الاصطفاف على محال الفول عادة رمضانية للكثيرين.
الاصطفاف على محال الفول عادة رمضانية للكثيرين.
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
رغم أن الأمثال الشعبية تؤكد أن القليل من الأكل يكفي الممسك طيلة يومه، ومنها «وش حدّ الصايم»، إلا أن فترة ما بعد العصر تكشف انفتاح شهية بعض الصائمين على وجبات رئيسية، ومنها صحن الفول باعتباره شيخ المائدة كما يطلق عليه. وإذا كانت بعض الطوابير تحتاج إلى (سيكورتي) ليضبطها، ويمنع التجاوز فإن تحري الحصول على طبق فول يضبط طوابير أمام جرار المشاهير.

وعندما تولى الحجاج بن يوسف منع التجوال الليلي، ثم ضبط شبان منهما ابن بائع فول، وعندما سأله، ابن من أنت؟ أجابه شعراً «أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قِدْرَه، وإن نزلت يوما فسوف تعود، ترى الناس أفواجا إلى ضوء ناره، فمنهم قيام حولها وقعود».


الفول لا تنافسه أي وجبة، برغم مشاق صناعة السمبوسة، ورائحة القلي، والشوربة وأبازيرها، يظل الفول هاجسا ذهنيا ومحفّزا حركيا للتجوال عقب صلاة العصر للتزود منه، وربما تنقضي ساعات انتظار دون ملل.

ولا يستبعد أن تحدث إشكالية بسببه، أو ارتكاب مخالفة مرورية، أو ارتفاع الصوت بين سيدة البيت وزوجها، إثر تأخر الابن عن موعد الإفطار ومعه الفول ولوازمه.

وربما أثقل الفول المكلف، على آكله، وتبلّم الدماغ مع آخر لقمة، واضطرب القولون، ليبدأ اللوم على المطعوم المذموم، ويعلن العاشق المتيم لقدور الباقلاء كما يطلق عليها تراثياً مقاطعة الفول، إلا أنها بفراغه من أداء صلاة العصر في اليوم التالي يطلب من أم العيال أو أحد الأبناء المطبقية، ليتجه للطابور وينتظم في الوقوف دون كلل ولا ملل ويردد «رمضان كريم إيش حاجة البطن وإيش حد الصايم».