أشار استطلاع مسحي ضخم أجراه مكتب الإحصاء الوطني البريطاني أمس، إلى أن 54.7% من البريطانيين لديهم أجسام مضادة لفايروس كوفيد19. ويعني ذلك أن نصف سكان بريطانيا باتوا محصنين ضد الوباء. وذكر المكتب أن الاستطلاع القائم على إجراء فحوص للأجسام المضادة أجري خلال الأسبوع المنتهي في 14 مارس الماضي. وأضاف أن ذلك يمثل ارتفاعاً ملحوظاً عن النسبة التي توصل إليها استطلاع مماثل في الأسبوع السابق، وهي 50.8%. وقال خبراء إن النسبة قد تكون أكبر من 55% كثيراً، إذا ما وضع في الاعتبار أن ملايين من البريطانيين تم تطعيمهم خلال الفترة التي تلت 14 مارس. ومعلوم أن المناعة تبدأ في التبلور بعد أسبوعين من الحصول على الجرعة الأولى من اللقاح. وتقول بريطانيا إنها لقّحت 30.5 مليون من سكانها بالجرعة الأولى؛ علاوة على تلقيح 3.7 مليون نسمة بالجرعتين. وهبط عدد حالات التنويم والوفاة بالوباء إلى أدنى مستوياته منذ 6 أشهر. وأدى ذلك إلى ممارسة ضغوط على رئيس الوزراء برويس جونسون للتعجيل برفع تدابير الإغلاق المشدد. لكنه تمسك بأن الحذر واجب لئلا تدهم البلاد موجة جديدة من التفشي الفايروسي. وتدفق البريطانيون بمئات الآلاف على الحدائق العامة والشواطئ وأماكن الرحلات الخلوية، بعدما أعلن جونسون تخفيف التدابير الوقائية الإثنين الماضي. وأثار ذلك مخاوف من أن يؤدي عدم مراعاة التباعد الجسدي، والتراخي في ارتداء أقنعة الوجوه إلى تفشٍّ جديد لفايروس كورونا الجديد. وارتفعت درجة الحرارة في مناطق جنوب إنجلترا أمس إلى 24 درجة مئوية، ما دفع البريطانيين إلى الخروج من منازلهم لاستنشاق عبير الحرية الجديدة. غير أن استطلاع مكتب الإحصاء الوطني كشف أن عدد البريطانيين من سن 70 إلى 80 عاماً ممن تكونت لديهم مناعة ضد الفايروس بدأ ينخفض بنسبة طفيفة. لكن المكتب قال إن ذلك الأمر طبيعي؛ لأن جهاز المناعة تتضاءل قدراته مع تقدم العمر. وكان المسؤولون البريطانيون أعلنوا أخيراً أن جرعة تعزيزية ثالثة من اللقاحات ستعطى للمسنين في سبتمبر القادم، ليكونوا أكثر حصانة ضد مخاطر الشتاء القادم.