-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
نقل السودانيون عاداتهم وطقوسهم الرمضانية من بلادهم إلى مقر إقاماتهم بالمدن السعودية، وتبدو الحالة السودانية أكثر وضوحاً في حي بني مالك الشعبي وسط جدة، إذ تحرص الجالية على شراء مستلزماتها الرمضانية من متاجر في الحي، وتتوزع من يطلقون عليهن «ستات الكسرة» في الشارع الرئيسي. والكسرة السودانية رقائق من عجين الذرة، تمتاز بطعمها الليموني، وتؤكل في غالب الأحوال مع «الويكا» وهي نوع من البامية المجففة يمضي عشاقها إلى وسمها بـ«أم رقيقة» لرقتها وشفافيتها. ولا تخلو المائدة السودانية عن مشروب «الحلو المر»، أو عصير المتناقضات كما يقول الظرفاء، ويصنع من الذرة النابتة مع كميات معتبرة من البهارات السودانية الحلوة والمرة، كالزنجبيل والكمون والحلبة، وتنقع الخلطة في الماء ليلة كاملة، ثم يجهز على الأرض تحت قماش رطب لمدة ثلاثة أيام ليطحن حتى يصبح دقيقاً، ثم إلى صاج النار لتخرج في شكل رقيقة حمراء فاقعة، تنقع في ماء دافئ لنصف يوم لتقدم للصائمين عصيراً حلواً مراً على مائدة الإفطار.

ولم تتخلَ الجالية السودانية عن طقوسها المعروفة في رمضان، كالموائد الجماعية، إذ يحرص السودانيون على الخروج بـ«صواني الفطور» إلى الشارع ويتحلق جيران مربع الحي الواحد على صوانيهم ثم استقبال العابرين وإجبارهم على مشاركتهم المائدة. ووصل الحال بسكان بعض القرى المتاخمة لخطوط السفر الطويلة إلى قطع الطريق أمام الحافلات لإجبار سائقيها على التوقف والسماح للركاب بالهبوط وتناول الإفطار.. وفي واقعة طريفة تنازع سكان قريتين على الضيوف العابرين ما أدى إلى تدخل العقلاء لتهدئة النفوس..


وتفرض الجائحة على الجاليات السودانية، هذا العام اختصار التجمعات إلى «العدد الرسمي»، واكتفى كثير منهم بالفطور المختصر حتى تنجلي غمة كورونا.