فهمت إيران أن تماديها في انتهاك القوانين والأعراف الدولية، وتضخيمها من عمليات تسريع برنامجها النووي سيجعلها في موقف القوي خلال التفاوض مع القوى الكبرى، التي تسعى الى إحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي. وهو فهم مغلوط، شبيه بفهمها أن زيادة تحريض المليشيات الحوثية على استهداف السعودية سيجعلها أقوى في مواجهة الولايات المتحدة. وفي سياق موقفها التفاوضي المعيب أعلنت إيران أنها قررت البدء في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%. وهي نسبة تهدف لامتلاك قدرة نووية وليست لتشغيل برنامج نووي سلمي كما يزعم الملالي. ولذلك جاء موقف السعودية واضحاً، بأهمية توصل المجتمع الدولي لاتفاق بمحددات أقوى وأطول، بما يعزز إجراءات الرصد والمراقبة، ويضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي، أو تطوير القدرات اللازمة لذلك. ويعبر الموقف السعودي عن قلق دول المنطقة العميق من الخطوات التصعيدية الإيرانية، الهادفة لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي. وبدلاً من التصعيد، وتعريض أمن المنطقة واستقرارها لمزيد من التوتر، يجدر بإيران الانخراط بجدية في المفاوضات، اتساقاً مع تطلعات المجتمع الدولي إلى ما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ويحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل. إن التهديدات الإيرانية تتطلب موقفاً دولياً صارماً من المجتمع الدولي، في وقت يتعين أن تنصب جهوده على تعزيز التعاون العالمي لدرء جائحة كورونا، وإعادة النشاط الاقتصادي إلى مستويات ما قبل الجائحة، خصوصاً ضمان أمن إمدادات الطاقة.