تمر بعض الشخصيات في حياتنا أشبه بنسمة حانية، أو غيمة دانية تعبر شُرفات الأرواح، وتطرق نوافذ القلب، بشفيف أنامل النقاء، وتطبع بصمة في وجدان معارفها بمشاعر بيضاء لا تحمل غيظاً ولا تتحمل ضغينة، ومن طبيعة زمالة العمل كشف معادن الزملاء، بإزاحة الستار عن مستوى الرُقي في التعامل والتلطف في الطلب والاعتذار السريع عن أي سوء فهم أو تعبير.
هذا هو الزميل الغائب الحاضر محمّد الأهدل، باسمه البسيط، وحياته المركبة، وتجربته الصحفية المهنية والهادئة والمتجذرة إنسانياً، المتحمل أعباء دنيا قاسية على كتفيه، والمتناغم مع عمل يومي وأفكار عدة تصول وتجول في رأسه، فيتنقل بيننا كمن يبيّت نية الوداع دون إزعاج، ليُغادرنا ويترك جُرح الذكرى مفتوحاً في قلوبنا.
عشق مهنة المتاعب، وعشقته، ومنحته شيفرة التوغل في دروبها المضيئة والمُعتمة، وتجلّد للسير في حقل أنغام دون استسلام للتيه، أو تماهٍ مع الغوايات، بل ظل وفياً طيلة عقود ثلاثة للناس وهمومهم، مع وفاء يومي للقراءة في كتب التراث ومقالات الإبداع العربي؛ فصنع العناوين ونشر قناديل الفرح وضمّد جراح المكلومين، فيما كان يكتم تغوّل جراحه في ثنايا ما يدوّنه من كتابات هادئة لا يستفزها الضجيج.
نستعيد ذكرى الزميل الأهدل، في أول رمضان لا يكون فيه معنا، بأريحية معهودة تلطّف أجواء العمل، وتخفف العبء بابتسامة بيضاء، وتعزز بياض الكلمات ببياض نبض كاتبها، الودود مع الجميع بابتسامته وكرم أخلاقه، وسعة صدره المشرع على محيط التفاؤل والمحصّن ضد اليأس، وسخاء روح منصرفة لتطوير الذات، ليبقى أنموذجاً مشرقاً في العدد اليومي والأسبوعي، ولترسخ عصامية زميل نوعي صنع كفاءته بنفسه.
سبعة أشهر ونحن نستشعر شغور خانة من خانات رفقة يومية، وكأن الغياب المفاجئ اختبار لقدرات العاطفة على احتمال فراق محتوم، والتحايل على الوجع بترقب عودة محتملة، وكلنا أمل أن يكون ما حمله معه عنا إيجابياً شأننا مع صورته الكبيرة والعميقة والمبسطة والمحتلة في أعماقنا أرحب مساحة تقدير.
هذا هو الزميل الغائب الحاضر محمّد الأهدل، باسمه البسيط، وحياته المركبة، وتجربته الصحفية المهنية والهادئة والمتجذرة إنسانياً، المتحمل أعباء دنيا قاسية على كتفيه، والمتناغم مع عمل يومي وأفكار عدة تصول وتجول في رأسه، فيتنقل بيننا كمن يبيّت نية الوداع دون إزعاج، ليُغادرنا ويترك جُرح الذكرى مفتوحاً في قلوبنا.
عشق مهنة المتاعب، وعشقته، ومنحته شيفرة التوغل في دروبها المضيئة والمُعتمة، وتجلّد للسير في حقل أنغام دون استسلام للتيه، أو تماهٍ مع الغوايات، بل ظل وفياً طيلة عقود ثلاثة للناس وهمومهم، مع وفاء يومي للقراءة في كتب التراث ومقالات الإبداع العربي؛ فصنع العناوين ونشر قناديل الفرح وضمّد جراح المكلومين، فيما كان يكتم تغوّل جراحه في ثنايا ما يدوّنه من كتابات هادئة لا يستفزها الضجيج.
نستعيد ذكرى الزميل الأهدل، في أول رمضان لا يكون فيه معنا، بأريحية معهودة تلطّف أجواء العمل، وتخفف العبء بابتسامة بيضاء، وتعزز بياض الكلمات ببياض نبض كاتبها، الودود مع الجميع بابتسامته وكرم أخلاقه، وسعة صدره المشرع على محيط التفاؤل والمحصّن ضد اليأس، وسخاء روح منصرفة لتطوير الذات، ليبقى أنموذجاً مشرقاً في العدد اليومي والأسبوعي، ولترسخ عصامية زميل نوعي صنع كفاءته بنفسه.
سبعة أشهر ونحن نستشعر شغور خانة من خانات رفقة يومية، وكأن الغياب المفاجئ اختبار لقدرات العاطفة على احتمال فراق محتوم، والتحايل على الوجع بترقب عودة محتملة، وكلنا أمل أن يكون ما حمله معه عنا إيجابياً شأننا مع صورته الكبيرة والعميقة والمبسطة والمحتلة في أعماقنا أرحب مساحة تقدير.