-A +A
هلّ على العالم هلال شهر رمضان المبارك. لتحل بركاته في الأرواح والمشاعر والسلوك ويغدو الانضباط في القول والفعل مشهداً يومياً لتحقق مقصد الصوم وغايته العظمى (لعلكم تتقون).

ومع كل إطلالة للشهر الكريم يترقب العرب والمسلمون والشعب السعودي الخطاب الملكي السنوي بهذه المناسبة الزاكية بنفوس نحو ملياري مسلم، ويصغي العالم بكل جوارحه لكلمة خادم الحرمين الشريفين نظراً لما تحمله من معانٍ ضافية، وقيم سامية، تعزز ثقة المسلمين بخالقهم، وتكرّس انتماءهم لأوطانهم، وتتناول أبرز قضايا المسلمين، وتبني خيارات وجهود الحلول السلمية لإنهاء معاناة أي شعب مضطهد في العالم..


وتنبع أهمية تهنئة الملك سلمان بحلول الشهر الفضيل من كون المملكة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، ولأنها رائدة في دعوتها للاستفادة من معاني رمضان باعتباره شهر رحمة للعالمين، بما يحمله من رسالة التسامح والتراحم والعفو، وما يتيحه للمسلم من فرصة مراجعة النفس وإصلاح العمل، والإسهام في استتباب الأمن والاستقرار والمحبة والسلام.

وتظل المملكة راسخة المواقف، وثابتة المبادئ على نهج من نور الوحي الرباني والهدي النبوي والسياسات المعتدلة، شأنها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إذ تعمل جاهدة للإبقاء على الصورة المشرقة للدين الإسلامي، في ظل ما خص به الله هذه البلاد من كونها خادمة للحرمين الشريفين، وقائمة بالخدمة والعناية لكل إنسان من زوارهما وقاصديهما، وذلك فضل الله يختص به ويؤتيه من يشاء.

وتؤكد الكلمة السامية على ضرورة سعي المسلم للخير والتسابق في الأعمال الصالحة، مع العناية التامة بحفظ الأنفس وضبط الجوارح والتزام الاحترازات الكافلة لسلامة النفس والآخرين في ظل ما فرضته جائحة كورونا، ولن تألو المملكة جهداً في سبيل راحة وطمأنينة الجميع تحت راية التوحيد والأمن والإيمان.