يفضل الأهالي الإفطار في نزهة برية.
يفضل الأهالي الإفطار في نزهة برية.
-A +A
بشير الزويمل (حائل) bsheerAlzwaiml@
لم تتوقف هواية ارتياد البر لدى أهالي حائل عند انتهاء فصل الشتاء ومواسم الأمطار والربيع، إذ تتجدد كل مطلع شهر رمضان المبارك، وبات الإفطار على سفوح أجا وسلمى والنفود الكبير مطلباً يستهوي «آل حاتم»، في ظل أجواء باردة تتمتع بها مدينتهم الحائلية مذ استهلوا الشهر الكريم، فيما يتسابق الشباب عبر رحلات برية لتناول وجبتهم الرئيسية، ضمن أفواج تمتد طيلة شهر الخير، موزعة بين المشاركين الذين لا يألو كل منهم بحمل ما جادت به منازلهم من وجبات، حدث عنها ولا حرج، فهم أشهر من علم فوقه نار بكرمهم وعطائهم عبر التاريخ.

وفي هذا السياق، يؤكد الشاب مطلق العتيق لـ«عكاظ» أن الإفطار في أجا وسلمى لا يزال يملك رونقاً خاصاً، إذ يجتمع الأصدقاء والأقارب على مائدة واحدة في أجواء مفتوحة وسط مناظر خلابة بين المنخفضات والمرتفعات مازجين عبق الأجواء بمذاقات أكلاتهم الشهيرة، دون أن تحول هذه الرحلات بين متابعتهم البرامج التلفزيونية الرمضانية، لاسيما أن التلفزيون يرافقهم، ليحلو السمر والسهر لحين موعد السحور، وهنا تنتهي رحلة اليوم الواحد، ليحملوا أمتعتهم في رحلة العودة للمدينة بعدما يزينون ليلتهم بصلاة فجر يبقون بها في معية الله طوال اليوم التالي، ومنهم من يتعجل فيما يؤجل آخرون ليتم الأربعة أيام في رحاب البر التي يفضل أغلبهم أن تستمر على مدى 96 ساعة أسبوعيا مستمتعين بجمال الطبيعة التي لا تفارق حائل.


بدوره، يقول نواف الشمري لـ«عكاظ»: «لا يحلو الإفطار الرمضاني إلا بسحر أجا وسلمى، خصوصا في الأجواء الربيعية الرائعة التي تشهدها المنطقة، بعيدين عن ضوضاء المدينة، التي لا تخلو من الإزعاج، مؤكدا أن الشباب يجلبون وجبات الإفطار من منازلهم من مختلف الأصناف التي تهفو لها نفوسهم، ناهيك عما نجهزه بأنفسنا في البر فيكتسب من عطر الأجواء مذاقا خاصا، لافتا إلى أن هذه العادة متوارثة بين الحائليين منذ زمن طويل، فالأهالي دوما يفضلون إفطار البر، لما تملك طبيعة المنطقة من جمال وتضاريس متنوعة تسهم بشكل كبير في جذب الجميع لأوديتها ونفودها». ويستدرك الشمري: «لا يختلف على هذه العادة شباب أو كبار سن، إذ ينتشرون بالأماكن القريبة من المدينة لتظل طوال الشهر تضج بالمتنزهين، وتسهل عليهم الذهاب والعودة مرة تلو مرة لذات المكان».