يجد زائرو جبال الحشر متعة خاصة في الإفطار على أحد المطلات الجبلية رغم صعوبة الطرق.
يجد زائرو جبال الحشر متعة خاصة في الإفطار على أحد المطلات الجبلية رغم صعوبة الطرق.
-A +A
محمد المالكي (جازان) almalkym939@
اعتاد أهالي مركز جبال الحشر بمحافظة الداير بمنطقة جازان على كسر الروتين اليومي للإفطار بمنازلهم إلى الإفطار على المسطحات الخضراء في أحد المدرجات الزراعية بالجبل بالقرب من السحاب الذي يخيم على أجواء جبال الحشر.

وفي مشهد مهيب يتوافد الأهالي إلى هذه المناطق بعد صلاة العصر مباشرة مصطحبين معهم وجبات الإفطار والأكلات الشعبية المعتادة للسكان في شهر رمضان، ويتجمعون حولها فوق جبال الحشر حيث الأجواء والطقوس الخاصة بالشهر المبارك.


«عكاظ» عايشت الأجواء مع أهالي الحشر، إذ يقول مفرح أحمد الحريصي: «نجتمع حول قمة الجبل مصطحبين الأكلات الشعبية التي يجيد نساء جبال الحشر طبخها بحرفية عالية كخبز الميفا والعصيد والمرق واللحم المجفف والحنيذ والمعصوب والعريكة، إضافة إلى الأكلات الرمضانية الأخرى كالسمبوسة والمكرونة والشربة ونتبادل الأطباق والإفطار بين سكان القرى، إذ يقوم كل منا بإهداء جاره نوعاً محدداً من طبخ البيت فتجد السفرة عامرة وقت الإفطار بما لذ وطاب.

ويستذكر الحريصي الأيام الخوالي حين كان يعتمد الأهالي على النجوم في تحديد وقت أذان المغرب بغياب الساعات والميكروفونات». ويضيف: «كان تقدير الوقت يتم عبر رؤية الشمس وقت الغروب فيسدون رمقهم ببعض تمرات وماء ومن ثم يبدأون الفطور وسط هذه الأجواء الرائعة». وقال: «في هذا العام اقتصر الإفطار على سكان المنزل الواحد وبعدد محدود جداً يقتصر على الأب وأبنائه بسبب أزمة كورونا، وفي السابق كان أهالي القرية يفطرون بشكل جماعي عند المسجد الذي يجتمعون فيه للمغرب أو على مطل»، مبيناً انه اشتاق لتلك الأيام الجميلة.

يشاطره الرأي علي الحريصي قائلاً: يجد زائرو جبال الحشر متعة خاصة في الإفطار على أحد المطلات الجبلية رغم صعوبة الطرق، لكنّ كثيرين يغامرون من أجل إفطار مختلف ممزوج بروحانية الشهر الكريم بعيداً عن المنازل. مبيناً أن أزمة كورونا غيّبت هذه العادة خلال السنة الماضية والحالية التزاماً بالإجراءات الاحترازية فأصبح سكان المنازل يفطرون في بيوتهم وبأعداد محدودة.