عم أمين على بسطته الرمضانية يبيع السوبيا كعادته السنوية.
عم أمين على بسطته الرمضانية يبيع السوبيا كعادته السنوية.
-A +A
عبدالله الروقي ( مكة المكرمة ) alroogy@
شاهدناه يقف بسعادة خلف تلك الطاولة التي اصطفت عليها أكياس ((السوبيا)) وهو يبتسم وينادي بسعادة على الصائمين والمارة ليدعوهم الى الاقتراب والشراء، توقفنا عنده لنتعرف على العم «امين مقادمي» أحد أشهر باعة (السوبيا) في مكة، الذي تحول حبه للمشروب الحجازي الشهير إلى (حرفنة وفن).

يقول العم أمين من سنوات عديدة وأنا أعشق (السوبيا) وأستطيع تمييز الجيد، وبعد أن تقاعدت أصبحت أصنعها لي ولأولادي وأهدي بعضها لأقاربي وأصدقائي وتطور الوضع وأصبحت أبسط بها في رمضان أمام منزلي لكي أبيع ما تيسر منها.


قاطعناه وهو في نقاش ضاحك مع أحد الزبائن، وسألناه عن تاريخ المشروب، فقال: شعبي بامتياز وانتشر في مكة والمدينة وأصبح معروفا حين تناقله الناس في كل مكان. ويسرح العم أمين بذاكرته لتعود به إلى الأزمنة الجميلة، كنا نشتري (السوبيا) المصنوعة من الشعير الصيفي في حي القشاشية من أحد بيوت العوائل القديمة.

وعن سر الصنعة يقول إنهم يقومون أولا بجرش الشعير وتنقيعه في الماء وتخميره لمدة ٢٤ ساعة وتصفيته وإضافة القرفة والهيل وتحليته بالمقدار المناسب، والمشروب لونه أبيض وكانوا يعتمدون على الزبيب الأسود المنقع لتغيير لونه والآن أصبحنا نستعمل صبغة التوت بكمية بسيطة لتغيير اللون.

وعن السر في التمايز بين صناع (السوبيا) يقول: أولا التخمير له طريقة خاصة والمفروض عدم إضافة الخميرة الفورية الجاهزة التي أصبح بعضهم يستعملها لإنجاز العمل بسرعة وبكميات كبيرة وهي ليست من أساس الصنعة.

وعن هوايته وعشقه يقول العم أمين «نحن يا ولدي نستعمل العيش البر الطازج ونحرص على المكونات ولا نرضى أن يدخل في الصنعة أي مشوبات أخرى».

سألناه عن سلامة المشروب والسمعة التي يتداولها الناس بخصوص أنها قد تصبح خطيرة ومذهبة للعقل، تغيرت نبره العم أمين وباشر بمناولتنا كوباً من (السوبيا) الباردة وقال تذوق النكهة واحكم بنفسك، للأسف المعلومة هذه غير صحيحة والمشروب آمن جداً ولذيذ ومفيد لأنه يحتوي على مكونات طبيعية وغنية ومفيدة، وينبغي أن تكون صناعته تحت يد ناس تخاف الله وتحفظ الصنعة وتعطيها حقها.