الخلاصة من تجربة الضفدع الشهيرة، حين وضعوه في إناء من الماء المغلي قفز بسرعة خيالية، ولكن حين أعادوا التجربة ووضعوا الضفدع في إناء من الماء البارد وتم رفع درجة الحرارة تدريجياً، لم يقفز الضفدع واعتقد أنه قادر أن يتأقلم مع تغيرات درجة الحرارة إلى أن مات. ليس بعيداً عن العقل الضفدعي، نحن أمام عقل حوثي مشابه إلى حد كبير عقل الضفدع، إذ يحاول أن يمارس السياسة بعقلية الضفدع متناسياً أن هذا العالم الجديد على تفكيره يحتاج إلى تراكمات ومؤسسات وعقل هادئ لا طائفي ولا مرتهن للخارج، خصوصاً في اليمن الذي كان ولا يزال صداعاً لكل قادته السابقين. فهمت المليشيات الرسالة الأمريكية بشكل خاطئ حين قررت إدارة الرئيس جو بايدن رفعها من قائمة المنظمات الإرهابية، وظنت أن في ذلك رسالة أمريكية للتقرب من هذه المليشيا، متناسية وزنها في فضاء العلاقات الدولية، واعتبارها بكل الأحوال أنها مليشيا في التفكير الأمريكي، وأن هذا القرار ما هو إلا فرصة يتبعها عقاب كما حدث مع المليشيات الإيرانية في سورية، ففي الوقت الذي تدعو واشنطن طهران للعودة إلى الاتفاق النووي استهدفت طائرات أمريكية قنابل بوزن 7 أطنان على مواقع للحرس الثوري قرب الحدود العراقية السورية. على هامش التغير السياسي الأمريكي عموماً في العالم والشرق الأوسط بطبيعة الحال في وصول إدارة ديموقراطية بعد إدارة جمهورية، يظن الحوثي أنه قد يكون لاعباً يمارس لعبة الضغط على السعودية بطائرات من دون طيار مستهدفاً مواقع اقتصادية لها تأثيرها على الاقتصاد العالمي، لكنه لم يفكر لحظة في نفاد صبر المملكة، التي لن تتهاون في الحفاظ على أمنها وسيادتها، وقد كررت في أكثر من مناسبة أن أمنها خط أحمر ولن تستشير أحداً في الدفاع عنه. عقل الضفادع الحوثية التي تمتلك مثل هذه الطائرات الإيرانية المأجورة، لا يدرك ولا يعلم أنهم مليشيا مارقة على الحالة اليمنية، تفرض أمراً واقعاً وهذه صورتها بطائراتها المسيرة، يغيب عن هذا العقل الضفدعي عمق وحجم العلاقات السعودية الأمريكية من عقود، وطبيعة العلاقات الدولية التي تحكمها الدول والمؤسسات وليس المليشيات المنبوذة يمنياً وإقليمياً.. فالسياسة ليست حقل تجارب تقود البلاد إلى الجحيم!