التعليمية عن بعد بنسبة غير متوقعة وحولت التعليم من الطريقة التقليدية إلى رحلة تشويقية ساعدت على تنمية التواصل الفعال بين المدرسة وأولياء الأمور، وساعدت على تنمية شخصية الطالب وتعويده على الانضباط، كما أن المنصة مرنة، وتتميز بالقدرة على استرجاع الدروس في أي وقت تجويد المادة العلمية والتنوع في أساليب تقديم المعلومات، وأكسبت الطلاب والمعلمين مهارات تقنية جديدة.
وتضيف موسى أن سلبيات المنصة تتمثل في غياب شبكات الاتصال في بعض المناطق، وحدوث بعض الأعطال الفنية والتكنولوجية، وعدم القدرة على توفير أجهزة حاسب لكل فرد بالعائلة.
في المقابل، تقترح الطالبة سارة بأن تكون الشبكة مجانية خلال فترة الامتحانات، فيما يرى الطالب عبدالإله أن الشبكة رديئة ولا توجد أبراج في موقعهم بتاتاً. وترى رؤى خالد طالبة الصيدلة، أن العديد من أعضاء التدريس لا يجيدون استخدام التكنولوجيا، كما أن مشاكل الشبكة وضعف البنية التحتية عقبة كبيرة أمام التعليم عن بعد إلى جانب كلفة الإنترنت والأجهزة، كما أن اكثر من 70% من وقت المحاضرة ضائع، فالتعليم عن بعد لا يؤهل الطالب للامتحان ورقياً.
.. بيئة غير ملائمة للقانونيين
أستاذ القانون بكلية الحقوق الدكتور علي الحصينان، يقول إن التدريس في كليات القانون يقوم على المنهج السقراطي والذي يكاد لايصلح في بيئة التعليم الإلكتروني. واقترح أن يعود الطلاب والطالبات مع بداية توافر اللقاح لمقاعد الدراسة.
ومن أهم سلبيات التعليم الإلكتروني عدم توافر البيئة الدراسية التفاعلية والجاذبة فيه بالشكل المطلوب، ناهيك عن طول الوقت على شاشات الأجهزة الإلكترونية لمتابعة المواد الدراسية المختلفة وهو ما يسبب ضرراً.
المرسل جيد والرسالة واضحة.. ولكن !
المستشار التربوي عبدالله الزهراني يسلط الضوء على العديد من الإيجابيات التي حققتها منصة مدرستي والتي اشتملت على توفير الوقت والجهد للطلاب، بالإضافة إلى منحهم الثقة في أنفسهم. وقد جعلت الطلاب باحثين عن المعلومة وتنمية مهاراتهم التقنية وتحقق لهم بيئة صحية آمنة في ظل هذه الجائحة.
وفي هذا الصدد، يرى المعلم أحمد عبدالله أن التعليم عن بعد استراتيجية ناجحة ويجب أن يتعودها الجيل بكل أسسها وضوابطها. والمنصة بمحتوياتها مشروع جبار ويحقق الهدف. ولكن نرى أنه لم يتم تحقيق الفائدة من المحتوى والاطلاع عليه بشكل كاف بسبب الفصول الافتراضية الإجبارية. «إذا نظرنا إلى أركان الاتصال فالمرسل جيد والرسالة واضحة، ولكن نحتاج إلى تسخير التقنية لضمان حضور المستقبل بكل حواسه وجاهزيته للتعلم. والأهم هو عدم ضمان قناة الاتصال فهناك مواقع لا تغطيها الشبكة ومشكلة الانقطاع المستمر المتكرر مزعجة حتى مع استخدام إنترنت الألياف البصرية».
ويكمل أحمد عبدالله قائلاً: عقبات أخرى في التعليم عن بعد، لا يأخذ بالحسبان تعدد الطلبة في السكن الواحد واختلاف المراحل التعليمية. ثم التواصل من خلال قنوات التواصل الاجتماعية الشخصية بصورة كبيرة من بعض المعلمين والمعلمات والمدرسة في الوقت الذي لا يستوجب حصول كل طفل على رقم وجهاز خاص.
ويقترح إضافة مادة أو محتوى للتركيز على أسس التعليم عن بعد واستخدام الأجهزة المتنوعة والتعامل مع البرامج اللازمة، وتقليص عدد الحصص والتركيز على التعليم الذاتي من محتوى المنصة والتمارين أو الاختبارات القصيرة الرقمية حسب الفئة العمرية. ويتقدم بشكر وامتنان لكل من كان خلف هذا المشروع العظيم والنجاح الباهر. والشكر للمعلمين والمعلمات على جهودهم العظيمة. ونسأل المولى عز وجل أن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان.
استقلال المنصات.. الحل
يقول الخبير التقني أحمد الزيلعي لـ «عكاظ»، إنه من الأفضل لتخفيف الضغط على المنصات أن يتم فصل المنصات لتصبح كل منطقة مستقلة بمنصة خاصة بها ويشيد الكاتب والإعلامي علي العطاس بتجربة التعليم عن بعد من خلال منصة مدرستي، وما حققته من إنجاز ليس على مستوى المملكة بل على العالم أجمع، «يسجل هذا الإنجاز لوزارة التعليم والقائمين عليها. ويأتي ذلك امتداداً للبرامج والمشاريع الناجحة التي أطلقتها وزارة التعليم»
وأكد العطاس أنه -لا شك- هنالك تحديات ومعوقات تواجه كل مشروع في بداياته، ولكن مشروع منصة مدرستي استطاع في وقت قصير تجاوز هذه التحديات وأولها الصعوبات التي واجهت ذوي الاحتياجات الخاصة. وذلك بدعمها بالبرامج والأجهزة الإلكترونية والدورات التدريبية لتثقيفهم والعمل على تذليل كافة المعوقات لهذه الفئة الغالية علينا جميعاً.
اختصاصي نفسي: تكيفوا مع كل جديد
يشير أستاذ الصحة النفسية المساعد بجامعة طيبة بالمدينة المنورة ياسر الغامدي، إلى أن التعليم عبر المنصات والقنوات الإلكترونية له تأثير نفسي كبير لاسيما على الطلاب والمعلمين والأسر، ومن أهم سلبياته صعوبة التزام الطلاب بالجلوس أمام المنصات لأوقات طويلة وشعورهم بالملل والتعب وعدم القدرة على التركيز والتفاعل مع المعلم، وشعور الطالب بالتوتر عند عدم قدرته على استخدام المنصة التعليمية بشكل جيد كما يشعر الطالب بالضيق لعدم وجود البيئة التفاعلية التي اعتاد عليها في السابق والمتمثلة بوجوده في الفصل الدراسي مع أصدقائه. ومن أهم الجوانب الإيجابية للتعليم عن بعد سهولة وسرعة الوصول للمعلومات بأقل جهد ومحاولة تنمية الاستقلالية واستشعار المسؤولية لدى الطلاب والاعتماد بشكل كبير على الذات في عملية التعلم، فضلاً عن محاولة التخلص من مشكلة التنمر التي يمكن أن يتعرض لها بعض الطلاب في البيئة المدرسية والتقليل من تعلم بعض السلوكيات غير المرغوبة مثل التدخين. وأردف الغامدي «فالتغيير سنة من سنن الله في هذه الحياة والإنسان لديه القدرة على التكيف مع كل ما يطرأ عليه».
أعضاء تدريس: أعطال فنية وتقنية
وتعدد القائدة المدرسية في ابتدائية ورياض أطفال لمدة 25 عاماً، والمشرفة العامة الأكاديمية والتربوية دلال صديق موسى، مزايا منصة مدرستي التي سهلت ودعمت العملية التعليمية عن بعد بنسبة غير متوقعة وحولت التعليم من الطريقة التقليدية إلى رحلة تشويقية ساعدت على تنمية التواصل الفعال بين المدرسة وأولياء الأمور، وساعدت على تنمية شخصية الطالب وتعويده على الانضباط، كما أن المنصة مرنة، وتتميز بالقدرة على استرجاع الدروس في أي وقت تجويد المادة العلمية والتنوع في أساليب تقديم المعلومات، وأكسبت الطلاب والمعلمين مهارات تقنية جديدة.
وتضيف موسى أن سلبيات المنصة تتمثل في غياب شبكات الاتصال في بعض المناطق، وحدوث بعض الأعطال الفنية والتكنولوجية، وعدم القدرة على توفير أجهزة حاسب لكل فرد بالعائلة.
في المقابل، تقترح الطالبة سارة بأن تكون الشبكة مجانية خلال فترة الامتحانات، فيما يرى الطالب عبدالإله أن الشبكة رديئة ولا توجد أبراج في موقعهم بتاتاً. وترى رؤى خالد طالبة الصيدلة، أن العديد من أعضاء التدريس لا يجيدون استخدام التكنولوجيا، كما أن مشاكل الشبكة وضعف البنية التحتية عقبة كبيرة أمام التعليم عن بعد إلى جانب كلفة الإنترنت والأجهزة، كما أن اكثر من 70% من وقت المحاضرة ضائع، فالتعليم عن بعد لا يؤهل الطالب للامتحان ورقياً.
.. بيئة غير ملائمة للقانونيين
أستاذ القانون بكلية الحقوق الدكتور علي الحصينان، يقول إن التدريس في كليات القانون يقوم على المنهج السقراطي والذي يكاد لايصلح في بيئة التعليم الإلكتروني. واقترح أن يعود الطلاب والطالبات مع بداية توافر اللقاح لمقاعد الدراسة.
ومن أهم سلبيات التعليم الإلكتروني عدم توافر البيئة الدراسية التفاعلية والجاذبة فيه بالشكل المطلوب، ناهيك عن طول الوقت على شاشات الأجهزة الإلكترونية لمتابعة المواد الدراسية المختلفة وهو ما يسبب ضرراً.
المرسل جيد والرسالة واضحة.. ولكن !
المستشار التربوي عبدالله الزهراني يسلط الضوء على العديد من الإيجابيات التي حققتها منصة مدرستي والتي اشتملت على توفير الوقت والجهد للطلاب، بالإضافة إلى منحهم الثقة في أنفسهم. وقد جعلت الطلاب باحثين عن المعلومة وتنمية مهاراتهم التقنية وتحقق لهم بيئة صحية آمنة في ظل هذه الجائحة.
وفي هذا الصدد، يرى المعلم أحمد عبدالله أن التعليم عن بعد استراتيجية ناجحة ويجب أن يتعودها الجيل بكل أسسها وضوابطها. والمنصة بمحتوياتها مشروع جبار ويحقق الهدف. ولكن نرى أنه لم يتم تحقيق الفائدة من المحتوى والاطلاع عليه بشكل كاف بسبب الفصول الافتراضية الإجبارية. «إذا نظرنا إلى أركان الاتصال فالمرسل جيد والرسالة واضحة، ولكن نحتاج إلى تسخير التقنية لضمان حضور المستقبل بكل حواسه وجاهزيته للتعلم. والأهم هو عدم ضمان قناة الاتصال فهناك مواقع لا تغطيها الشبكة ومشكلة الانقطاع المستمر المتكرر مزعجة حتى مع استخدام إنترنت الألياف البصرية».
ويكمل أحمد عبدالله قائلاً: عقبات أخرى في التعليم عن بعد، لا يأخذ بالحسبان تعدد الطلبة في السكن الواحد واختلاف المراحل التعليمية. ثم التواصل من خلال قنوات التواصل الاجتماعية الشخصية بصورة كبيرة من بعض المعلمين والمعلمات والمدرسة في الوقت الذي لا يستوجب حصول كل طفل على رقم وجهاز خاص.
ويقترح إضافة مادة أو محتوى للتركيز على أسس التعليم عن بعد واستخدام الأجهزة المتنوعة والتعامل مع البرامج اللازمة، وتقليص عدد الحصص والتركيز على التعليم الذاتي من محتوى المنصة والتمارين أو الاختبارات القصيرة الرقمية حسب الفئة العمرية. ويتقدم بشكر وامتنان لكل من كان خلف هذا المشروع العظيم والنجاح الباهر. والشكر للمعلمين والمعلمات على جهودهم العظيمة. ونسأل المولى عز وجل أن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان.
استقلال المنصات.. الحل
يقول الخبير التقني أحمد الزيلعي لـ «عكاظ»، إنه من الأفضل لتخفيف الضغط على المنصات أن يتم فصل المنصات لتصبح كل منطقة مستقلة بمنصة خاصة بها ويشيد الكاتب والإعلامي علي العطاس بتجربة التعليم عن بعد من خلال منصة مدرستي، وما حققته من إنجاز ليس على مستوى المملكة بل على العالم أجمع، «يسجل هذا الإنجاز لوزارة التعليم والقائمين عليها. ويأتي ذلك امتداداً للبرامج والمشاريع الناجحة التي أطلقتها وزارة التعليم»
وأكد العطاس أنه -لا شك- هنالك تحديات ومعوقات تواجه كل مشروع في بداياته، ولكن مشروع منصة مدرستي استطاع في وقت قصير تجاوز هذه التحديات وأولها الصعوبات التي واجهت ذوي الاحتياجات الخاصة. وذلك بدعمها بالبرامج والأجهزة الإلكترونية والدورات التدريبية لتثقيفهم والعمل على تذليل كافة المعوقات لهذه الفئة الغالية علينا جميعاً.
اختصاصي نفسي: تكيفوا مع كل جديد
يشير أستاذ الصحة النفسية المساعد بجامعة طيبة بالمدينة المنورة ياسر الغامدي، إلى أن التعليم عبر المنصات والقنوات الإلكترونية له تأثير نفسي كبير لاسيما على الطلاب والمعلمين والأسر، ومن أهم سلبياته صعوبة التزام الطلاب بالجلوس أمام المنصات لأوقات طويلة وشعورهم بالملل والتعب وعدم القدرة على التركيز والتفاعل مع المعلم، وشعور الطالب بالتوتر عند عدم قدرته على استخدام المنصة التعليمية بشكل جيد كما يشعر الطالب بالضيق لعدم وجود البيئة التفاعلية التي اعتاد عليها في السابق والمتمثلة بوجوده في الفصل الدراسي مع أصدقائه. ومن أهم الجوانب الإيجابية للتعليم عن بعد سهولة وسرعة الوصول للمعلومات بأقل جهد ومحاولة تنمية الاستقلالية واستشعار المسؤولية لدى الطلاب والاعتماد بشكل كبير على الذات في عملية التعلم، فضلاً عن محاولة التخلص من مشكلة التنمر التي يمكن أن يتعرض لها بعض الطلاب في البيئة المدرسية والتقليل من تعلم بعض السلوكيات غير المرغوبة مثل التدخين. وأردف الغامدي «فالتغيير سنة من سنن الله في هذه الحياة والإنسان لديه القدرة على التكيف مع كل ما يطرأ عليه».