نظّم مجلس المسؤولية الاجتماعية والثقافية بنادي ضمك ندوة بعنوان «متلازمة داون، صحة وآمال»، عبر منصة zoom، وشارك فيها نخبة من المختصين والمختصات في عدة مجالات، وحضرها عدد كبير من المهتمين والمهتمات بذوي الاحتياجات الخاصة، وأولياء أمور متلازمة داون، وأدارتها عضو مجلس المسؤولية الاجتماعية والثقافية في النادي الدكتورة فوزية سلامة.
بدأت جلسات الندوة بورقة لاستشاري جراحة المسالك البولية لدى الأطفال بمجمع طبي في عسير الدكتور يحيى آل صقر، تحدث فيها عن «مشاكل التبول عند أطفال متلازمة داون»، وذكر أنه عندما يكون هناك فشل في ميكانيكية تحكم الطفل بالبول في سن الخامسة أو عند التهاب البول أو تغير لونه، أو انحباسه المتكرر، يجب عرض الطفل على مختص، وتطرق إلى مرحلة العلاج التي تهدف إلى تحكم الطفل في البول، والقدرة على تفريغ المثانة البولية بشكل كامل لمنع حدوث التهابات، وحماية الكليتين من أي ضرر لا سمح الله. أما مدير مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بجامعة الملك خالد الدكتور علي مرزوق، فتحدث في ورقته إلى «دور العلاج بالفن التشكيلي في تنمية مهارات التواصل الاجتماعي لدى أطفال متلازمة داون»، والذين لديهم تأخر في النمو البدني واللغوي والمعرفي، حيث أكد أن التدخلات العلاجية منذ الأيام الأولى من ولادته، تساعد في تطور مهاراتهم المعرفية والمهارية والحركية واللغوية، حيث إنهم ذوو طبيعة خاصة تختلف سيكولوجيتهم، ومراحل نموهم، وطريقتهم في اللعب والتعلم عن الآخرين، مضيفاً بأن العلاج بالفن التشكيلي في مراحل حياتهم المبكرة يساعدهم على الاندماج والتواصل مع المجتمع بشكل جيد، وتقديم المساعدة لهم ولعائلاتهم للتأقلم مع الحالة والتعايش معها، وتجاوز العقبات المرتبطة بالعجز المرافق للطفل المصاب، ومن ثم المساهمة في تطوير النمو الكلي له عن طريق الفن لينعم بحياة سعيدة ومنتجة، بينما تطرق طبيب الأسنان بمستشفى سراة عبيدة الدكتور عبد الله أبو حاوي، إلى «مشاكل الأسنان عند أطفال متلازمة داون»، حيث ذكر في ورقته إلى أهمية إظهار الحب والتعاطف تجاه طفل متلازمة داون لزيادة استجابته، مطالباً بأن يتم علاجه في فترة الصيف، حيث في هذا التوقيت يقل تعرضه للإصابة بالالتهابات التنفسية، وأن لا تطول فترة علاج أسنانهم مع استخدام كابح الحركة، أما في حالات الإصابة الشديدة، فقد أوصى بعلاجهم تحت تأثير مخدر عام داخل غرفة العمليات، مؤكداً أهمية اتباع سبل الوقاية عند أطفال داون، لأن تعويض الأسنان المتحركة المفقودة لديهم غير وارد، كما أن ظهور أسنانهم سواء اللبنية أم الدائمة يتأخر ظهورها أسوة بأقرانهم من الأطفال الأسوياء.
وفي ورقة رئيسة قسم التربية الخاصة بمكتب تعليم خميس مشيط رحمة الأحمري، فقد تطرقت فيها إلى «المراحل التعليمية لذوي متلازمة داون»، وتناولت سياسة التعليم بالمملكة، والمراحل التعليمية ابتداءً من مرحلة التدخل المبكر، مروراً بالمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وانتهاءً بالمرحلة الثانوية، كما تحدثت عن أعضاء لجنة القبول بالمدارس، والبرامج، وآلية القبول، ونوع المكان التربوي المناسب، وفي نهاية الحديث ناقشت الأحمري طريقة، وآلية تقييم الطلاب من ذوي الأعاقة العقلية، ومن ضمنهم ذوي متلازمة داون وفق لائحة تقويم الطلبة المعتمدة من وزارة التعليم. أما الأخصائية الاجتماعية ومنسقة مركز اضطرابات النمو والسلوك بمستشفى خميس مشيط للولادة والأطفال فاطمة بكرى فقد تناولت في ورقتها «دور الأخصائي الاجتماعي تجاه ذوي متلازمة داون»، وتحدثت خلالها عن جانب مهم وهو دور الأخصائية الاجتماعية في تطبيق الطرق المثلى لإخبار الوالدين، بأن طفلهم من ذوي متلازمة داون بعد اكتشاف الحالة وتشخيصها من قبل الأطباء في المستشفى، وتوعيتهم لتقبل الطفل، ومن ثم تنويرهم للإفادة من الخدمات المقدمة لطفلهم، والعمل مستقبلاً لإدخال الطفل في برامج تعليمية خاصة ومناسبة لهم، مقدمة توصياتها بضرورة دمج أطفال داون في المجتمع مع إبلاغهم بأن طفلهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومحاولة إدراجهم في أي نشاط مجتمعي بدني كالرياضة، أو فني كالرسم لأن هذا الطفل لديه قدرات تطويرية ومواهب يجب العمل على إبرازها وتنميتها. واختتمت الندوة جلساتها بورقة للمشرف على فعاليات «متلازمة داون» أحمد الشهراني، تحدث فيها عن «أهمية تفعيل مبادرات متلازمة داون» بمنطقة عسير لما لها من أهمية بالنسبة لهذه الفئة، ولأولياء أمورهم الذين يواجهون صعوبات يتمنون تذليلها من الجهات ذات العلاقة، مقدماً شكره للمسؤولية الاجتماعية بنادي ضمك، ولمركز البحوث والدراسات الاجتماعية بجامعة الملك خالد على الجهود المبذولة في سبيل تفعيل اليوم العالمي لمتلازمة داون بالبرامج والفعاليات الجديدة والمفيدة.