لم يدر في خلد تلك المرأة التي تركض حافية بين جبلين في ذلك الوادي أنَّ تحت قدميها نبع ماء مقدس سيستمر تدفقه أبد الدهر. ولأنها كانت تبحث لولدها عن جرعة ماء في تلك البقعة الخالية من كل تباشير الحياة، استمر ركضها صعوداً ونزولاً فوق جبل الصفا والمروة حتى تفجرت بين قدمي صغيرها ينابيع ماء زمزم المبارك، لتسجل تلك اللحظة انطلاقة الحياة في ذلك المكان المقفر.
وقدرت بعض المصادر التاريخية عمر بئر زمزم بما يزيد على 4 آلاف سنة، إذ استمرت حكايات زمزم منذ ذلك الزمان لتقوم على هذه البقعة من الأرض حضارة خالدة تنهض في ذلك المكان سيدة المدن (مكة المكرمة).
ومع تقادم الزمن اندثرت البئر ذات مرة في العصر الجاهلي وبقي مكانها مجهولا ولم يكتشفها أحد حتى حلم جد الرسول الكريم عبد المطلب بمن يدله على مكان البئر ويطلب منه فتحها، فاستيقظ وركض مهرولاً إلى جانب الكعبة وحفر في المكان الذي رآه في منامه حتى تحققت الرؤيا وعادت البئر للعمل مرة أخرى.
وتقع بئر زمزم شرق الكعبة المشرفة وتحديدا على بعد 21 متراً منها في صحن المطاف محاذية للملتزم، وكانت ظاهرة للعيان على شكل بدروم أرضي ينزل إليه زوار المسجد الحرام للاغتسال والشرب من صنابيرها، حتى تم إغلاق ذلك المكان بهدف توسعة المطاف لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المصلين والحجاج والمعتمرين، أما فتحة البئر فتقع تحت سطح المطاف على عمق متر ونصف المتر، وتنقسم إلى قسمين: الأول؛ جزء مبني عمقه يزيد على ١٢ مترا عن فتحة البئر، والثاني جزء منقور في صخر الجبل ويزيد طوله على ١٧ مترا، وعلى هذا فعمق البئر يقترب من 30 متراً من فتحة البئر إلى قاعه، ويبلغ عمق مستوى الماء عن فتحة البئر نحو 4 أمتار، وعمق العيون التي تغذي البئر عن فتحة البئر 13 مترا، ومن العيون إلى قاع البئر 17 مترا، وقطر البئر يختلف باختلاف العمق بيد أنه يتراوح بين 1.5 و2.5 متر، كما يذكر الأزرقي أن العيون التي تغذي بئر زمزم 3، هي عين حذاء الركن الأسود، وعين حذاء جبل أبي قبيس والصفا، وعين حذاء المروة.
ونظراً لتقادم البئر فقد جرت في عهد الملك خالد، رحمه الله، أول عملية استكشاف حديثة لبئر زمزم في عام ١٣٩٩، وعلى مدى شهرين كاملين، حيث أخرجوا من داخل البئر كميات كبيرة من الأواني الفخارية والجلدية والنحاسية والبلاستيكية والدوارق والجرار والأقماع، وعددا من العملات التي لا يعرف تاريخها وأكثرها متآكل، كما تم تنظيف حوائط البئر خصوصا الجزء المجصص منها باستعمال فرش من السلك في عملية هي أكبر وأهم عملية تنظيف في تاريخ بئر زمزم.
وفي عهد الملك فهد، يرحمه الله، جرى إنشاء نظام مياه الشرب والتصريف، الذي يتكون من وحدتي تبريد ماء بالبئر بطاقة نحو 60 طناً، وصنابير شرب المياه، و12 مضخة، إضافة إلى شبكة متكاملة لمياه الشرب والتصريف، أما في عهد الملك عبدالله، يرحمه الله، فتم إنشاء محطة تنقية لمياه البئر للمحافظة على خصائصها مع محطة ومصنع تعبئة وخطوط نقل ونظام تحكم ومراقبة وتخزين آلي ومرافق أخرى في سنة 1427، ودشن «مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم»، المشروع في رمضان عام 1431، كما تم إطلاق مشروعين الأول منها يخص تنظيف حاويات ماء زمزم آلياً، والثاني لإعادة تصميمها لتفي بمتطلبات حماية المياه وانسيابيتها وسهولة الحصول عليها، فيما يبلغ إجمالي كمية ضخ ماء زمزم للمسجد الحرام نحو 1.442 مليون م³، بينما يبلغ إجمالي كمية الضخ للمسجد النبوي الشريف نحو 503 آلاف م³.
وقدرت بعض المصادر التاريخية عمر بئر زمزم بما يزيد على 4 آلاف سنة، إذ استمرت حكايات زمزم منذ ذلك الزمان لتقوم على هذه البقعة من الأرض حضارة خالدة تنهض في ذلك المكان سيدة المدن (مكة المكرمة).
ومع تقادم الزمن اندثرت البئر ذات مرة في العصر الجاهلي وبقي مكانها مجهولا ولم يكتشفها أحد حتى حلم جد الرسول الكريم عبد المطلب بمن يدله على مكان البئر ويطلب منه فتحها، فاستيقظ وركض مهرولاً إلى جانب الكعبة وحفر في المكان الذي رآه في منامه حتى تحققت الرؤيا وعادت البئر للعمل مرة أخرى.
وتقع بئر زمزم شرق الكعبة المشرفة وتحديدا على بعد 21 متراً منها في صحن المطاف محاذية للملتزم، وكانت ظاهرة للعيان على شكل بدروم أرضي ينزل إليه زوار المسجد الحرام للاغتسال والشرب من صنابيرها، حتى تم إغلاق ذلك المكان بهدف توسعة المطاف لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المصلين والحجاج والمعتمرين، أما فتحة البئر فتقع تحت سطح المطاف على عمق متر ونصف المتر، وتنقسم إلى قسمين: الأول؛ جزء مبني عمقه يزيد على ١٢ مترا عن فتحة البئر، والثاني جزء منقور في صخر الجبل ويزيد طوله على ١٧ مترا، وعلى هذا فعمق البئر يقترب من 30 متراً من فتحة البئر إلى قاعه، ويبلغ عمق مستوى الماء عن فتحة البئر نحو 4 أمتار، وعمق العيون التي تغذي البئر عن فتحة البئر 13 مترا، ومن العيون إلى قاع البئر 17 مترا، وقطر البئر يختلف باختلاف العمق بيد أنه يتراوح بين 1.5 و2.5 متر، كما يذكر الأزرقي أن العيون التي تغذي بئر زمزم 3، هي عين حذاء الركن الأسود، وعين حذاء جبل أبي قبيس والصفا، وعين حذاء المروة.
ونظراً لتقادم البئر فقد جرت في عهد الملك خالد، رحمه الله، أول عملية استكشاف حديثة لبئر زمزم في عام ١٣٩٩، وعلى مدى شهرين كاملين، حيث أخرجوا من داخل البئر كميات كبيرة من الأواني الفخارية والجلدية والنحاسية والبلاستيكية والدوارق والجرار والأقماع، وعددا من العملات التي لا يعرف تاريخها وأكثرها متآكل، كما تم تنظيف حوائط البئر خصوصا الجزء المجصص منها باستعمال فرش من السلك في عملية هي أكبر وأهم عملية تنظيف في تاريخ بئر زمزم.
وفي عهد الملك فهد، يرحمه الله، جرى إنشاء نظام مياه الشرب والتصريف، الذي يتكون من وحدتي تبريد ماء بالبئر بطاقة نحو 60 طناً، وصنابير شرب المياه، و12 مضخة، إضافة إلى شبكة متكاملة لمياه الشرب والتصريف، أما في عهد الملك عبدالله، يرحمه الله، فتم إنشاء محطة تنقية لمياه البئر للمحافظة على خصائصها مع محطة ومصنع تعبئة وخطوط نقل ونظام تحكم ومراقبة وتخزين آلي ومرافق أخرى في سنة 1427، ودشن «مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم»، المشروع في رمضان عام 1431، كما تم إطلاق مشروعين الأول منها يخص تنظيف حاويات ماء زمزم آلياً، والثاني لإعادة تصميمها لتفي بمتطلبات حماية المياه وانسيابيتها وسهولة الحصول عليها، فيما يبلغ إجمالي كمية ضخ ماء زمزم للمسجد الحرام نحو 1.442 مليون م³، بينما يبلغ إجمالي كمية الضخ للمسجد النبوي الشريف نحو 503 آلاف م³.