-A +A
لمع نجم الشيخ القبلي ومحافظ مأرب الذي يحظى بمكانة اجتماعية مرموقة والذي كان معروفا بمواقفه الداعمة للدولة وإصلاح ذات البين منذ وقت مبكر، إذ ولد سلطان بن علي مبخوت العرادة في قرية كرى بوادي عبيدة في محافظة مأرب في العام 1958، وبحكم المكانة القبلية لوالده انخرط سلطان في العديد من الأنشطة التقليدية التي يفرضها الواقع الاجتماعي على شيوخ القبائل بصفتهم واجهة تقليدية للعمل السياسي في مناطقهم وقنوات رسمية للتواصل بين الدولة المركزية والمناطق اليمنية النائية، فدرس في كلية الآداب بجامعة صنعاء وتولى العديد من المناصب، كان من أبرزها نشاطه في السبعينات من القرن العشرين كعضو لجنة التصحيح في عهد الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي قبل أن يدخل بوابة العمل السياسي في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي كانت سياسته تقوم على استقطاب شيوخ القبائل والوجاهات الاجتماعية لتسهيل مهمة الدولة في إحكام السيطرة على مناطق اليمن.تدرّج العرادة في المناصب السياسية بدءا من اختياره عضوا في اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام في 1982 مرورا بتعيينه عضوا في مجلس الشورى عام 1987، ووصولا إلى انتخابه عضوا في مجلس النواب لدورتين انتخابيتين 1993ـ1997 قبل أن يقطع علاقته بحزب المؤتمر ويرفض الترشح باسمه لدورة ثالثة عام 2003. ظل العرادة في محيطه القبلي حاضرا فيها كأحد الوجوه البارزة التي لعبت دورا توفيقيا، وعقب أزمة الربيع العربي تلقى طلباً من الرئيس الراحل صالح بلعب دور الوسيط، وفضل الابتعاد كون الأزمة كانت أصبحت عميقة، فشدد في رده على أن الحل لن يكون إلا عبر المبادرة الخليجية التي ستخرج البلاد بأقل الخسائر. لكنه عقب تعيينه في منتصف عام 2012 محافظاً لمأرب كان التحول الأبرز في حياة رجل القبيلة والدولة، إذ لعب دوراً محورياً في ترسيخ الأمن والاستقرار في المحافظة والقضاء على عناصر القاعدة وقاد جولات ومفاوضات مع القبائل، وتسلم عددا من العناصر المغرر بها وأهلها، لكنه عقب اقتحام الحوثي للعاصمة صنعاء أعلن رفضه للانقلاب وعمل مع الدولة وأعلن النفير للقبائل وتمكن من الصمود والتصدي لزحف المليشيا وتأمين محافظته ومناطقها الاقتصادية المهمة، إذ خسر أحد أبنائه أثناء المواجهات مع المليشيا.ولا يزال إلى اليوم رمزاً للحرية والكرامة وأحد أبرز رجال الدولة الذي حول محافظته إلى موطن للنازحين والفارين من اضطهاد المليشيا ووفر كل الإمكانيات لحمياتهم ورعايتهم وقهر الانقلابيين .