«وباء جديد» أم «موجة ثالثة» ؟

وصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس، ما تشهده بلادها من تدهور وبائي بأنه «وباء عالمي جديد»، في إشارة إلى هيمنة السلالة المتحورة في بريطانيا من فايروس كورونا الجديد على الحالات الجديدة في ألمانيا. وفي ضوء ذلك قررت -خلال قمة مع حكام مقاطعات البلاد- (الإثنين) تمديد الإغلاق، والإجراءات الوقائية المشددة شهراً إضافياً، خصوصاً منع السكان من الاحتفال بأعياد الفصح، عسى أن يؤدي ذلك إلى خفض الإصابات الجديدة. وقالت ميركل، فجر الثلاثاء، إن التدابير التي كان مقرراً أن ترفع في 28 مارس الجاري ستستمر حتى 18 إبريل القادم. وزادت: «نحن أساساً نواجه وباء عالمياً جديداً». وعللت ذلك بالقول: «نحن نواجه فايروساً جديداً. من الواضح أنه من النوع نفسه، لكنه مختلف كلياً من حيث خصائصه. فهو أكثر قدرة على الفتك، وأسرع تفشياً، كما أن إصاباته تدوم فترة أطول». ويبلغ معدل الإصابة في ألمانيا 107 من كل 100 ألف شخص. وفي النمسا المجاورة لم تكن الحال أفضل منها في ألمانيا. فقد قال وزير الصحة النمساوي رودلف أنشوبار أمس، إن السلالة البريطانية المتحورة تسبب ما بين 80% و95% من الحالات الجديدة في البلاد. وأعلن عمدة العاصمة فيينا أن الأيام القليلة القادمة ستشهد عقد اجتماع لاتخاذ إجراءات مشددة تشمل فيينا. وأضاف أنه تجري مراقبة المدارس في فيينا مراقبة دقيقة، بعد تنويم عدد من الأطفال والبالغين في المشافي بكوفيد-19. ويبلغ معدل الإصابة في النمسا 236 حالة بين كل 100 ألف شخص. وقال المستشار النمساوي سباستيان كيرز أمس إن تدبير الإغلاق باقٍ في معظم أرجاء النمسا. وأضاف أن حكومته قررت التخلي مؤقتاً عن خططها الرامية إلى تخفيف التدابير مع اقتراب أعياد الفصح. أما في فرنسا، فقد سجلت هذه الدولة الغنية خلال الساعات الـ24 الماضية أكبر عدد من الإصابات الجديدة على مستوى العالم، ويبلغ 81.124 حالة.

وفي رقعة أخرى من العالم؛ تواجه تشيلي في أمريكا اللاتينية محنة متفاقمة من ارتفاع عدد الإصابات الجديدة، على رغم أن هذه الدولة نجحت في تطعيم أكبر عدد من سكانها خلال فترة وجيزة. وقال وزير الصحة التشيلي أنريكي باريس في مؤتمر صحفي، الليل قبل الماضي، إن 75% من السكان سيخضعون لحجر صحي مشدد اعتباراً من غدٍ (الخميس). وأضاف أن 42 منطقة إدارية ستخضع للإغلاق الكامل، بينها 21 محافظة في محيط العاصمة سانتياغو. وأشار إلى أن الحجر سيشمل 13.7 مليون من سكان البلاد البالغ عددهم 18 مليون نسمة. وعلى رغم أن تشيلي أعلنت تطعيم 13 مليوناً من مواطنيها؛ فإن عدد الإصابات بلغ 7084 حالة جديدة السبت الماضي، وهو أعلى عدد منذ اندلاع الجائحة العام الماضي. وارتفع عدد الأسرّة المشغولة بوحدات العناية المكثفة إلى 3400 سرير. وقال وزير الصحة إنه لم يعد هناك أكثر من 177 سريراً شاغراً في تلك الوحدات.

%75 هبوط وفيات بريطانيا بالفايروس

أعلنت وزارة الصحة البريطانية أمس أن عدد وفيات كوفيد19 بلغ أمس الأول 17 وفاة فقط، ما يمثل هبوطاً نسبته 75%. وهو أقل عدد من الوفيات منذ 28 سبتمبر الماضي، حين لم يتجاوز العدد 13 وفاة. وأضافت أن عدد الحالات الجديدة خلال الساعات الـ24 الماضية بلغ 5342 إصابة. وزادت أن الشعب البريطاني أجرى أمس 1.9 مليون فحص بالمسحة المخصصة لذلك. وهو ارتفاع كبير مقارنة بـ965 ألف مسحة استخدمت الأحد الماضي. وأعلنت الوزارة أنها قامت بتطعيم 420 ألف شخص أمس الأول (الإثنين)، ما يعني أن أكثر من 28 مليون بريطاني تم تحصينهم ضد الوباء حتى الآن. وحذر رئيس الحكومة بوريس جونسون الليل قبل الماضي من أن الموجة الثالثة التي تجتاح القارة الأوروبية حالياً قد تصل إلى سواحل بريطانيا إذا لم يتواصل تحقيق انتصارات داخلية على الوباء.