افتقدت مساريب القُرى، وطرقات الأحياء، صوت المسحراتي الشجي المتخصص في إيقاظ الصوام لتناول طعام السحور مردداً قصيدة «اصحى يا نايم اصحى، وحد الدايم رمضان كريم»، المأخوذة من شعر فؤاد حداد، ولحّنها وأداها الموسيقار سيد مكاوي، ويردد بعض المسحراتية «سحورك يا صايم، قم وحّد الدايم» مع الدق بعصا صغيرة على طبلة مصنوعة من جلد الماعز، بطرق ثلاثي ورباعي، منغّماً كلماته عند كل باب ونافذة، فيما يقول المسحراتي في بعض العواصم «يانايمين الليل قوموا اتسحروا، سحور يا مسلمين سحور صائمين». وفي مناطق يلهج لسانه «يا نايم وحّد مولاك للي خلقك ما ينساك، قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم» على أن تكرمهم سيدات البيوت مع نهاية شهر الصيام ببعض الهدايا العينية والنقدية إن توفرت.
وفي بعض المدن، تدوّن العائلات أسماء أفرادها على الباب وتتم مناداتهم واحداً واحداً، وكان دور المسحراتي في الستينات والسبعينات وما قبلها رئيساً، فكل أفراد الأسرة ملتزمون بعمل طيلة نهار الصوم، ويعودون لمنازلهم منهكين، وإثر تناول ما تيسر من طعام الإفطار والعشاء يخلدون للنوم العميق، ولم تكن في البيوت منبهات ولا ساعات يتم ضبطها على حزة السحور، فتعتمد ربات البيوت على نغمات الطبل، وصوت المسحراتي، وهو يمشّط الدروب بأدب، مردداً أشعاراً وأذكاراً ليتحرك ساكن البيوت وتشعل المصابيح والفوانيس وتنطلق رائحة بعض الأطعمة.
ارتبط المسحراتي بالإرث الثقافي والواقع الاجتماعي والتاريخي، وانتظام حركة العمل، وتطبيق آية «وجعلنا الليل لباساً، وجعلنا النهار معاشاً»، وتأكيداً على طقوس وروحانية شهر العبادة والصيام، ارتسمت صورة المسحراتي في الأذهان باعتبارها من العادات العريقة والتقاليد الأصيلة في المجتمعات العربية.
لربما لم يبق اليوم من هذه العادة الرمضانية، سوى استعادتها ضمن الذكريات؛ كون السهر الليلي المتواصل وتوفر المنبهات يخل بإيقاع المسحراتي الذي كانت تضبطه طبيعة ورتم الحياة، فيما يظل طعام السحور وجبة رئيسية، وفي الأثر طعام السحور، طعام مبارك، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم به استحباباً فقال: «تسحروا فإن في السحور بركة».
وفي بعض المدن، تدوّن العائلات أسماء أفرادها على الباب وتتم مناداتهم واحداً واحداً، وكان دور المسحراتي في الستينات والسبعينات وما قبلها رئيساً، فكل أفراد الأسرة ملتزمون بعمل طيلة نهار الصوم، ويعودون لمنازلهم منهكين، وإثر تناول ما تيسر من طعام الإفطار والعشاء يخلدون للنوم العميق، ولم تكن في البيوت منبهات ولا ساعات يتم ضبطها على حزة السحور، فتعتمد ربات البيوت على نغمات الطبل، وصوت المسحراتي، وهو يمشّط الدروب بأدب، مردداً أشعاراً وأذكاراً ليتحرك ساكن البيوت وتشعل المصابيح والفوانيس وتنطلق رائحة بعض الأطعمة.
ارتبط المسحراتي بالإرث الثقافي والواقع الاجتماعي والتاريخي، وانتظام حركة العمل، وتطبيق آية «وجعلنا الليل لباساً، وجعلنا النهار معاشاً»، وتأكيداً على طقوس وروحانية شهر العبادة والصيام، ارتسمت صورة المسحراتي في الأذهان باعتبارها من العادات العريقة والتقاليد الأصيلة في المجتمعات العربية.
لربما لم يبق اليوم من هذه العادة الرمضانية، سوى استعادتها ضمن الذكريات؛ كون السهر الليلي المتواصل وتوفر المنبهات يخل بإيقاع المسحراتي الذي كانت تضبطه طبيعة ورتم الحياة، فيما يظل طعام السحور وجبة رئيسية، وفي الأثر طعام السحور، طعام مبارك، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم به استحباباً فقال: «تسحروا فإن في السحور بركة».